تزامنا مع الأحداث الأليمة التي تعيشها غرداية الدكتور سعود :

هناك أطراف ما تزال تمتلك إمكانات التأثير في المنطقة وتوظيفها

نورالدين لعراجي

المتغير الخارجي له دور في الأحداث وتورطه في أعمال الشغب

أمام التطورات الخطيرة التي تشهدها ولاية غرداية إثر المناوشات التي أدت إلى سقوط ضحايا وتهجير العشرات من العائلات التي ظلت بلا مأوى، في منطقتي القرارة وبريان، رغم دعاوى الصلح والتعقل والحكمة، لمحاربة أشكال العنف والتخريب، إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل ونحن في شهر رمضان الفضيل شهر الرحمة والتلاحم والأخوة، هذه السلوكات ليست من شيم سكان المنطقة المسالمة إلا أن الأمر عرف تحولا خطيرا، وهو شيئ لا يسكت عنه.
في هذا الصدد، اتصلنا بالدكتور صالح سعود، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر، وحاولنا من خلاله معرفة نظرته كمحلل سياسي للوضع، ذكر في هذا الشأن بأن بعض الأطراف تتخذ من هذه المناطق القابلة للتأثير كغرداية بصفة خاصة والجنوب بصفة عامة، ذريعة لنشر الفتنة داعيا إلى اليقظة والحيطة والتصدي لكل المؤامرات التي تقودها الأطراف التي تصطاد في المياه العكرة، فقد استطاعت الجزائر بفعل الإصلاحات التي تقوم بها الضرب بيد من حديد، كل من تخول له نفسه المساس بالمكاسب ومنشآت الثورة التي نحتفل بذكرى استعادة استقلالها، معرجا في حديثه على الإصلاحات التي قام بها الرئيس لوضع حد لكل مظاهر الفساد والتعدي على مصالح المواطنين والمساس بسيادة الدولة .
المحلل السياسي سعود ذهب إلى أن هناك أطرافا ما تزال تمتلك إمكانات التأثير في المنطقة وهي توظفها ليس في خدمة أبناء المنطقة ولكن خدمة لغاياتها المحلية والوطنية التي من ورائها التحكم في المنطقة من خلال زرع الفوضى والقتل واقتسام الغنائم وحرمان البعض من الاستفادة منها، ثم التأثير على إنجاز المشاريع التي باشرتها الدولة والخاصة بطبيعة المنطقة .
لم يخف الدكتور قلقه من شأن ما يحدث من سقوط القتلى وتدهور الوضع الأمني، خاصة في الظروف الحالية التي نعيشها حيث ذكر بأن هذه الجماعات تقوم بأعمال تشهر من خلالها على طابع التمرد على قوانين الجمهورية وهوما يسمى بالتمرد الخفي، أو التمرد غير المباشر على ما رصدته السلطة المركزية وما تسعى إلى تحقيقه في الميدان، لعلها تجد استجابة لطلباتها من هذا الطرف أو ذاك.
أما في رده حول مسألة الطائفية التي تدعو لها بعض الأبواق النشاز، قال الدكتور صالح، بأن المسألة تعود إلى قرون خلت إلا أنها كانت تدور في مكان واحد لا يرقى إلى المساس بأمن المواطنين وهو ماعهدناه في أبناء المنطقة ، أو ضرب مصلحة الوطن أو توجيه الإهانة إلى قوانين الجمهورية وعليه فإن منطلق التوظيف لهذا الاختلاف هو السائد في الوقت الحاضر.
أما حول موجة العنف التي ضربت المنطقة بقوة منذ يومين ذكر أستاذ العلاقات الدولية أن العودة إلى الشغب واستغلال عواطف المواطنين وشعورهم وإحساسهم الديني في هذا الشهر الفضيل سببه بعض الأطراف التي تمثل أجندات غربية من أجل زعزعة المنطقة، مبرزا ذلك بالمتغير الخارجي الذي له دور في الأحداث وتورطه في أعمال الشغب، ويرى بأن التدخل المغربي والفرنسي، يأتي لتطويع الجزائر للاستجابة تماشيا مع سياساتها في المنطقة، وفي إيجاد قواعد عسكرية بالتعاون مع الولايات الأمريكية لفرض مزيد من التحكم في المنطقة المغاربية والساحل الإفريقي عموما.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19529

العدد 19529

الأحد 28 جويلية 2024
العدد 19528

العدد 19528

السبت 27 جويلية 2024
العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024