مسار التسوية يمر حتما عبر الحوار

جمال أوكيلي

استمرار النزاع لايخدم مصلحة أحد

الى أين تسير الأزمة الأمنية والسياسية في اليمن؟ ولماذا طال عمرها؟ وهل هناك بدائل في الأفق لانهاء هذا التطاحن، أم نحن أمام انسداد لاخيار يحل محله؟ أسئلة حاول أعضاد اللجنة الجزائرية لمناصرة اليمن عبر منبر «الشعب» وهم رمضان بودلاعة، أحمد التين، أحمد كروش وجمال بن عبد السلام وعلي حسن الولاني الإجابة عليها، بعيدا عن أي تحامل على الآخر.. بالرغم من حساسية الموضوع المطروح للنقاش.. الذي يتطلب التركيز على التحليل الواقعي الذي يرفض الأحكام المسبقة أو اطلاق العنان لشتى الأوصاف تجاه الآخر.. وهذا ماحرصنا عليه.
هذا الإطار للحوار ضروري عندما يتعلق الأمر باليمن لأننا لا نعرف مايحدث هناك في الميدان ماعدا ماتنقله الفضائيات من صور لأحداث قد تولد لدى البعض مواقف حماسية وحتى اندفاعية لها امتدادات وتفكير ناجم عن قناعات معينة.
والنزاع الأمني والسياسي في اليمن بقدر ما هو معقد ومتداخل بقدر ماهو في حاجة ماسة وحتى مستعجلة إلى حل فوري يكون عادلا ودائما يراعي مصالح مكونات الشعب اليمني وهذا ماركز عليه في هذا السياق الأستاذ محمد التين الذي دعا إلى استئناف الحوار بين اليمنيين من أجل إخراج البلد من هذه الوضعية الصعبة والمحرجة في آن واحد لأن التجربة أظهرت بأن الافراط في استعمال سلاح الجو لم يحسم المعركة في الأرض والأمثلة قريبة منا.
ويرى الأستاذ تين أن القراءات تجاه الحدث في اليمن، تبنى على ثوابت استراتيجية تعمل على المدى البيعد وليس هناك الصدفة أو العفوية فيما يجري في هذا البلد، بل هناك حسابات دقيقة جدا أقرتها مراكز البحوث وغيرها التي تعمل في هذا الاطار.. إلى جانب دوائر تهتم بهذا الأمر واليمن عينة حية على مايقع.
ومهما طال النزاع المسلح في اليمن فان خاتمته الجلوس إلى طاولة الحوار لكن بأي ثمن ؟ وفي الوقت الراهن يجب أن نعترف بأن صوت السلاح فوق كل الأصوات ولا يستطيع أحد أن يستمع للآخر بحكم هذه الشوشرة مما ولد كل هذا التطرف في رفض المبادرات الواردة لأنها دائما مقرونة بشروط وكل المتنازعين لايقبلون أن يقعوا تحت طائلة ضغط الآخر أو رهينة يوجهه كما يريد.
وعلى الجميع أن يدركوا بأن مواصلة الاقتتال وتحويل البلاد إلى ركام ليس الحل مهما حاول الفرقاء التمسك به عن طريق القوة بدليل أننا في الشهر الرابع وما تزال دار لقمان على حالها لايوجد أي مؤشر في الأفق يوحي بأن الحل سيكون غدا.. يوميا يزداد تعقد هذا الملف ولم يفسح المجال لأي طرف قد تكون له القدرة في انهاء هذا الصراع والعودة إلى جادة الصواب وعين العقل.
ولابد من التذكير بالموقف الجزائري في هذا الشأن والقاضي بالاحتكام إلى فضائل الحوار واغاثة الشعب اليمني وإعادة اعمار البلد.. ومهما تكن المواقف المتصلبة والمتشددة فيما يجري وبخاصة إدخال تغييرات جذرية على موازين القوى بالمنطقة بالوسائل المستعملة حاليا.. فإنه من الضروري الذهاب إلى الطريق الثالث ألا وهو الحل.
لأنه لايمكن استمرار الحال على هذا المنوال إلى الأبد وكل النزاعات والصراعات والحرب وانتهت بالحوار. بالرغم من أن الحالة الأمنية شائكة جدا لأن الأمر يتعلق بالسلطة وكذلك وجود قيادات بداخل اليمن وخارجها كل واحد يرفض الآخر لقد اختلط كل شيء في هذا البلد. وعليه فإن رحلة البحث عن الأمل ضرورية في الوقت الراهن حتى تنفتح أبواب أخرى، وهذا لدى كل اليمنيين وذوي الإرادات الخيرة التي تجنح إلى الاستقرار.

 

 

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19529

العدد 19529

الأحد 28 جويلية 2024
العدد 19528

العدد 19528

السبت 27 جويلية 2024
العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024