فاروق قسنطيني في حوار مع «الشعب»

التسامح لدرء الفتنة وتفويت التلاعب بأمن الجزائر

حاوره : حكيم بوغرارة

كشف فاروق قسنطيني في حديث لـ«الشعب” عن أمله في أن تجد أزمة غرداية الطريق إلى الحل في أسرع وقت، مطالبا بمتابعة المبادرات وتجسيدها ميدانيا، مضيفا بأنه التقى سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر وتحدث معها عن تقرير بلادها حول وضعية حقوق الإنسان في الجزائر الذي اعتبره هجوما، كما توقف عند تقارب المعارضة والسلطة من خلال لقاء وزير الدولة مدير ديوان رئاسة الجمهورية أحمد أويحيي لرئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري و الذي اعتبره قسنطيني بالخطوة الإيجابية وهو لقاء تم بناء على تعليمة من رئيس الجمهورية.
 الشعب: عرفت أحداث غرداية تطورات خطيرة تسببت في سقوط ضحايا لماذا تأخر حل الأزمة منذ ٢٠١٣؟
فاروق قسنطيني: إن ما تعرفه غرداية أمر مقلق للغاية خاصة بعد أن طال أمد الأزمة، وأعتقد أن أحسن طريقة لحل هذه الأزمة التي ظهرت عليها بوادر التدخل الأجنبي والترويج للصراع بين العرب والأمازيغ هو تشجيع الحوار وغرس قيم التسامح لدرء الفتنة وتفويت التلاعب بأمن واستقرار الجزائر.     
وأعتقد أن تبني رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة للملف، وإشراك الجيش الوطني الشعبي في الحل سيطوي الملف نهائيا شريطة المتابعة المستمرة والصارمة للأوضاع إلى غاية التخلص نهائيا من كل أسباب الفتنة هناك حتى لا تتكرر تلك الأحداث المأسوية.
وحول اعتقال بعض الأفراد على غرار كمال الدين فخار فاعتقد بأن الأمر خاضع للقانون وسيتم التحقيق معه والعمل معه مع قرينة البراءة قبل إطلاق أي حكم، وهذا الإجراء قانوني طالما أن القضاء من حقه التحقيق مع أي فرد يفترض أن تكون له صلة مع الأحداث.
كما أن اليقظة يجب أن تكون كبيرة خاصة من الإعلام الأجنبي الذي ركز كاميراته وأخباره على غرداية مع محاولة الترويج لوجود صراع طائفي في الجزائر، الأمر الذي من شأنه أن يزيد الضغط على الجزائر، وتوجيه التغطيات للتأثير السلبي على الرأي العام.  
لقد أصدرت الولايات المتحدة الأمريكية تقريرا حول وضعية حقوق الإنسان في الجزائر، وهو ما أحدث ردود فعل كثيرة منتقدة فكيف ترون هذا التقرير؟  
 أنا شخصيا قابلت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر بولاشيك الخميس الماضي وتحدثت معها عن التقرير، والذي اعتبرته هجوما على الجزائر، وقد استفسرت الوضع لديها، وأكدت أنها ستتقصى الأمر أكثر في المرة القادمة، كما طالبت بلقاءات مكثفة مع اللجنة الوطنية لترقية وحماية حقوق الإنسان للتقارب.
والتقرير استند لأمور غير واضحة وعموميات تتنكر للمجهودات الكبيرة التي تقوم بها الجزائر في مجال حقوق الإنسان والتي تسير بخطى ثابتة نحو التحسن على ضوء الإصلاحات المتخذة.
حدث تقارب بين السلطة والمعارضة بعد استقبال أحمد أويحيي لرئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، فكيف تقيم هذه الخطوة وهل سيكون لها تأثير على الإسراع في الإفراج عن تعديل الدستور؟
 خطوة رئيس حركة مجتمع السلم إيجابية جدا في سياق تحقيق التوافق وتقريب وجهات النظر وخدمة المصلحة العليا للوطن، وأعتقد أن ما قدمه مقري من مقترحات ووجهات نظر ستؤخذ بعين الاعتبار، وسيكون لها أثر إيجابي على مختلف الملفات.
و أؤكد على شيء في هذا المجال هو ضرورة عدم توقف الحوار بين السلطة والمعارضة مهما كانت الظروف حتى نطور المشهد السياسي ونجد الحلول والمقترحات لكل الملفات في سياق الممارسة الديمقراطية التي تتطلب ترسيخ ثقافة الحوار والتشاور وهو ما ينبأ بمستقبل أحسن للجميع. 

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19529

العدد 19529

الأحد 28 جويلية 2024
العدد 19528

العدد 19528

السبت 27 جويلية 2024
العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024