“الشعب” تستطلع آراء الصحافيين في التعامل مع المعلومة الأمنية

تحري مصداقية الخبر قبل نشره

استطلاع: حكيم بوغرارة

السبق الصحفي ليس السقوط في الدعاية للإرهابيين

تعرف المعلومة الأمنية رواجا كبيرا في مختلف المؤسسات الإعلامية الجزائرية بالنظر لما أصبح لها من أهمية وقيمة في إحداث الفارق بين مختلف وسائل الإعلام من حيث الاحترافية، وتحقيق السبق الصحفي الذي يتنافس عليه الكثيرون لضمان أولى المراتب في سباق الصحافة.
وبين حق المواطن في الإعلام الذي يكفله الدستور ومختلف التشريعات وكذا الخطوط الحمراء الموضوعة للحفاظ على المصلحة العليا للوطن وتفادي الدعاية للجماعات الإرهابية، تبقى الكثير من النقاط التي يجب التوقف عندها للوصول إلى معلومة أمنية مضبوطة تخدم الصالح العام وتحافظ على استقرار المجتمع وسلامته من الأفكار الخبيثة الهدامة التي تحاول الكثير من الجماعات الدموية الترويج لها.
ضرورة نقل المعلومة الأمنية من مصادرها الرسمية...
قال الطيب سعد الله صحفي بيومية “الجزائر” إن التعامل مع الأخبار الأمنية لم يعد كما في الماضي لأن اليوم المعلومة أصبحت أكثر مرونة من الجانب الرسمي، حيث أن وزارة الدفاع الوطني تصدر كل مرة بيانا حول عمليات القضاء على إرهابيين لكن في الماضي القريب المعلومة الأمنية اعتمدت على مصادر خاصة.
أما عن طريقة التعامل مع المعلومة الأمنية فقال “...أنا شخصيا أتعامل معها من مبدأ الحذر والحيطة على اعتبار أن معلومات مثل هذه كفيلة بخلق تصنيف للجزائر كبلد يوجد في حالة الاستقرار وخير دليل على ذلك هو معلومات نقلها مكتب “روتيرز” بالجزائر حول انفجار قنبلة بمحطة المسافرين بالبويرة منذ سنوات، حيث أدى نشر هذه المعلومة غير الصحيحة إلى خلق فوضى وبلبلة ما أدى إلى تدخل الوزارة الوصية للتحذير من مغبة تكرار تلك السلوكات غير المسؤولة، ومنه يجب توخي الحذر في نشر المعلومة وفي رأي نشر معلومة صحيحة ولو بشكل متأخر نوعا ما، أحسن من نشر معلومة غير صحيحة كفيلة بخلق بلبلة.
وأشار الصحفي الطيب سعد الله إلى أن الحق في الإعلام مضمون بمدى مصداقية الخبر، أما تجنب فخ الدعاية هو في رأيه عند التطرق إلى أخبار غير حقيقية ويتم الترويج لها،  مضيفا “إذا كان الأمر يتعلق بعملية وقعت فعلا  فالقارئ من حقه معرفة ماحصل والرأي العام من حقه محاسبة من قصر”.
تفادي التعليق يجنب الدعاية للأعمال الإرهابية...
دعا سكرتير تحرير يومية “البلاد” فيصل حملاوي إلى التعامل بحذر مع المعلومة الأمنية حتى يتأكد من صحتها مع المؤسسات الأمنية، مضيفا “...لا يمكن للصحفي أن ينشر أي معلومة بخصوص ذلك إلا حين التأكد من مصداقيتها لدى شهود عيان أو المؤسسات الأمنية”.
وأضاف في باب حق المواطن في الاعلام وتفادي الدعاية للأعمال الإرهابية “...من حق المواطن الاطلاع عن حقه في الإعلام في كل المجالات، غير أن ملف القضايا الأمنية المتعلقة بالإرهاب يكتسي طابعا خاصا، حيث يجب على الصحفي أن يتفادى الإشادة بالأعمال الإرهابية المختلفة والترويج لها بطريقة قد يتفطن لها، ويجب حسبي أن يتفادى الصحفي التعليقات في كتاباته وأن يكتفي بنقل الخبر بعد التأكد منه”.
ليس عيبا استشارة الجهات الأمنية قبل نشر المعلومة
وقال الطاهر حليسي مراسل يومية “الشروق” من باتنة أن التعامل مع الأخبار الأمنية يتم بحذر شديد، حيث أتفادى نشر الخبر مباشرة حتى يخضع للتمحيص، وأعمل على وصول المعلومة دون ضرر بالمصالح العامة للشعب و الدولة، و أحيانا نستشير مصالح الأمن في عملية النشر “هل ننشر أم لا “خشية التأثير على تحقيقات معينة هذا متعلق أساسا بحالات تفكيك شبكات دعم و كذا توقيف إرهابيين.
وأضاف نفس المصدر أحيانا لا ننشر أخبارا ولا يهم الحق في المعلومة، لأن ما يهم هو الحق في ضمان الحياة للجميع. إذا حدث عمل إرهابي فإننا نورده كما هو لكن لا يمكن أن نقوم بالدعاية لأننا بالمقابل نشجب الفعل بعبارات واضحة، كما نتعاطف مع الضحايا من الشهداء ويكفي هذه الكلمة لتجريم الإرهاب وتجريده من قيمه المزيفة.

 

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19529

العدد 19529

الأحد 28 جويلية 2024
العدد 19528

العدد 19528

السبت 27 جويلية 2024
العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024