الخبير في القانون الدولي فوزي أوصديق

بين الأباظية والمالكية تعايش وليس تصادم

حياة / ك

دعا خبير القانون الدولي الدكتور فوزي أوصديق، إلى توخي الحذر في التعاطي مع أحداث غرداية ، تجفيف منابع الخلاف بين أبناء المنطقة، و تغليب لغة الحوار والعقل ، ونبذ معالم العنف والقوة التي لن تجرنا إلا إلى براثن الخراب وتفكيك لحمة الوطن.

اعتبر أوصديق في بيان صحفي تلقت “الشعب” نسخة منه أن ما يحدث في غرداية من ترهيب وتخويف، من قتل للعشرات من المواطنين، وحرق للممتلكات وهدر لحقوق الإنسان من قبل جهات، إنما تريد من وراء هذا العمل، سلب الجزائر استقرارها “ من خلال اللعب على وتر الدين والعقيدة يدعونا فعلا إلى الأسى والحزن العميق ، خاصة أن الأحداث وقعت في وقت توجهت القلوب  والأرواح إلى الله متضرعة طالبة المغفرة والرحمة في هذا الشهر المبارك”.وأمام هذا الوضع الذي تعرفه بوابة الصحراء، ناشد أوصديق الحكومة لتفتح ذراعيها لأبناء الوطن، للمساعدة واحترام أي حل من أي جهة كانت يصب في مصلحة البلد، والترحيب بكل من يمد يد العون، لتخفيف الأزمة وإيجاد حلول سلمية لإعادة المياه إلى مجاريها وحقن دماء الجزائريين، لافتا إلى أن  قضية غرداية تمر بمرحلة مفصلية،”لابد أن نحتكم فيها إلى لغة الحوار، ومعالجة الوضع برزانة وتعقل .فالقضية كما قال بعدما كانت مجرد مطالب اجتماعية لا تتعدى حقوقا مشروعة كالحق في السكن، العمل وغيرها من مستلزمات الحياة الكريمة، خرجت عن إطارها لتهز كيان المجتمع الميزابي العريق، وتعبث في مقوماته الدينية ومعتقداته “ وتطبل للعنف الطائفي الذي لم نعهد سماعه إلا خارج حدودنا”.وأضاف أن التعايش الذي ساد المجتمع الميزابي منذ عقود والإختلاف بين الإباضية والمالكية “ هو اختلاف تنوع ورحمة لا اختلاف تضاد ونقمة “، فقد عاش الطرفان منذ الأزل في جو يسوده التسامح والمحبة، متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم رافضين للعنف والإرهاب.وأكد الخبير في القانون الدولي أنه على الرغم “من أننا ولدنا من رحم وطن واحد تختلف فيه المذاهب واللهجات إلا أننا  مجتمع ذابت فيه كل الفوارق بمختلف أطيافها تحت غطاء الوحدة الوطنية التي لا يزال صوت نشيدها “قسما” يهز كيان فرنسا والعالم كيف لا وهو من رسم تناغيم حروفه إبن مدينة ميزاب  قامة من قامات العلم والمعرفة الشاعر مفدي زكريا “.فغرداية كما قال “ كانت ومازالت منبرا للإشعاع الفكري والإصلاحي، علماؤها أرسوا البناء الحضاري على قواعد التنوير العقلي ومقاومة كل مظاهر التمزق والاغتراب والتي بث سمومها الاستعمار الفرنسي  في الجزائر، تاريخا وثقافة ولسانا، مما كان له الأثر في إنماء مقوماتنا الوطنية وهويتنا الجزائرية “.

 

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19529

العدد 19529

الأحد 28 جويلية 2024
العدد 19528

العدد 19528

السبت 27 جويلية 2024
العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024