في ظل حرصها الدائم على تحسين جودة التعليم وتوفير بيئة مدرسية تليق بأبناء الوطن، تسابق وزارة التربية الزمن لتسلّم العشرات من المؤسّسات التربوية الجديدة قبل انطلاق الدخول المدرسي 2025–2026، في خطوة تؤكّد التزام الدولة الراسخ بضمان الحق في التعليم، وتوسيع الخريطة المدرسية بما يتماشى مع النمو الديموغرافي والتوسّع العمراني المتسارع.
تترجم المشاريع التربوية الضخمة التي يجري إنجازها بولاية وهران، رؤية متكاملة لمجابهة الضغط المتزايد على المقاعد البيداغوجية. وسيتمّ استلام ثلاث ثانويات كبرى تتّسع لما بين 800 و1.000 تلميذ بكل من بئر الجير، بلقايد وبن فريحة، فضلاً عن متوسّطتين جديدتين في حي الشهيد أحمد زبانة، إضافة إلى ابتدائية بدوار بوجمعة، ومجمّعين مدرسيّين في بلديتي حاسي بونيف وسيدي بن يبقى، وتشير الأرقام إلى أنّ وهران تتوفّر على أكثر من 900 مؤسّسة تربوية، منها 613 ابتدائية، وهو ما يجعل التوسعة مسعى ضروريًّا لمواكبة الحركية السكانية.
أما في غليزان، فقد تمّ الشروع في إنجاز ستّ مؤسّسات تربوية، منها أربع متوسّطات ومدرستان ابتدائيتان. وتتميز هذه الهياكل بتجهيزات عصرية تشمل قاعات للإعلام الآلي، المطالعة، الموسيقى، الرياضة، ومخابر علمية، إلى جانب مرافق إدارية وسكنات وظيفية. وقد خُصّص لهذه المشاريع غلاف مالي يفوق 320 مليون دج، على أن يتمّ استلامها في آجال لا تتعدى عشرة أشهر.وفي سيدي بلعباس، من المنتظر استلام 13 مؤسّسة تربوية جديدة خلال الدخول المدرسي المقبل، تشمل ستّ مدارس ابتدائية، أربع متوسّطات وثلاث ثانويات. كما سيتمّ تهيئة 50 حجرة دراسية موزّعة على 17 ابتدائية، وإنجاز 12 حجرة توسعة لثلاث متوسّطات، وفتح 11 مطعماً مدرسياً جديداً.
وفي أقصى الغرب الجزائري، تستعد ولاية النعامة لاستلام 14 مؤسّسة تربوية جديدة موزّعة على تسع مجمّعات مدرسية، أربع متوسّطات، وثانوية بسعة 800 مقعد بيداغوجي. وشدّد والي الولاية، لوناس بوزقزة، على ضرورة استكمال الأشغال قبل نهاية أوت لضمان جاهزيّتها، وتشمل التحضيرات للدخول المدرسي المقبل، ترميمات مسّت 7 مؤسّسات تعليمية، وتكسية ساحاتها بالعشب الاصطناعي، وإنجاز مطعمين مدرسيّين وعدد من أقسام التوسعة.من جهتها، تراهن ولاية البليدة على استلام 50 مؤسّسة تربوية جديدة قبل نهاية العام الجاري، منها 18 منشأة جاهزة للدخول المدرسي المقبل، وتشمل هذه الهياكل متوسّطات وثانويات ومجمّعات مدرسية موزّعة على الأقطاب السكنية الجديدة والمناطق التي تعاني من نقص في البنية التربوية، وكان الوالي إبراهيم أوشان، قد أكّد أنّ هذه المرافق ستُسهم في تحسين الأداء الدراسي من خلال تقليص الاكتظاظ وتوفير خدمات مرافقة كالإطعام والنقل المدرسي.
أما في تيزي وزو، فسيتعزّز القطاع التربوي بأكثر من 20 منشأة جديدة موزّعة على ثانويات، متوسّطات، مجمّعات مدرسية، قاعات رياضة، أنصاف داخليات، ووحدات كشف ومتابعة صحية. ويُنتظر أن يلتحق أزيد من 254 ألف تلميذ بمقاعد الدراسة، ضمن شبكة تربوية تضمّ 935 مؤسّسة تعليمية.
وفي ولاية أم البواقي، خُصّص غلاف مالي قدره 448 مليون دج لتجديد تجهيزات 60 مؤسّسة تربوية تشمل الأطوار الثلاثة. كما تمّ تخصيص 130 مليون دج لتجهيز مؤسّسات جديدة سترى النور خلال الدخول المدرسي المقبل.وفي ولاية الطارف، أعلنت مديرية التربية عن الاستعداد لاستلام أربع متوسّطات في كل من الشط، العيون، رمل السوق، والطارف، إلى جانب ابتدائية في بلدية البسباس، حيث بلغت الأشغال مراحلها الأخيرة. كما سيتمّ تعزيز المؤسّسات التربوية بـ22 قسم توسعة في الطور الابتدائي و6 أقسام توسعة في الطور المتوسّط، للتقليل من حدة الاكتظاظ. وفي ذات السياق، تقرّر إطلاق أشغال تهيئة وإعادة تأهيل 70 مؤسّسة تربوية بغلاف مالي يتجاوز 300 مليون دج.وتعكس هذه الجهود الوطنية إرادة قوية من الدولة الجزائرية لتجسيد مدرسة عمومية نوعية، تضمن تكافؤ الفرص وتواكب التحولات الاجتماعية والعمرانية. فبناء الهياكل وحده لا يفي بالغرض ما لم يكن مرفوقاً بتحسين التجهيزات، والإرتقاء بجودة التعليم، وتوفير مناخ بيداغوجي وصحي آمن، وهي الأبعاد التي تترجمها السياسات العمومية الجارية بكل وضوح مع كل دخول مدرسي جديد.