اعتبر الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، الهاشمي عصاد، أمس، أن حصيلة عام 2014 كانت إيجابية، ميّزتها نشاطات فكرية وثقافية واتفاقيات هامة لترقية وتطوير اللغة الأمازيغية، مؤكدا أن الاحتفال بيناير هذا العام سيكون على مدار 3 أيام، بالتنسيق مع وزارة التضامن، وسيحمل شعار: «يناير عيد التضامن».
ذكر عصاد من منتدى «المجاهد»، أثناء تقديمه حصيلة العام المنقضي واستعراض برنامج يناير والسنة الجديدة، أن نشاط المحافظة في السنة الماضية كان ثريا جدا، حيث تم التركيز فيها على العمل الميداني بكل ولايات الوطن، وإشراك الحركة الجمعوية في الجهد الهادف لترقية اللغة الأمازيغية، إذ وصل عدد الجمعيات المتعاونة مع المحافظة 114 جمعية، كما تم في 2014 إبرام عدة اتفاقيات مع الجامعات والمؤسسات العمومية وإصدار طابع بريدي مخلد للذكرى 19 لتأسيس المحافظة، إلى جانب توسيع دائرة التكوين وتأطير التلاميذ الذين يدرسون الأمازيغية، وارتفاع عدد الحاصلين على الماجستير. وأكد، أن التظاهرات كانت متنوعة على مدار السنة، بما في ذلك شهر رمضان، الذي عرف تنظيم زيارات لعدة ولايات. كما أشار إلى أن اللقاء العلمي المنظم في ديسمبر الماضي، بالتعاون مع الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بالمركز الثقافي «حسين لحبيب» ببلدية تاغيت بولاية بشار، كان آخر نشاط السنة، خصص للترجمة والكتابة، موضحا أن تقييم جهد عام كامل ضروري لتحديد الأولويات في المرحلة المقبلة.
وبخصوص الاحتفالات الخاصة بيناير 2015، أكد عصاد أنها ستكون بالتعاون مع وزارة التضامن والأسرة، حيث ستنطلق في 10 جانفي الجاري وتستمر إلى غاية 13 من نفس الشهر، تتضمن خرجات وإطلاق قوافل إلى كل من النعامة، بسكرة، بجاية، وهران وباتنة، مع تقديم دروس خاصة باللغة الأمازيغية بالاتفاق مع جامعة الجزائر-1، إلى جانب تخصيص أماكن لمطالعة الكتب الصادرة بالأمازيغية، وتنظيم لقاء ببلدية الجزائر الوسطى، هذا بالإضافة إلى عشاء يناير بكل الولايات. وتختتم الاحتفالات بتنظيم أيام دراسية بجامعة بجاية، حول تقاليد يناير، ينشطها باحثون ومؤرخون. ودعا عصاد إلى جعل يناير عيدا وعطلة وطنية.
ونوّه الهاشمي عصاد بالإمكانات التي وضعتها الدولة من أجل ترقية مكانة الأمازيغية، خاصة في توفير المستندات التربوية والوسائط السمعية البصرية واستحداث 1803 منصب لمعلمي اللغة الأمازيغية، رغم أن تدريسها - كما قال - تراجع من 16 ولاية إلى 11 ولاية حاليا بسبب عديد المشاكل. وذكر عصاد، أنه سيتم إنشاء لجنة مشتركة بين وزارة التربية والمحافظة السامية للأمازيغية لدراسة كل المعوقات وإيجاد الحلول لمختلف المشاكل، من خلال تنظيم لقاءات وجلسات مع مديري التربية على المستوى الوطني.
أما فيما يتعلق ببرنامج المحافظة لـ2015، فكشف عن تنظيم نشاطات مخلدة للذكرى العشرين لإنشاء المحافظة، ومؤتمرات وطنية ودولية تاريخية ولغوية، وسيتم عقد اتفاقيات مع عدة وزارات، منها وزارة الاتصال لتفعيل حضور اللغة الأمازيغية في المحطات التلفزيونية والإذاعية، إلى جانب توسيع دائرة التدريس والبحث في اللغة وفتح ملاحق جديدة بولايات الوطن، والسعي نحو ترجمة كتب جديدة وإصدار قاموس اللغة الأمازيغية، وكذا توسيع الشراكة مع الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، وتنظيم أيام تكوينية لصالح الصحفيين. كما تهدف المحافظة في سنة 2015 إلى تقديم ملف ترشح لليونيسكو من أجل إدراج الأمازيغية كتراث عالمي.