تعرضت لـ3 هجومات انتحارية في ظـرف شهر

التشاد في قلـب معركـــة الحرب عــلى الإرهـاب

حمزة محصول

اهتزت العاصمة التشادية نجامينا، على وقع 3 تفجيرات إرهابية في ظرف شهر واحد، سقط ضحيتها أزيد من 60 شخصا وعشرات الجرحى، في وقت يتصدر الجيش التشادي الصفوف الأولى في الحرب ضد تنظيم ما يعرف ببوكو حرام في نيجيريا، وساهم في وقت سابق في محاربة الإرهاب شمال مالي رفقة القوات الفرنسية.
 أصبحت التشاد ضمن المراتب الثلاث الأولى للدول الأكثر عرضة للهجمات الإرهابية في منطقة الساحل وغرب إفريقيا، بعد كل من مالي ونيجيريا. ولعل دخولها بقوة على خط مكافحة الإرهاب وإقحامها عددا معتبرا من قواتها، جلب لها كل هذه المتاعب. ففي ظرف قياسي، تعرضت عاصمتها نجامينا إلى ثلاثة تفجيرات انتحارية، أدت بحياة 60 شخصا غالبيتهم الساحقة من المدنيين.
ولاشك أن السلطات التشادية وعلى رأسها الرئيس إدريس ديبي إنتو، كانوا يتوقعون مسبقا أن البلاد ستكون هدفا لجماعة «بوكو حرام» الإرهابية الناشطة شمال شرقي نيجيريا. لكن الإجراءات الأمنية الوقائية لم تمنع تسلل الإرهابيين الانتحاريين، أو تكون نجحت في التصدي لما هو أكثر دموية.
 ترسم انضمام التشاد إلى نادي الدول المكافحة للإرهاب بشكل فعلي، في جانفي 2013، حينما دخلت رفقة القوات الفرنسية إلى شمال مالي بغرض تطهير المدن من الجماعات المسيطرة عليها لأزيد من سنة. وشاركت حينها بأزيد من 1500 جندي.
وإذا كانت فرنسا قد فقدت 06 من عناصر قواتها في إطار عملية «سيرفال»، دفعت القوات التشادية الفاتورة الأغلى، حيث قارب عدد الجنود الذي قتلوا بشمال مالي الخمسين. وشهد لهذه القوات أن كانت في الصفوف الأولى وهناك من اعتبرها درعا واقيا أمام القوات الخاصة الفرنسية.
ومن مالي إلى نيجيريا، حيث رفضت البقاء مكتوفة الأيدي أمام مجازر بوكو حرام، رغم أن أراضيها لم تتعرض لأي هجوم من طرف التنظيم، ودخلت الحرب بشكل لافت للانتباه، فبعد مصادقة البرلمان شهر جانفي من السنة الجارية، على الانضمام إلى التحالف الدولي الذي يضم الكاميرون، خرج الشعب التشادي في مسيرات داعمة للقرار ولجيشه في الشوارع، لتعبر في اليوم الموالي قوات قوامها 5000 عسكري جسر بحيرة التشاد باتجاه الحدود مع نيجيريا وتباشر معاركها.
التقارير الإعلامية، تحدثت عن شراسة قتالية أبداها الجيش التشادي مدعوما بمروحياته، ونجح في وقت وجيز من تطهير قرى ومدن كاملة دفعت التنظيم إلى التراجع وتخفيف حدة ضرباته وتطويقها، ولم يخرج من المدن المحررة إلا بناء على طلب السلطات العليا النيجرية التي حلت محله للتغطية.
دخول التشاد والكاميرون حتى وإن كانت هذه الأخيرة بفاعلية أقل، سمح للانتخابات الرئاسية في نيجيريا أن تتم في ظروف عادية بعد تأجيلها، وأدى إلى تحرير أكثر من 300 فتاة كانت مختطفة ومحتجزة في غابات يسيطر عليها التنظيم.
هذه الوقائع، جعلت الجار الشرقي لنيجيريا، العدو الأول لهذه الجماعة، لذلك لم يكن مفاجئا رؤية التفجيرات الانتحارية في المدن التشادية.
وعلى الرغم من أن طول الحدود بين الدوليتين لا يتعدى 87 كلم، يجد هذا السرطان الإرهابي منفذا للتسلل وقتل الأبرياء.
الانفجار الأول، دفع السلطات التشادية لسنّ جملة من القرارات الصارمة من بينها منع ارتداء البرقع (الجلباب) وبيعه في الأسواق، على اعتبار أن المعتدين كانوا يرتدون ذات اللباس، لكن التفجير الأخير نفذه انتحاري شاب، تنكر بذات الزي ليقضي على 15 شخصا.
تسيطر على الشارع التشادي الآن، حالات من الذعر خوفا من أي هجوم إرهابي مفاجئ في ظل الإجراءات الصارمة التي تعمل الحكومة والجهات الأمنية المختصة على تطبيقها. ومهما يكن، فقد انضمت بلاده إلى الدول المعنية بمكافحة الإرهاب كظاهرة عالمية تستدعي تنسيق الجهود والصبر للتصدي لها.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19529

العدد 19529

الأحد 28 جويلية 2024
العدد 19528

العدد 19528

السبت 27 جويلية 2024
العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024