الدكتور مصطفى سحاري مختص في علوم الإعلام والاتصال لـ«الشعب”

يجب التفريق بين المعلومات التي يجب نشرها والتي يتحفظ عليها

حكيم/ب

تحدث الدكتور مصطفى سحاري المختص في علوم الإعلام والاتصال عن ضرورة التأكد من الأخبار الأمنية قبل نشرها تفاديا للدعاية السلبية للجماعات الإرهابية، بالإضافة إلى ضرورة الإلمام بمختلف القوانين قبل نشر أي خبر أمني بالنظر للعواقب التي قد تنجر عنه، موضحا في حوار لـ “الشعب” عن ضرورة إسناد كتابة الأخبار الأمنية للصحافيين المتمرسين.
- الشعب: كيف ترى تعامل الصحافة الجزائرية مع المعلومات الأمنية من حيث المصدر والوفرة؟
* مصطفى سحاري: أولا لابد من التمييز بين نوعين من المعلومات الأمنية معلومات أمنية تضعها الدولة في خانة المعلومات السرية والتي لا يجوز تسريبها للصحافة، بالنظر لارتباطها بالمصلحة العليا للوطن والسيادة الوطنية وكذا المعلومات المتعلقة بأسرار الدفاع..
أما النوع الثاني، فهي تلك المعلومات التي لا تصنفها السلطة في الخانة السابقة وهي متوفرة أمام الصحفيين، بل إن الأجهزة الأمنية هي التي تنشرها للصحفيين من خلال البيانات الرسمية أو الندوات الصحفية، فهذه المعلومات يمكن للصحفي نشرها للرأي العام، ولا يخشى من وراء ذلك أي تبعات.
أما من حيث التعامل معها فقد أفرزت تجربة العشرية السوداء، والمتابعات القضائية التي طالت الصحفيين، ومصادرة الصحف وتعليقها، علمت الصحفي الجزائري كيفية التعامل مع المعلومات الأمنية، بالرغم من أن المعلومات الأمنية في الجزائر تكاد تكون شحيحة، خاصة تلك المعلومات التي تدخل ضمن إطار السرية والمساس بالسيادة الوطنية والأمن الوطني وتعريض الدولة والمجتمع للخطر وغيرها، في هذه الحالة نجد أغلب الصحفيين، خاصة صحفيي القطاع الخاص يتعاملون معها بحذر، ومن أجل مصداقيتها يعتمدون على مصادرهم الخاصة في الحصول عليها، ولكن دائما دون ذكر المصدر .
خلاصة القول فإن المعلومات الأمنية تبقى في الجزائر خطا أحمر أمام الصحفيين ولا يتم تداولها أو ونشرها بسهولة.  
- كيف نوفق بين الحق في الإعلام وتجنب الدعاية للأعمال الإرهابية؟
* أما فيما يتعلق بين التوفيق بين الحق في الإعلام وتجنب الدعاية للأعمال الإرهابية، فلابد من إدراك أن الحق في الإعلام شيء والدعاية للأعمال الإرهابية شيء آخر، فالإعلام أمر والدعاية أمر آخر، وللتوفيق بين الحق في الإعلام وتجنب الدعاية لابد من الالتزام بالتشريعات الإعلامية السارية، والقوانين المنظمة لمهنة الإعلام، وخاصة تلك التي تتطرق للمعلومات الأمنية، ومن الأفضل عدم نشر الأعمال الإرهابية إلا إذا كانت الجهات الأمنية هي مصدرها، وعلى الصحفيين أن لا يجروا وراء ما يسمى بالسبق الصحفي، لأن هذا السبق قد يعرضهم للمسائلة الأمنية، وهنا أيضا لابد من كتابة المعلومات وفقط دون تهويل أو إثارة، ولا يكون هذا إلا للصحفي المتمرس، وعليه فإن تغطية الأعمال الإرهابية من الأفضل أن توكل للصحفي الخبير والمتمرس في تناول مثل هذه القضايا، لأنه يعرف طريقة التعامل معها.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19529

العدد 19529

الأحد 28 جويلية 2024
العدد 19528

العدد 19528

السبت 27 جويلية 2024
العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024