أعطى رياض آيت أوديع قراءته في مشهد الإشهار الإعلامي الذي يثير الجدل وتطاله ألسنة وانتقادات من قبل بعض العناوين التي توجّه للمؤسسة الوطنية للنشر والإشهار”أناب”، تهما غير مؤسسة وتحرّك آليات ضغط من أجل توجيه إليها صفحات الإعلان قبل غيرها بحجج ودوافع تراها أنسب وأحق.
وذهب بعض مسئولي النشر في عناوين، من خلال حملاتهم المنظمة وفق تقاسم الأدوار، إلى حد رفع أصواتهم وكتاباتهم وتهجّمهم بداعي “حرمانهم” من صفحات إشهارية تمر عبر المؤسسة الوطنية، دون وضع في الحسبان ما يتلقونه من هيئات خاصة ووكلاء سيارات وغيرهم من إشهار أسعاره مضاعفة.
حدث هذا في المدة الأخيرة، حيث كثرت كتابات صحفية من بعض العناوين الإعلامية، تحمل نبرات التصعيد تجاه من تسمّيهم “بالمسؤولين المعنيين” بالإشهار وترى أن هذا السلوك من أجل استعادة «حق».
وهو أمر يعتبره رياض آيت أوديع مبالغا فيه ولا يستند إلى أسس قانونية أو دستورية.
وقال مدير “ميديا ألجيريا”، التي تنشط في قطاع الإشهار منذ 12 سنة مضت ولها علاقات مع مختلف الهيئات والعناوين الإعلامية، “إن هذا السلوك الذي يجعل من منبر صحف آليات ضغط وتهديد ووعيد يخالف أخلاقيات المهنة ويعاكس نقاء الضمير واستقامة ممارسة احترافية، تشكل أساس استقرار القطاع وترقيته وفق قاعدة المنافسة النزيهة ولا شيء آخر”.
وأضاف أوديع، الذي أنجزت وكالته ومضات إشهارية للترويج للمقصد الجزائري، بما فيها التي قام بها النجم العالمي زين الدين زيدان أثناء زيارته للوطن في فترات سابقة وحققت شهرة غير مسبوقة، أن هناك مفارقات وتناقضات في سلوكيات بعض الإعلاميين الذين يعتقدون أن لهم وحدهم الحق الطبيعي في الإشهار. ويطلقون سهامهم على المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار كلما شحت الإعلانات.
وفي موجة الاندفاع وإطلاق العنان للقلم لكتابة أي شيء، كثيرا ما توجّه تهم باطلة إلى العناوين الإعلامية العمومية وتلصق بها صفات بأنهم أكبر الصحف التهاما للإشهار المار عبر “لاناب”، رغم قلتها وعدم تجاوز عددها 6 يوميات بين الوطنية والجهوية، ورغم، كذلك، حرمان هذه العناوين من الإعلانات الخاصة، لاسيما الآتية من وكلاء السيارات.
أين هي الحقيقة من هذا الوضع وكيف هي المفارقة والتناقض بين ما يروّج وسوق الإشهار في المشهد الإعلامي التعددي المنفتح على المتغيرات؟
بالنسبة لآيت أوديع، فإن النقاش حول سوق الإشهار مسألة ضرورية، لأنه يدرج في إطار حركية الإعلام في أبعد مداه وأوسعه. لكن النقاش لابد أن يتسم بالمهنية وتجاوز الأفكار المسبقة والكليشيهات والصور النمطية الجاهزة.
لابد أن ينصبّ النقاش على إعطاء التوازن للقطاع الإشهار وإبعاده عن لوبيات المال والأعمال والبزنسة المفرطة التي تجعل من صاحبها يعتمد قاعدة: “إذا لم أنل الإشهار أخرج عن الصمت لأخلط وأكتب من أجل التهويل والإثارة وتسويد كل شيء”.
الحل، بحسب مدير “ميديا ألجيريا”، يكمن في اعتماد آلية ضبط تتابع سوق الإشهار وحركته وتوجّهاته ولا تسمح بفرض لوبيات آراءها وإعلاء مصالحها الذاتية فوق كل الحسابات.
الحل تحرير الإشهار من جماعات النفوذ التي تحاول فرض إرادتها على الآخرين، بالترويج المستمر لقاعدة: “نحن الأولى بالاعتبار والرعاية!!!”.
الإشهار... الواقع والمزايدات
مفارقــات، مغالطـات وجـدل ساخـن
فنيدس بن بلة
شوهد:259 مرة