لم تمنع لفحات الحرارة التي فاقت الأربعون درجة سكان عاصمة الحضنة المسيلة التوجه للأسواق والمحلات لشراء كسوة العيد، التي شهدت خلال العشر الأواخر من شهر الصيام ارتفاعا كبيرا مقارنة بما كانت عليه خلال الأيام الماضية، ولم يمنع هذا الأولياء من اصطحاب أبنائهم في ساعات الصباح الباكر وحتى في ساعات الليل المتأخرة لاقتناء ملابس العيد وإدخال الفرحة على قلوب الأطفال.
يعد سوق بن طبي الذي يتوسط مدينة المسيلة، والمخصص لبيع الملابس النسائية وملابس الأطفال وجميع المقتنيات المنزلية، عبر أكثر من 700 محل تجاري بالعديد من الطوابق والمباني، المقصد الرئيسي للعديد من سكان الولاية والبلديات المجاورة، ولعل المتجول عبر هذا السوق أول ما يشد انتباهه هو جموع المتسوقين بمختلف الشرائح تتجول عبر السوق، وما يشد الانتباه أكثر هو الكميات الهائلة للملابس التي تعرضها المحلات بمختلف الأشكال والأصناف المحلية والمستوردة من سوريا، تركيا وتونس وغيرها، وعلى الرغم من غلائها الفاحش وبلوغها مستويات قياسية إلا أن الطلب عليها يتزايد يوما بعد يوم، وهذا على غرار السلع المحلية التي تعرض بأسعار جيدة ومتوازنة إلا أن الإقبال عليها قليل مقارنة بالسلع المستوردة.
وبرر أحد الباعة هذا التوجه، بشهرة السلع المستوردة نظرا لنوعيتها الجيدة والتصميم الرائع وكذا الألوان المتعددة والمدروسة، ويتراوح سعر الحجاب التركي بين 6000 دج و15000 دج، وسعر الخمار 700 دج، وفي حين بلغ سعر ملابس الأطفال 4500 دينار جزائري.
وفي ذات الجانب سجل ارتفاع كبير ومحسوس في أسعار الملابس الرجالية من النوع التركي عبر ما عرف حديثا باسم محلات واد الذئاب التي عرف شهرة ورواجا كبيرين خلال السنوات الماضية من خلال المسلسل التركي واد الذئاب، حيث تخطى سعر السروال حدود 5000 دج وسعر القمصان تجاوز 3000 دينار جزائري، وأما أسعار الأحذية فحدث ولا حرج لأن بعض أسعارها فاقت 10000 دينار جزائري، المواطنون بدورهم عبروا عن أسفه لما وصلت إليه أسعار الملابس متهمين التجار باستغلال أيام العيد لزيادة الأسعار وفي حين لجأ البعض منهم إلى شراء السلع المحلية بحكم أن أسعارها في متناول الجميع بينما فضل البعض من ذوي الدخل الضعيف للاستنجاد بأسواق الملابس المستعملة وادخال الفرحة على قلوب الأطفال.