انتقلت الجزائر، إلى تنفيذ برنامج جديد لتدعيم البنية التحتية، من خلال الاستثمار في توسيع شبكة النقل عبر قطار الأنفاق “المترو” والكوابل خاصة بالمدن الكبرى حيث تمتاز بتضاريس صعبة، وكثافة سكانية كبيرة، تحتاج إلى وسائل جديدة تخفف الضغط المروري عبر الطرقات، وتساهم في رفع النمو الاقتصادي للبلاد.
وبحسب المدير العام لمترو الجزائر مناد خرفي، في تصريحه لـ “الشعب”، توشك على الانتهاء أشغال الهندسة المدنية لامتداد خط مترو الجزائر، من الحراش إلى المطار الدولي على مسافة 9.5 كلم، تتضمن 9 محطات، في حين انتهت أشغال الهندسة المدنية لامتداد عين النعجة إلى براقي على مسافة 4 كلم، وتضم أربع محطات، لتتبقى أشغال النظام الكلي التي تتضمن تجهيز المحطات الجديدة لمترو العاصمة.
وفي هذا الصدد، كشف خرفي عن إطلاق مناقصة وطنية ودولية، يجري حاليا تقييم عروضها لاختيار الشركة المكلفة بتجسيد أشغال النظام الكلي، ابتداء من شهر جانفي أو فيفري 2025 على أقصى تقدير.كما قامت مصالحه، مثلما ذكر بإنجاز دراسات الهندسة المدنية المتعلقة بامتداد الخط الأول من محطة طالب عبد الرحمان يربط ساحة الشهداء بباب الوادي، وامتداد محطة الحديقة ببراقي، لأن الأشغال توقفت عند محطة بلعربي، وسيصل امتداد خط المترو إلى حي عدل 2004، في حدود مع ولاية البليدة، على طول امتداد 6.10 كلم، مشيرا إلى انتهاء الأشغال بأربع محطات، وبقيت محطتين جاري إنجاز النظام الكلي الخاص بها، وتبقى محطتين جاري إنجاز أشغال الهندسة المدنية بهما. ولتطوير شبكة النقل بالكوابل، أعلن مدير مترو الجزائر عن مجموعة من المشاريع الجديدة بالعاصمة، لتسهيل التنقل إلى أعاليها، وتخفيف الضغط على طرقاتها، وقال “سيتم ربط محطات المترو بالمصاعد الهوائية “التليفريك” وذكر على سبيل المثال لا الحصر، ربط محطة تريولي باتجاه بوزريعة، وإضافة مصاعد هوائية أخرى تربط منطقة وادي قريش بشوفالي مرورا بفريفالون، ومصاعد هوائية أخرى تصل بين البريد المركزي والأبيار، وبين ساحة أول ماي إلى المرادية.وأوضح خرفي، أن مصالحه رفعت طلبات لتكون هذه المشاريع محل دراسات، وإذا ما تم الموافقة عليها في 2025، ستساعد هذه الخطوط الجديدة في حركية تنقل الأفراد، وتنقص من الضغط على حركة المرور بالطرقات، مشيرا إلى أن دراسة هذه المشاريع تتطلب مدة تتراوح بين 6 إلى 8 أشهر، وتنفيذ المشاريع قد يتم في 12 إلى 18 شهرا بعد نهاية الدراسات.
وذكر مدير مترو الجزائر الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية لمثل هذه المشاريع، إذ تقلص مدة السفر إلى 10 دقائق بين بعض الأماكن، وتسمح للموظف والعامل خاصة بالتنقل دون عناء أو إجهاد، وهذا ما يزيد من فعاليته في العمل، كما تساهم مثل هذه المشاريع في النمو الاقتصادي، فوصول العامل في الوقت المحدد لمكان عمله يحسن الإنتاجية، ويخفف الضغط، والأمراض، وهذا يحسن في مستوى معيشة المواطن.
ولفت الانتباه إلى ارتفاع معدلات التنقل عبر هذه الوسائل، حيث تصل إلى نقل 10 آلاف مسافر يوميا، وفي ولاية تيزي وزو وصل عدد المتنقلين عبر “التليفريك” إلى 12 ألف مسافر في اليوم، عبر المصاعد التي تربط بين محطة نقل المسافرين ومقر الولاية، وبين محطة الولاية إلى محطة سيدي بالوة، ومنه إلى محطة الرجاعونة. بالموازاة مع ذلك أعلن خرفي عن إطلاق مشاريع مماثلة بكل من ولاية قسنطينة، حي انطلقت الدراسات في مشروعين، والثالث سيدخل حيز الخدمة في أواخر السنة، إضافة إلى ذلك يتم العمل على توسيع شبكة النقل بالكوابل بولاية تلمسان، ووهران.
وأعلن خرفي عن توقيع اتفاقية مع وزارة الرياضة مؤخرا، لإعداد دراسة لوضع مصعدين هوائيين بتيكجدة، للرياضيين والسياح في 2025، وهذا سيسهل نقل الرياضيين تجاه مراكز التدريب المتواجدة بالمنطقة، والمواطنين والسياح للتمتع بسحر الطبيعة الخلابة بأعالي تيكجدة، أو منطقة التزلج، سيتم وضع نظام يساعدهم للتنقل من مكان إلى مكان عن طريق الكوابل.إضافة إلى ذلك عدّد خرفي وجود مشاريع أخرى، قال “نملك المعرفة والخبرة لإنجازها” خاصة وأن طبيعة المدن الجزائرية مثل العاصمة، قسنطينة، وهران، وغيرها المتميزة بتضاريس صعبة تحتاج إلى وسائل حديثة للتنقل من الأماكن المنخفضة إلى الأماكن المرتفعة عبر الكوابل، وهذا يساعد في تطوير حركية المرور، وترقية السياحة في البلاد.