عبر أول رئيس حكومة لجمهورية الصحراء الغربية، محمد الأمين، أول أمس، من «فوروم الشعب» على أن اللاجئين الصحراويين يتحملون المشاق والمتاعب من أجل قضيتهم العادلة وحقهم في تقرير مصيرهم ونيل كرامتهم والسيادة على أراضيهم وليسوا لاجئي خبز.
واعتبر السيد محمد الأمين التضحية من أجل الوطن واجب مقدس على أبنائه رافضين كل المساومات والإغراءات التي يحاول عناصر النظام المغربي تقديمها وهو أسلوب استعماري بغيض يسعى الاستعمار إلى طرحه على مستعمراته وطبعا قد يجد العملاء من ضعاف النفوس لمحاولة استعمالهم في تعطيل وإضعاف نضالات المخلصين والمكافحين من سياسيين ومناضلين وضرب الحركات التحررية من الداخل، لكن هيهات أن يتحقق لهم ذلك فقد سعت فرنسا التي استعمرت الجزائر مدة قرن وثلث بمشروع قسنطينة للجنرال دوغول سنة 1958 الذي كان مضمونه أن «الفلاقة» ثاروا من أجل الخبز والعمل وبعض المطالب وحاولت تكوين الطابور الخامس والقوة الثالثة إلا أن استمرار الثورة الجزائرية حتى التحرير بيّن بطلان المشروع وأثبت أن الثوار ثاروا من أجل الاستقلال والسيادة والكرامة والعيش في وطنهم أحرار.
كما أن المحافظة السامية للاجئين طلبت من المسؤولين الصحراويين إحصاء عدد اللاجئين كي يتسنى لها تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية من أكل ولباس وعلاج.
ولما فشلت الإغراءات أمام إصرار الصحراويين على نيل استقلالهم وتقرير مصيرهم لجأت القوات المغربية إلى أساليب تستعملها إسرائيل ضد الفلسطينيين وهي الإبادة ومحاولة تصفية كل ما هو حي من بشر وشجر وحيوانات وسجن واعتقالات بالجملة للشيوخ والنساء والأطفال وهي أساليب لم يكن يستعملها الاستعمار الاسباني الذي حاربه الصحراويون في كفاح مرير.
وقد قبل الصحراويون طلب توقيف القتال والاستعداد لتقرير المصير بتنظيم استفتاء شعبي وهو الطرح الذي طرحه الحسن الثاني منذ سنوات ولم يتحقق ذلك للأسف وأصبح دور «المينورسو» المتمثل في مراقبة وقف إطلاق النار لا يراقب إلا المناطق التي يسيطر عليها الصحراويون بينما لا يراقب المناطق التي يسيطر عليها المغاربة من مناطق محتلة، إلا أن الوضع لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه اليوم لأن صبر الصحراويين بدأ ينفذ وأن إجراءات أخرى قد تتخذ وقد يستعملون اللغة التي يفهمها النظام المغربي، وهي أن الذي أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، ويبدو أن التماطل في الذهاب للحل النهائي هدفه استغلال المزيد من الثروات والخيرات الصحراوية لأن استقلال الصحراء قادم اليوم أو غدا ما دام هناك مناضلون صحراويون مخلصون وشعب تواق للحرية وهناك أصدقاء للصحراويين يدعمونهم من أحرار العالم.