“الشعب” تسلط الضوء على صالون اللباس التقليدي بسطيف

الجزائريون متشبثون بأصالتهم وتراث أجدادهم

سطيف: نورالدين بوطغان

تتواصل بقاعة المعارض بحي المعبودة، بالمدخل الغربي لمدينة سطيف، فعاليات الصالون الوطني الخامس للأزياء التقليدية، تحت شعار: “لباسنا أصالتنا”.تشارك في الصالون، الذي يدوم أسبوعا كاملا، إلى غاية 31 من الشهر الجاري، 30 ولاية تمثل مختلف أرجاء الوطن، بـ57 عارضا لمختلف أشكال وألوان اللباس التقليدي في ربوع الجزائر، من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها.
اجتهد العارضون في إبراز اللباس التقليدي لولاياتهم، حيث اتضح أن الجزائر تمتلك رصيدا هاما من الأزياء التقليدية، تختلف من جهة إلى أخرى، وتشترك في الأصالة والحشمة والتنوع.
في جناح ولاية وهران، المكون من رواقين، كان لنا حديث مستفيض مع ممثلات الباهية، حيث أطلعننا على “البلوزة” الوهرانية الجميلة والمشهورة، والتي تستعمل في الأعراس بشكل رئيسي، إذ أن العروسة الوهرانية، لابد أن تكون لها هذه البلوزة يوم الزفاف، إضافة إلى ملابس أخرى منها الشدة التلمسانية، والبلوزة لا يقل سعرها عن 35000 دج. كما عرضن أنواعا أخرى من لباس العروسة، على غرار الكاراكو والقفطان الذي لم يعد حكرا على العرائس والمتزوجات، بل أصبح لباس الشابات العازبات، والذي لا يقل سعره عن 15000دج، ما يؤكد تشبث الوهرانيات بلباس أمهاتهن وجداتهن.
كما كانت لنا زيارة إلى جناح ولاية أدرار، حيث تم عرض بشكل واسع اللباس التقليدي للمنطقة والمعروف باسم “البازار” والذي لا يقل سعر الواحد منه من النوعية الجيدة عن 3 ملايين سنتيم. كما عرضت أنواع من لباس القفطان والملحفة وفساتين متنوعة للبيت وقشابيات من نوع كشمير للأطفال.
في جناح ولاية تلمسان، ذات الحضارة العريقة، عرضت عدة نماذج مثل البلوزة التلمسانية الضرورية لكل عروس وكذا الكراكو. كما تم عرض مجموعة كبيرة من الحلي الفضية والذهبية، في حين غابت هذا العام الشدة التلمسانية الرائعة والغالية الثمن كذلك.
ولم تتخلف ولايتا المسيلة والجلفة عن عرض أزيائهما المتمثلة أساسا في القشابية والبرنوس، ونفس الأمر بالنسبة لولايتي بجاية وتيزي وزو، من خلال عرض الفساتين القبائلية المزركشة المعروفة، في حين عرف جناح ولاية تيبازة عرضا مكثفا لفساتين العروسة بيضاء اللون وبأنواع متنوعة وجميلة.
واشتركت أغلب الولايات في عرض قندورة القطيفة القسنطينية التي لا غنى عنها في أعراس الجزائريين، خاصة ولايات شرق البلاد، مثل سكيكدة وعنابة وقالمة.
وأجمع كل ممن تحدثوا إلينا في جميع الأجنحة لمختلف الولايات، أن اللباس العصري، ورغم تنوعه وجودته، لم يؤثر إطلاقا على الأزياء التقليدية الجزائرية، بل بالعكس مازال الناس متشبثين بها، سواء في الأعراس والمناسبات، أو دونها، ولهذا فإن هذه الأزياء والمهنة المرتبطة بها، لم ولن تندثر، لأنها مرتبطة بمجتمع يحافظ على أصالته وتاريخ أجداده.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19559

العدد 19559

الأحد 01 سبتمبر 2024
العدد 19558

العدد 19558

السبت 31 أوث 2024
العدد 19557

العدد 19557

الخميس 29 أوث 2024
العدد 19556

العدد 19556

الأربعاء 28 أوث 2024