زغلامي: صحافة المواطنة بديل لوسائل الإعلام التقليدية

سلط العيد زغلامي، أستاذ بكلية علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر-03، الضوء على العوامل التي ساهمت في بروز الصحافة المواطنة، كتصور جديد يسمح للمواطن البسيط بتأسيس جريدته وخلق مدوّنة خاصة به، مُحافظا بذلك عن فضاء للحرية والمبادرة والخلق الفكري، وذلك خلال إشرافه على الدورة التكوينية الثامنة والأربعين لنادي الصحافة «أوريدو» لفائدة الإعلاميين حول موضوع «تأثير الصحافة المواطنة، الإعلام الإلكتروني ووسائط التواصل الاجتماعي على الصحافة التقليدية».
تطرّق زغلامي بالتفصيل، لظروف ظهور الصحافة الإلكترونية التي سمحت، بفضل التكنولوجيات الرقمية، بخلق طاقم تحرير خاص لنشر جريدة مُوجهة لمُستعملي الإنترنت وفق قناعته ومفاهيمه، لأنه غير راض بما يقرأه في الصحافة التي لا تتمتع بمصداقية، كما ساعدت التكنولوجيات الحديثة الفرد في حياته الاجتماعية والاقتصادية، وتوظيفها في أمور شخصية. وفي هذا الإطار، أكد المحاضر أن الصحافة الإلكترونية سبقت الصحافة التقليدية، كونها قلّصت المسافة بين الشمال والجنوب بفضل الوسائل التكنولوجية الرقمية، حيث سمحت لسكان الجنوب بقراءة الجريدة عبر الأنترنت في نفس اليوم الذي تصدر فيه النسخة الورقية، مشيرا في عرضه حول وسائط التواصل الاجتماعي، أن مُعظم المستعملين هم شباب بنسبة 70 من المائة ممن تخلوا عن الإعلام التقليدي.  وأضاف الدكتور، أن الأنترنت يعطي عدة فرص لحرية التعبير، منها خلق المُدوّنة، نشر المقالات الصحفية التي تعذّر نشرها في وسائل الإعلام الكلاسيكية، مبرزا أهمية الفايسبوك، كونه أصبح وسيلة اتصال ومعلومات وتعبيرا عن الرأي والأفكار، قائلا إنه في كندا أضحت هذه الأداة مصدر المعلومة.  فيما يخص الصحافة المواطنة، أكد زغلامي أن لهذه الأخيرة مشوار طويل قبل أن تتحول إلى بديل لوسائل الإعلام التقليدية، وخلق فضاءات مُشتركة على شبكة الأنترنت لمختلف أشكال التعبير السياسي، الثقافي والاجتماعي. وبحسبه، فإن الهاجس القائم في ولوج المواطن هذه الوسائط التكنولوجية، هو عدم ثقتهم بما تقدمه بعض الصحف التقليدية. داعيا إلى إعادة النظر في مضمون الصحافة واحترام أخلاقيات هذه المهنة وكذا التخصص في المواضيع، قائلا: الصحافة الجزائرية مازالت محلية ولم ترق إلى العالمية. وبالمقابل، أعاب الأستاذ الجامعي على أن استعمال الشباب لهذه الوسائل التكنولوجية أقل إبداعية، ويبقوا مستهلكين، حيث كان ينتظر منهم تقديم قيمة إضافية عبر نشر بحوث، مُؤكدا أن الإعلام المواطن ووسائط التواصل الاجتماعي يُشكلان بديلا للمواطنين والفضوليين لمعرفة الحقيقة. علما أن «أوريدو» سيطلق، قريبا، الطبعة التاسعة لمسابقته «نجمة الإعلام» التي تعرف كل سنة رواجا كبيرا بين الصحافيين، حيث يتزايد عدد المشاركات في كل سنة وذلك منذ إطلاقها في 2007.