سلامة: الرّئيس تبون أرسى منهجية عمل لمواجهة جميع التحديات
تعمل الجزائر على كسب معركة الأمن المائي، في إطار الرؤية الشاملة والاستشرافية لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، حيث حظي قطاع الموارد المائية بحيّز كبير من الاهتمام، إذ تمّ تعزيز القدرات الوطنية لمواجهة مختلف التحديات المرتبطة بهذا المورد الطبيعي الحيوي.
حقّقت الجزائر مكاسب هامة في هذا القطاع بفضل الاستراتيجية المنتهجة ضدّ شحّ المياه، ترتكز أساسا عبر استغلال القدرات الوطنية، تحلية مياه البحر وتصفية المياه المستعملة مع اعتماد خطة ناجعة لترشيد الاستهلاك، في شمال البلاد وجنوبها في إطار القرارات المتخذة لتعزيز الحركية الاقتصادية المشهود نتائجها في البلاد.
وقد أشرف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بولاية بشار، على وضع حيّز الخدمة محطة ضخّ المياه «القطراني 2»، ومحطة تصفية المياه المستعملة ببشار، حيث تعد محطة تصفية المياه المستعملة ببشار من أكبر المحطات بالمنطقة وتتربّع على مساحة تقدر بـ 14 هكتارا وتعالج 55 ألف متر مكعب يوميا، وهي مزودة بنظام المعالجة الثلاثية وبتكنولوجية حديثة وفق معايير دولية. وقد تم تزويد المحطة بمخبر للتحاليل الفيزيائية ويتم توجيه المياه المصفاة إلى المنطقة الصناعية «توميات» على بعد 30 كلم.
أما محطة ضخّ المياه «القطراني 2» فتعد من أكبر المشاريع المسطّرة ضمن برنامج رئيس الجمهورية الموجّه لتعزيز الأمن المائي بالولاية، ويزوّد مشروع تحويل المياه الجوفية من حقل مياه القطراني، كلا من مدن بشار، العبادلة والقنادسة بالمياه الصالحة للشرب. ويتضمن هذا المشروع 26 بئرا بعمق 550 مترا لكل بئر، كما يضم 3 محطات ضخّ كبرى بسعة 926 لترا في الثانية وخزانا مائيا بسعة 20 ألف متر مكعب، وفق معطيات نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية.
وفي السياق ذاته، أفاد الخبير الاقتصادي جلول سلامة لـ «الشّعب»، أنّ «مثل هذه المشاريع الجديدة تدخل في إطار تعبئة ناجعة للموارد المائية، وتلبي احتياجات الساكنة في الجنوب، في ظل شحّ المياه في المنطقة الصّحراوية المعروف مناخها بالجفاف وشساعة مساحتها الصّحراوية، التي تتطلب بذل المزيد من الجهود لتأمين الساكنة هناك بالمياه الصالحة للشرب، حيث تعمل الدولة على إطلاق المزيد من المشاريع ذات الصلة في إطار خطة كسب رهان الأمن المائي».
وفي ظل تنامي الاستثمار الفلاحي بالجنوب الذي يحتاج إلى موارد مائية معتبرة لسقي المحاصيل الزراعية، أشار ذات الخبير إلى الاستثمارات التي باشرتها الدولة في منطقة الجنوب، خاصة ما تعلّق بالزراعات الاستراتيجية التي تهدف لتغطية الطلب الوطني وتحقيق الأمن الغذائي. وذكّر جلول سلامة، في السياق، بمشروع استغلال الأراضي الصّحراوية بين الجزائر وإيطاليا، عبر مساحة تقدر بـ 36 ألف هكتار مخصّصة لإنتاج القمح، إذ تهدف كل هذه المشاريع لتحقيق الأمن الغذائي كليا، لتصبح بذلك الجزائر قطبا فلاحيا بامتياز، وتنافس الدول الرائدة في هذا المجال.
أما بالنسبة للزراعات الاستراتيجية على غرار الحبوب، النباتات الزيتية، اللّحوم الحمراء، الحليب والسّكر، فقد أكّد سلامة أنّ «الجزائر أعطت أهمية بالغة لهذا النوع من الزراعات، التي تدخل ضمن خطة تحديث الزراعة للوصول إلى تحقيق الإكتفاء الذاتي، مع التوجه نحو الصّحراء لاستكمال الأمن الغذائي وهو ما يستوجب توفير المياه التي تدخل ضمن هذا الإطار، حيث بات هذا المورد الطبيعي مطلوب لإنجاح مسعى السلطات في هذا الشأن».
وضمن هذا الإطار، أشار الخبير ذاته إلى إطلاق مشروع ضخم لربط شبكة الكهرباء في جنوب البلاد بالشبكة الوطنية، حيث سيتضمن المشروع إنجاز 33 محطة لتزويد ولايات الجنوب الكبير بالطاقة، الذي يهدف لربط شبكة الكهرباء في الشمال بشبكة الجنوب، من خلال شبكة تربط جميع أنواع الطاقات بمزيج الطاقة الوطني، حيث يدخل ضمن مساعي وجهود الدولة في إطار تأمين ساكنة الجنوب بكل الاحتياجات الكهربائية، المائية والغذائية أيضا.