إسماعيل دبش أمام إطارات البوليساريو

مبررات المغرب استهلكت ولم تعد تقنع القوى الدولية والإقليمية

بومرداس: ز/ كمال

حاول أستاذ العلوم السياسية اسماعيل دبش في مداخلة حول التحولات العالمية الكبرى ومستقبل تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية تقديم تشريح تاريخي موسع لقضية الصحراء وتحديات المرحلة الراهنة في ظل المتغيرات الجيو إستراتيجية لمنطقة إفريقيا، مع محاولة إسقاط بعض التجارب المشابهة دون تقديم رؤية استشرافية والغوص في عمق الملف والبدائل المطروحة وهو ما أوخذ عليه من طرف بعض المتدخلين أثناء النقاش..
عرج أستاذ العلوم السياسية في محاضرته خلال اليوم الثاني من أشغال الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو والجمهورية العربية الصحراوية، على عدة نقاط لرسم واقع القضية الصحراوية ومستقبلها وسط كل هذه التحولات التي شهدتها المنطقة العربية والنتائج العكسية لثورات ما يعرف بالربيع العربي، وبعد استحضار بعض المحطات التاريخية في مسار القضية الصحراوية ومختلف الدسائس التي حيكت ضدها بتواطؤ المغرب لاستمرار حالة الاحتلال بطرق أخرى ومنها اتفاقية مدريد السرية لتقسيم الأراضي الصحراوية، توقف الأستاذ عند التجربة السياسية الجزائرية وطريقتها الذكية في امتصاص مختلف الحملات الخارجية باسم الحرية والديمقراطية مع بداية الثورات العربية.
وأكد الأستاذ في هذا الجانب «أن الجزائر دخلت مرحلة الإصلاحات السياسية والاقتصادية مع بداية الثمانينيات، كما أن الشعب الجزائري وبناء على التجربة الأليمة التي عاشها مدخل التسعينيات لم يقتنع بمختلف المبررات المعروضة أمامه من قبل بعض القوى الخارجية والعربية لركوب موجة الثورات الأخيرة، مرجعا ذلك إلى حصانته الثورية وقال «أن فترة الأزمة عادت بالفائدة على الجزائر وبالتالي فان الشعب لم يرغب في العودة إلى الوراء مهما كانت الشعارات البراقة..
كما تطرق أيضا إلى الشق الاجتماعي الذي حافظ بقوة على تماسك الشعب الجزائري معبرا بالقول «أن الجانب الاجتماعي في الجزائر محسوم بفضل السياسة الاجتماعية المطبقة من قبل الدولة الجزائرية التي حرصت منذ الاستقلال على تحصين الجبهة الاجتماعية عن طريق مجانية السكن، التعليم والصحة وهي منظومة ساهمت في تماسك اللحمة الاجتماعية وألغت معها كل مبررات التحرر باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان مثلما قال..
 
مبررات المغرب التاريخية في المنطقة استنزفت..
 
أكد الأستاذ المحاضر «أن المبررات التاريخية المقدمة من طرف المغرب للاستمرار في نفس الوضعية استهلكت ولم تعد تقنع القوى الدولية والإقليمية بما فيها الاتحاد الإفريقي، كما أن المتغيرات الاقتصادية وتضارب المصالح بالنسبة للدول الكبرى قد ألغت أهم المبررات المروجة من قبل المغرب كشعار إدارة الحرب الباردة ومواجهة المد الاشتراكي في إفريقيا والدفاع عن الأنظمة الرأسمالية أمام التوسع الاقتصادي لهذه القوة، مقدما مثالا بحجم المبادلات التجارية مع المغرب التي لا تتجاوز 3 مليار دولار مقابل أكثر من 70 مليار مع إفريقيا ككتلة صاعدة سياسيا واقتصاديا، مع التأكيد أن الموقف الفرنسي من القضية الصحراوية بدأ يتغير من الأسوأ إلى السيئ والنظر إلى الملف بنظرة مصالحها بالمنطقة، وتوجيه انتقادات لموقف موريتانيا الذي اعتبره سلبيا ويضر حتى بدولة موريتانيا نفسها.
في الختام حاول أستاذ العلوم السياسية اسماعيل دبش الرد بانفعال على بعض الانتقادات من قبل الحضور، من خلال تحدي الشباب الصحراويين وسؤالهم بالقول» ما ذا قدمتم للقضية الصحراوية من خلال صفحات التواصل الاجتماعي ومحاولة كسب مزيد من المؤيدين للقضية بناء على توصيات الجامعة الصيفية للسنة الماضية على غرار ما يقوم به بعض المتعاطفين ومنهم المحاضر الذي تلقى أكثر من 3 آلاف رد وتعليق على صفحته الاجتماعية..

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19529

العدد 19529

الأحد 28 جويلية 2024
العدد 19528

العدد 19528

السبت 27 جويلية 2024
العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024