”إيرا” وهران: آفاق جديدة للتعاون نحو مستقبل مستدام
تواصل المؤسسة الوطنية للتنقيب”إينافور”، منذ تأسيسها في عام 1966، جهودها لتحقيق التميز والحفاظ على مكانتها الرائدة في سوق يواجه تحديات كبيرة، خاصة في ظل المنافسة الشديدة من مصادر الطاقة المتجددة.
تستند “إينافور” إلى الابتكار والتطوير المستمر لتعزيز كفاءتها، مع التزامها الكامل بمواكبة المستجدات العالمية، بما في ذلك قضايا التغير المناخي، كضرورة لتعزيز ثقة العملاء وضمان استدامة نجاح الشركة على المدى الطويل، وفق ما ذكره محمد بن نزار، الرئيس المدير العام لهذه الشركة، التي تعتبر فرعا من “سوناطراك”، مهمتها الرئيسية حفر آبار البترول والغاز لمجمع سوناطراك وشركاتها المتعاقدة معها.
اعتبر بن نزار، في تصريح خاص لـ “الشعب”، أن “مشاركة شركة إينافور في مختلف دورات صالون الطاقات المتجددة وطاقات المستقبل والتنمية المستدامة “إيرا” بوهران، بالإضافة إلى الفعاليات المتخصصة الأخرى، تندرج في إطار الجهود التي تبذلها من أجل الاستفادة من الخبرات واستكشاف الفرص المتاحة في مجال الحفر البترولي، خاصة في سياق المبادرات الرامية إلى تقليص بصمة الكربون وتعزيز الاستدامة البيئية”.
وأضاف، أن “الشركة التي يمثلها، تبذل قصارى جهدها لإيجاد حلول فعالة لتقليل الانبعاثات الكربونية، الناتجة عن الحفارات ووسائل الإنتاج المختلفة، في إطار التزامها بالمشاركة الفاعلة في الجهود الدولية لمواجهة ظاهرة التغير المناخي، مما يسهم في تعزيز مركزها في السوق، خاصة في ظل التنافس المتزايد مع مصادر الطاقة المتجددة”.
وتحدث المسؤول عن مجموعة من الأهداف، تسعى “إينافور” إلى تحقيقها لزيادة حصتها السوقية الحالية، والتي تبلغ 38%، وتتمحور حول مهمتها الرئيسية في حفر آبار النفط والغاز لصالح مجمع سونطراك والشركات المتعاقدة معها، كما تتضمن الخطط تكثيف الجهود للظفر بمختلف الفرص المتاحة داخل وخارج الوطن.
وفي سياق متصل، كشف محدثنا “توقيع عقد مع المؤسسة الصينية (كوروى)، المتخصصة في صناعة وتجهيز آلات ومعدات الحفر، يتضمن شراء ثلاث آلات تنقيب من نوع 1000 حصان بوخاري، التي تتميز بسرعة الحركة”.
ومن المتوقع استلام أول آلة في جوان 2025، تليها الثانية في ديسمبر من نفس العام، بينما سيتم استلام الثالثة في يناير 2026، ليرتفع بذلك عدد الحفارات في أسطول الشركة إلى 55 حفارة، جميعها تعمل حاليا مع “سوناطراك” وشركائها في مجال الحفر وصيانة الآبار، وفقا للمصدر نفسه.
ولفت إلى أن “جميع هذه الحفارات تعمل بنظام الدفع العلوي (توب درايف)، الذي يستخدم على نطاق واسع في عمليات الحفر الحديثة، سواء على اليابسة أو في البحر، بالإضافة إلى الحفر الاتجاهي وغيرها من التطبيقات الأخرى”.
وأوضح، أن “نظام (توب درايف)، يعدّ من أهم الثورات التكنولوجية في قطاع النفط والغاز، من خلال تحسين كفاءة الحفر والسلامة والأتمتة وتسريع عملية الحفر، وبالتالي تقليل مدة الإنجاز وتخفيض تكاليف الاستثمار”.
كما نوه بالجهود التي تبذلها الشركة لتطوير وتعزيز خدمات الحفر المدمجة، التي تهدف إلى “توفير الوقت” و«تقليل التكاليف” من خلال دمج عملية الحفر مع جميع الخدمات المساندة، وهي أهداف تسعى “سوناطراك” والدولة الجزائرية لتحقيقها، وفق تعبيره.
تطرق أيضا، إلى الدور البارز الذي تلعبه “مدرسة إنافور للتنقيب”، المعتمدة من معهد عالمي في لندن، في تأهيل عمال الشركة وعمال شركة سونطراك وفروعها، مبينا أن “عملية تكوين الموارد البشرية من المهام الأساسية والهامة في المؤسسة، التي توظف حاليا أكثر من 7500 عامل بشكل مباشر”.
في هذا الشأن، أكد المسؤول الأول على شركة “إينافور”، بن نزار محمد، التزامهم التام والكامل ببذل كل المساعي لمواجهة التحديات واستغلال الفرص الجديدة، خاصة في مجالات التنقيب والاستكشاف واستغلال المحروقات في عرض البحر، بحسب قوله.
ويرى بن نزار، بأن “إينافور، جاهزة لتوسيع أنشطتها في السوق الدولية، لاسيما في الدول الأفريقية، وذلك في إطار مرافقة المؤسسة الأم سوناطراك في نشاطاتها على المستويين المحلي والدولي”، مستشهدا بالتجربة الناجحة التي حققتها الشركة في سلطنة عمان، خلال السنوات الست الماضية.
وأشار أيضا، إلى مشروع النيجر، الذي تم بالشراكة بين سوناطراك وشركة النفط والغاز النيجرية في يناير 2023، قبل أن تعيق الظروف السياسية والأمنية مسيرة الاستثمار هناك”، كما لفت إلى الفرص المتاحة للحفر والاستكشاف في ليبيا ودول الخليج.
وتتميز “إينافور”، بقدرتها على إنجاز آبار المحروقات لأي مؤسسة على المستويين المحلي والدولي، بمرافقة المؤسسة الأم “سوناطراك”، لكونها مؤسسة عريقة ورائدة في هذا المجال، متحصلة على شهادات دولية للجودة والصحة والسلامة والبيئة، وهي عضو في الإتحاد الدولي لمقاولي الحفر، إستنادا للمصدر ذاته.