تعزيــــز الـدور المتنامــي للجزائــر عربيـا وقاريــا ودوليـا
جدّد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الثقة في وزير الشؤون الخارجية أحمد عطاف، وكاتبي الدولة المكلّفين بالجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، سفيان شايب وسلمة بختة منصوري على التوالي، وذلك في إطار التعديل الحكومي الأخير الذي أُقِرّ أول أمس. ويعكس هذا القرار نجاح الفريق الدبلوماسي في أداء المهام الموكلة إليه، خدمة للمصالح العليا للوطن، وتعزيزًا للدور المتنامي للجزائر التي استعادت مكانتها كقطب فاعل على الساحات الدولية والعربية والإفريقية.
نجح الفريق الوزاري، المكوّن من وزير الخارجية أحمد عطاف، وكاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج سفيان شايب، وكاتبة الدولة المكلفة بالشؤون الإفريقية سلمة بختة منصوري، تحت التوجيهات السامية والرؤية الإستراتيجية لرئيس الجمهورية، في تحقيق إنجازات بارزة للدبلوماسية الجزائرية، التي استعادت أدوارها الرّيادية منذ تولي الرّئيس عبد المجيد تبون مقاليد الحكم. فقد أثبتت هذه الدبلوماسية حضورًا قويًا في الدفاع عن القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، إلى جانب دعم مسار تصفية الاستعمار في إفريقيا. ويستند هذا الأداء إلى خبرة مشهودة ومواقف تاريخية ثابتة لم تحد الجزائر عنها ولن تحيد.
وقد جاء تجديد الثقة في أحمد عطاف نتيجة النتائج الإيجابية التي حقّقها خلال فترة استوزاره، بفضل خبرته الطويلة في الحقل الدبلوماسي، حيث شغل مناصب رفيعة منها سفيرًا في المملكة المتحدة والهند ويوغوسلافيا. كما عمل على تعزيز علاقات الجزائر مع دول مؤثرة، مثل الهند والصين وتركيا، إلى جانب انضمام الجزائر إلى مجموعة الصداقة مع دول جنوب شرق آسيا “آسيان”.
أداء مشـرّف
شهدت الدبلوماسية الجزائرية، منذ تعيين عطاف وزيرًا للخارجية إنجازات هامة على الساحة الدولية، بتوجيه من رئيس الجمهورية، خاصة في عام 2024، مع تولي الجزائر العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي. وقد برز دور الجزائر في هذا الإطار، من خلال تقديم مشاريع قرارات لدعم القضية الفلسطينية وفضح ممارسات الاحتلال الصّهيوني، لاسيما محاولاته تهجير سكان غزّة. وبرز موقف المندوب الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، الذي واجه ببسالة ممثلي الكيان الصّهيوني وكشف جرائمه أمام العالم.
هذا الأداء المشرّف دفع رئيس الجمهورية إلى الإشادة علنًا بجهود البعثة الجزائرية في الأمم المتحدة، التي جسّدت التزام الجزائر الثابت بنصرة فلسطين. كما تعزّزت علاقات الجزائر الإقليمية والإفريقية بدفع التعاون السياسي والاقتصادي، وعقد لقاءات مكثفة حول أزمات المنطقة، على غرار الأزمة الليبية، بما يخدم الحلول السياسية والسلمية. ولم تتخلّف الجزائر عن الدفاع عن حقوق الشعب الصّحراوي، وحقّه غير القابل للتصرّف في تقرير مصيره، وفقًا للشرعية الدولية، والتصدي لمناورات المخزن داخل أروقة مجلس الأمن والأمم المتحدة.
العمـق الإفريقـي
حرص الفريق الوزاري أيضًا على تفعيل الدبلوماسية الاقتصادية، وكان أبرز إنجاز في هذا المجال تنظيم الجزائر لمعرض التجارة البينية الإفريقية، الذي حقّق نجاحًا لافتًا وأثبت أنّ الجزائر بالفعل قاطرة التنمية في القارّة. فقد أظهر الحدث قدرة إفريقيا على رفع التحديات وتطوير التجارة البينية، وجذب الاستثمارات، بما يعزّز النمو المستدام ويضع القارّة على مسار النهوض الاقتصادي.
وفي البعد الإفريقي، أدّت كاتبة الدولة المكلّفة بالشؤون الإفريقية، سلمة بختة منصوري، دورًا محوريًا ضمن تعليمات رئيس الجمهورية الرامية إلى استعادة حضور الجزائر في عمقها الإفريقي. حيث كثّفت زياراتها الرّسمية لتعزيز العلاقات الثنائية، ودعمت جهود السلام والاستقرار، مؤكّدة مواقف الجزائر الثابتة في محاربة الإرهاب وتعزيز التنمية. كما ترأّست منصوري أشغال الدورة 38 للجنة نقاط الاتصال الوطنية للآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء، التي ناقشت مبادرات وخططًا استراتيجية للفترة 2025-2028. وشاركت أيضًا في أعمال لجنة الاتحاد الإفريقي رفيعة المستوى حول جنوب السودان، حيث برزت الجزائر كطرف مساند لجهود السلام هناك.
تعزيز ارتباط الجالية بالوطن
أمّا كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج، سفيان شايب، فقد حقّق نتائج ملموسة لصالح الجالية، تنفيذًا لتعليمات رئيس الجمهورية، من خلال الإصغاء لانشغالاتها والتواصل المستمر معها. وقد قام بزيارات إلى عدة دول، منها مصر وبلجيكا ولوكسمبورغ وإيطاليا والإكوادور، التقى خلالها أفراد الجالية وأكّد حرص السلطات العليا على رعايتهم وضمان حقوقهم وتقديم أفضل الخدمات القنصلية لهم.
كما عمل شايب على تشجيع مساهمة الجالية في الحركية الاقتصادية الوطنية، عبر استعراض التحفيزات والفرص المتاحة، وهو ما ساهم في تعزيز الروابط مع الوطن الأمّ، وتأكيد دور الجالية كشريك في التنمية الوطنية، اقتصاديًا وثقافيًا.
