تغطية احتياجات السـوق الوطنية والتوجه نحو التصدير

معــرض الإنتــاج الوطنــي.. منصـة لإبراز الصناعـة الجزائريــة

فرصة لتحفيز المواطن على استهلاك المواد المصنوعة محليا

تشكل الطبعة 32 لمعرض الإنتاج الوطني، التي تجري فعالياتها بقصر المعارض بالصنوبر البحري (الجزائر العاصمة)، منذ الخميس الماضي، منصة لعرض قدرات الشركات الجزائرية وخبراتها وكذا التقدم الملحوظ الذي أحرزه القطاع الصناعي المحلي.
أكد عدد من المنتجين المحليين الذين يشاركون في الحدث، في تصريحاتهم لـ«واج”، عزمهم على تغطية احتياجات السوق الوطنية والتوجه نحو التصدير، وذلك بفضل المستوى الذي بلغه المنتج الوطني، كمّا ونوعا.
ومن بين العارضين الذين أثاروا إعجاب الزوار، بباحة المعرض خلال هذه الطبعة، نجد الشركة العمومية لبناء وإصلاح السفن “إيكوراب” التي تعرض للزائرين نموذجين من قوارب النزهة، أحدهما مصنوع من الألياف الزجاجية والثاني من الخشب، طول كل منهما 16,5 متر.
ووفقا لمديرة المبيعات والتسويق في الشركة، دليلة بن عبيدة، عادة ما يكون الطلب على هذا النوع من القوارب من الخواص الذين يرغبون بالاستثمار فيها، حيث يعد التنزه في البحر نشاطا مربحا، خاصة وأن الكثير من الناس ترغب في استكشاف الساحل الجزائري ومواقعه الخلابة.
وتختص الشركة، التي يوجد مقرها ببوهارون (ولاية تيبازة)، في بناء القوارب الاحترافية، وعلى وجه الخصوص سفن الصيد وقوارب صيد السردين وكذلك قوارب الصيد التقليدي.
 ومن بين إنجازاتها البارزة، تذكر السيدة بن عبيدة كاتمران من الألومنيوم بطول 17 مترا مهيأ لتربية المائيات بالشلف، بالإضافة إلى قارب التونة في طور الإنجاز يبلغ طوله 42 مترا.
أما داخل الجناح المركزي، يستقطب الزوار جناح المنتجات الإلكترونية والتجهيزات الكهرومنزلية، حيث تجذب المنتجات الفاخرة محلية الصنع المارين عليها، ما يؤكد بوضوح التقدم الملحوظ الذي حققته الصناعة الوطنية في هذه الشعبة.
ومن بين العارضين في الجناح، نجد “كوندور” الذي تحول في السنوات الأخيرة إلى مجمع متعدد العلامات التجارية، إذ يقوم، إلى جانب إنتاج مجموعته الخاصة، بتصنيع المنتجات تحت علامات عالمية أخرى.
ويوضح محمد صالح دعاس، نائب مديرها العام، أن مجمع “كوندور” قام بالاستحواذ على العلامة التجارية لشركة “ناردي” الإيطالية في عام 2017 وهو الآن يقوم بتصنيع وبتوزيع منتجات هذه العلامة محليا وتصديرها نحو الخارج.
كما ينتج “كوندور” مكيفات هواء تحت العلامة اليابانية “دايكن”، الرائدة عالميا في هذا المجال، يضيف السيد دعاس، مؤكدا أن “المجمع يصدر منتجاته المصنعة محليا إلى 17 سوقا دولية ويعتزم تعزيز مكانته بفضل اتفاقيات منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى ومنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (زليكاف)”.
وفي نفس الجناح، نجد العلامة التجارية “براندت” الذي استحوذ عليها مجمع “سيفيتال” في عام 2014، حيث أكدت مديرة الاتصال والرقميات داخل المجمع، فاطمة سواسير، أن “أجهزة براندت تصنع بأكملها الآن وطنيا، بأياد محلية وخبرة جزائرية”.
وبحسب المتحدثة، فإن نسبة الإدماج الوطني تصل حاليا 80٪ بالنسبة للغسالات والثلاجات، أما بالنسبة للأجهزة الأخرى (مواقد المطبخ، مكيفات الهواء وأجهزة التلفاز) فهي تصل لـ60٪.
وبالإضافة إلى السوق الوطنية، يتم تسويق هذه المنتجات في الأسواق العالمية، وخاصة في إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، وفقا للسيدة سواسير.
وتبرز هذه التظاهرة الاقتصادية أيضا، تطور صناعة الحنفيات محليا. ومن بين الشركات المشاركة، “اس.ل.ار” التي شرعت في تصنيع الحنفيات الصحية وملحقات توصيل السباكة. إلى جانب ذلك، تقوم هذه الشركة، التي تتخذ من القليعة (تيبازة)، مقرا لها، بإنتاج صمامات الغاز، محابس المياه وعدادات المياه، “بنسبة إدماج وطني بلغت 85٪ لبعض المنتجات و100٪ في منتجات أخرى”، بحسب مديرة التسويق في الشركة، ليليا بوشرابين.
ووفقا لتصريحاتها، تغطي الشركة جزءا كبيرا من السوق الوطنية من مواد صنابير المياه والحنفيات، حيث زودت مشاريع كبيرة مثل جامع الجزائر ومشاريع سكنات “عدل” وكذلك المستوصفات والمستشفيات، مما ساهم في تقليل فاتورة الاستيراد لهذه المواد التي تشهد طلبا كبيرا عليها.
كما أن الشركة قامت بعمليات تصدير إلى عدة دول، بما في ذلك إيطاليا وتونس، بحسب تصريحات ممثلتها.
ويشهد المعرض أيضا، حضور بارز لشركة “إيريس تايرس”، المتخصصة في صناعة عجلات السيارات.
ووفقا لممثلتها، آية سوفي، تنتج الشركة، التي يوجد مقرها بسطيف، (2) مليوني وحدة سنويا من مختلف الأصناف، منها العجلات الموجهة للشاحنات والسيارات الرياضية وسيارات الدفع الرباعي، وتلك المصممة للمركبات الكبيرة والسيارات متوسطة الحجم.
وأضافت المتحدثة، بأن “أولوية الشركة الآن هي تلبية حاجيات السوق المحلي، حيث يحظى بحصة 70٪ من إجمالي الإنتاج مقابل 30٪ للتصدير، موضحة أن الصادرات توجه إلى عدة مناطق من العالم، أبرزها أوروبا والبرازيل ودول الخليج.
ويمثل معرض الإنتاج الجزائري، التي افتتحه، يوم الخميس الماضي، رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بمشاركة أكثر من 600 شركة من مختلف القطاعات، فرصة للتعريف بالإنتاج الوطني وتحفيز المواطن على استهلاك المواد المصنوعة محليا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19753

العدد 19753

الإثنين 21 أفريل 2025
العدد 19752

العدد 19752

السبت 19 أفريل 2025
العدد 19751

العدد 19751

الجمعة 18 أفريل 2025
العدد 19750

العدد 19750

الأربعاء 16 أفريل 2025