طمأن من سكيكدة بتسوية وضعية «مركب بوليماد»

خبري: إيلاء الأهمية القصوى للصناعة البتروكيماوية

مبعوثة «الشعب» إلى سكيكدة: فضيلة بودريش

أكد صالح خبري، وزير الطاقة، على مواصلة تطوير آليات رفع الإنتاج بداية من عام 2016، معتبرا أن تحقيق اكتشافات جديدة يعد من الأولويات التي تكتسي أهمية، وشدد على ضرورة التركيز وإيلاء أهمية كبيرة للصناعة «البتروكيماوية»، رغم آفاق تنميتها الواعدة، معولا كثيرا على الإطارات كي تتحمل مسؤولياتها وتؤدي واجبها على أحسن وجه.
طمأن وزير الطاقة خلال زيارته للمنطقة الصناعية بولاية سكيكدة، عمال مركب «بوليماد» لإنتاج مادة «البوليثيلين» ذي الكثافة العالية، الذي توقف عن العمل منذ سنوات وعرف عجزا، أنه تجري دراسة وضعيته للحسم في تسوية هذا الملف، سواء من خلال حل المركب وتوزيع العمال على وحدات أخرى دون أن يتأثروا، أو إعادة هيكلته من جديد.
ووجه الوزير خبري تعليمات إلى مجمع سوناطراك من أجل اتخاذ إجراءات فعلية وحاسمة من شأنها السماح لوحدة إنتاج «البوليثيلين» بالعودة إلى الإنتاج.
ورفض الوزير في سياق متصل، استمرار الانسداد الذي تعرفه ذات الوحدة.
على هامش زيارة العمل والتفقد التزم خبري باحترام أولويات القطاع وكذا معايير البيئة، وقال إن انخفاض أسعار المحروقات لن يؤثر على سير المشاريع الطاقوية والنفطية، وأعطى الوزير الضوء الأخضر ليتم التركيز على الصناعة «البتروكيماوية» التي تعرف تطورا وآفاق تنميتها جد إيجابية، على اعتبار أن الدولة بذلت الجهود ورصدت الإمكانات المعتبرة لعصرنة وتحديث هذا القطاع الحيوي ليواكب التطورات التكنولوجية ويعول عليه في المساهمة لإنعاش الاقتصاد الوطني.
الموارد البشرية ثروة لا تنفد
 راهن خبري على الموارد البشرية التي قال إنها ثروة لا تنفد، بينما الموارد النفطية قابلة للزوال.
وتحدث المسؤول الأول على قطاع الطاقة، عن قدرة فئة الشباب بعد تأكيدها على احترافيتها وأدائها الجيد على مواصلة وتيرة التنمية والمحافظة على ما تحقق من مكتسبات. ورغم أن الوزير بدا راضيا عن سير المشاريع في مجالات التكرير و»البتروكيمياء»، التي قال إن بعضها يسري بوتيرة متقدمة، إلا أنه أمر باحترام آجال إنجاز المشاريع التي تعرف تأخرا. ووضع الوزير ثقته في إطارات هذا القطاع الاستراتيجي وحملهم مسؤولية تحقيق نمو أكبر من خلال إرساء أداء ذي مستوى عالٍ. ووقف خبري على الوحدات التي تمت تهيئتها وأعيد تحديثها ودخلت الإنتاج من جديد، في ظل ما أسماه بالطلب الكبير على البنزين والمازوت، معترفا بالنقص المسجل في الإنتاج، كون الجزائر تستورد نحو 1 مليون طن معادل للبنزين وما بين 1.5 و2 مليون طن معادل للمازوت.
وأول محطة في أجندة زيارة العمل لوزير الطاقة التي قادته إلى ولاية سكيكدة، كانت بالمديرية الجهوية للنقل عبر القنوات، حيث اطلع على إنشاء ودور المنطقة الصناعية لهذه الولاية التي تزود السوق الوطنية بجميع المواد «البتروكيمياوية» أو المشتقات النفطية. يذكر، أن هذه المنطقة الصناعية أنشئت من خلال مرسوم في عام 1973، بينما في عام 1999 أدرجت ضمن وحدات مجمع سونطراك وتضم نحو 2500 عامل، وتتوفر على 2100 مقاول من الباطن و206 كاميرا و126 تقني وعون تدخل لتوفير الأمن وتتكون من مركب للغاز ومركب آخر للبلاستيك وتوجد وحدات مكلفة بالتسيير والاستغلال وهناك وحدة مكلفة بالتوزيع والبيع، ويتم نقل عن طريق القنوات البترول الصافي من حاسي الرمل إلى سكيكدة من خلال هذه المنطقة الصناعية. علما أن طول شبكة النقل في عملية الاستغلال يمتد على طول 3223 كلم.
تكرير النفط ارتفع بنسبة 10 من المائة
تفقد وزير الطاقة وحدة تكرير البترول التي لديها قدرة معالجة بسقف 5 ملايين طن سنويا. علما أنها شهدت تحديث عملية الضخ بنسبة 10 من المائة.
وأشاد الوزير بهذا الصرح البتروكيمياوي والمكسب الذي تفخر به الجزائر. وتتبع خبري باهتمام ولم يتوقف عن إعطاء التوجيهات من خلال قيامه بمعاينة تشغيل الوحدات ومدى تقدم سير المشاريع. كما لم يخف أن زيارته تندرج ضمن تعزيز تقدم هذا القطاع من خلال اتخاذ المزيد من الإجراءات والتدابير التي تسمح بتحقيق المزيد من التطور والنمو.
وتساءل خبري عند وصوله إلى وحدة مراقبة جميع وحدات الضخ، عن احتياطات البنزين والمازوت.
يذكر، أن المشاريع المطلقة في هذا المجال والتي تصب في الرفع من عمليات الضخ والإنتاج تحتاج إلى نحو 5 سنوات ليتم إنهاؤها.
وتأكد لدى تفقده وحدة تحلية مياه البحر بقدرة 100.000 م3 يوميا إمكانية رفع قدرات التخزين إلى أكثر من ثلاثة أيام، لتلبية طلبات المواطنين في التزود بالماء الشروب. وشدد الوزير على ضرورة الاستمرار في الإنتاج بنوعية جيدة.
ويمتد مشروع إنجاز منشآت الضخ للوقود والغاز من سكيكدة نحو برحال عبر المحول سكيكدة نحو الخروب على طول لا يقل عن مسافة 81.253 كلم، علما أن التسليم المؤقت للمشروع تم بتاريخ 29 أوت 2012، أما التسليم النهائي مقرر نهاية السنة الجارية، حيث عرف المشروع تأخرا ونسبة إنجاز خلال شهر جوان المنصرم ناهزت 95 من المائة. وعاين الوزير في ذات الزيارة، عدة محطات ووحدات بالمنطقة الصناعية، نذكر منها وحدة تمييع الغاز الطبيعي التي تتمتع بقدرة إنتاجية تعادل نسبة 90 من المائة، ومشروع إنجاز محطة توليد الكهرباء بطاقة 800 ميغاواط.
وأنهى خبري زيارته بتفقد المعهد الجزائري للبترول الكائن ببلدية فلفلة، حيث يتوفر على كافة المرافق الضرورية التي تضع المتربص في أحسن الشروط التعليمية من مكتبة وقاعة رياضية ومطعم وغرف نوم من درجة خمسة نجوم.

 

الرهان على الموارد البشرية
قال وزير الطاقة صالح خبري لدى تفقده أول أمس لقطاعه بالمركب البتروكيماوي بالمنطقة الصناعية الكبرى بسكيكدة أن الإستراتيجية الجديدة التي ستنتهجها هيئته المركزية تتمثل أساسا في زيادة العنصر البشري المؤهل والمكوّن وذلك من أجل رفع قيمة الإنتاج ومن ثم تدارك النقص المسجل في إنتاج بعض المواد كالبنزين والمازوت، مضيفا بأن القطاع حاليا يواكب التكنولوجيا الحديثة جدا خاصة وأن الاهتمام منصب على  رفع الطاقة الإنتاجية ضمان الأمن الصناعي وحماية البيئة.
وفيما يخص المركب الجديد لتمييع الغاز الطبيعي، قال الوزير أنه جاء لتعويض الوحدات الثلاث التي تعرضت للانفجار، معتبرا ذلك بالتحدي الكبير الذي حققته شركة سوناطراك للوفاء بالتزاماتها مع الشركات الأجنبية خصوصا الأوربية منها في تصدير الغاز المميع، أما عن وضعية مركب البوليماد فقد أقر الوزير بأن هذا الأخير يعاني حاليا من حالة إفلاس حقيقية، مضيفا بأن مجمع سوناطراك سيتخذ خلال الأيام القليلة القادمة إجراءات ستخص إما العمل على إعادة إنعاشه وإما إغلاقه ومن ثم تحويل عماله إلى باقي الوحدات التابعة لسوناطراك، لأنه كما قال نرفض أن يكون لدينا شركات مفلسة.
و خلال تفقده لوحدة تحلية مياه البحر والتي تبلغ طاقتها الإنتاجية 100.000متر مكعب يوميا أمر مسؤولي الوحدة بضرورة الاستمرار في الإنتاج دون انقطاع مع المحافظة على النوعية والعمل أكثر من أجل تفادي تدني نسبة الإنتاج والتي بلغت في الوقت الحالي حسب مسؤولي سوناطراك 95 بالمائة وفيما يتعلق بمشروع إنجاز منشآت الضخ للوقود والغاز عبر أنابيب متعددة الإنتاج تربط سكيكدة برحال ولاية عنابة وسكيكدة بالخروب ولاية قسنطينة.
و شدّد الوزير على ضرورة إعادة النظر في استراتيجية تخزين المواد المنتجة وذلك باستحداث مواقع أخرى عبر الولايات على غرار قالمة وعنابة والعلمة بسطيف وذلك ضمن الاستراتيجية الجديدة المتمثلة في الاستجابة لمتطلبات السوق و منه القضاء على الندرة خاصة وقود الديازيل، كما ألح عند تفقده لورشة إنجاز محول كهربائي 220 كيلو فولط داخل المنطقة البتروكيماوية لسكيكدة، حيث قال الوزير لقد بات من الضروري الإسراع في وتيرة الإنجاز أكثر من أجل استلام كل المشاريع المتأخرة في قطاع الطاقة التي منها هذا المحول، ليس في ولاية سكيكدة فحسب بل عبر كامل ولايات الوطن.
وفي مستهل الزيارة ، استمع صالح خبري وزير الطاقة و المناجم، إلى عرض مفصل حول نشاط مختلف الوحدات الإنتاجية والتحويلية وهذا على مستوى قاعة المحاضرات التابعة للمديرية الجهوية للنقل بالقنوات للشرق كما استمع إلى شروحات وافية حول النظام الأمني المتبع عبر مواقعها مستمعا أيضا إلى أنظمة العمل مع الميناء الجديد كما تفقد كل الوحدات الصناعية المتواجدة داخل هذه الأخيرة ليختم نشاطه بزيارة المعهد الجزائري للبترول المتواجد ببلدية فلفلة.
سكيكدة: خالد العيفة

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19529

العدد 19529

الأحد 28 جويلية 2024
العدد 19528

العدد 19528

السبت 27 جويلية 2024
العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024