بن غبريط : تجنّد للارتقاء بالمدرسة الجزائرية
يلتحق اليوم أكثر من 8.6 مليون تلميذ وتلميذة بمقاعد الدراسة للسنة الدراسية 2014-2015 للأطوار الثلاثة، حيت جنّدت وزارة التربية الوطنية كل الوسائل البشرية والمادية والمعنوية لضمان دخول مدرسي عادي في كافة ولايات الوطن، وتشرف وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط على إعطاء إشارة انطلاق الدخول المدرسي من ولاية غرداية.
ويتميّز الدخول المدرسي لهذه السنة باستلام العديد من المجمعات المدرسية والمتوسطات و الثانويات، و تفعيل برامج الإطعام المدرسي والنصف الداخلي والداخلي بأغلبيتها، إلى جانب التحضير لعملية المنحة المدرسية لفئة التلاميذ المعوزين، ناهيك عن تدعيم سلك المعلمين و الأساتذة بمناصب شغل جديدة للقضاء على العجز الذي تعرفه المناطق الداخلية والنائية.
أكّدت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، أمس، السبت بأن القطاع سيبذل «قصارى» جهده جنبا إلى جنب مع الأسرة التربوية لتكريس النجاح والمثابرة من خلال جعل المدرسة فضاء يعمه «الأمن والصفاء».
وأوضحت وزيرة التربية الوطنية في رسالة وجهتتها إلى كافة أعضاء الجماعة التربوية عشية الدخول المدرسي 2014-2015، بأنه مهما كانت التحديات التي يتعين علينا رفعها والمشاكل التي تستوجب حلها «سنبذل قصارى جهدنا جنبا إلى جنب الأسرة التربوية لتكريس النجاح والمثابرة في الدراسة باعتبارهما أسمى ما نصبو إليه من أهداف».
ودعت بن غبريط في هذا الشأن إلى توحيد الجهود والعمل على جعل المدرسة فضاء «يعمه الأمن والصفاء لتحقيق المبتغى».
ولأن الرسوب «أمر غير محتوم»، حسب قناعة المسؤولة الأولى عن التربية والتعليم في الجزائر فقد أعلنت هذه الأخيرة إتخاذ إجراءات ملموسة وواضحة الملامح على المدى القصير والمتوسط والبعيد، في إطار تشاوري وذلك على جميع مستويات المؤسسة التربوية «بغية الإرتقاء بعاملين إثنين هما النتائج المدرسية وأداء النظام التربوي بمراعاة المقاييس الدولية».
ولدى تطرقها إلى الحوار القائم مع الشركاء الإجتماعيين، جددت الوزيرة إلتزامها بإبقاء هذا الحوار قائما للإستماع إلى كافة الإنشغالات المطروحة وبالتالي إيجاد كل الوسائل والموارد المتوفرة للتكفل بها.
وذكرت هنا بأن الوزارة وكلما أتيحت لها الفرصة، عمدت إلى إشراك الشركاء الاجتماعيين والفاعلين في القطاع في التفكير بشأن العمليات الواجب إتخاذها في إطار تنفيذ إصلاح المنظومة التربوية وسيرورتها من خلال تنفيذ ثلاثة مقومات هي تحوير البيداغوجيا وإحترافية الفاعلين في التربية وترشيد الحكامة.
كما أشارت من جهة أخرى إلى أن قطاع التربية ينتظر الكثير من المدرسين بإعتبارهم - كما جاء في الرسالة- «محور» الفعل التربوي، داعية بالمناسبة قدامى المدرسين إلى مرافقة الجدد وإلى تجند هؤلاء للاضطلاع برسالتهم النبيلة المتمثلة في تعليم الأجيال الصاعدة وتربيتهم.
وارتأت السيدة بن غبريط في هذا السياق إعلام الجميع بأن القطاع يعمل على «تثمين كل الجهود وسيقدر كل جهد حق قدره من خلال تقديم أوسمة لأكثر المدرسين التزاما وأحسنهم أداء لخدمة للمدرسة الجزائرية ورقيّها».
واعترفت في هذا الشأن بأن المهمة الملقاة على عاتق المدرسين «ليست بالسهلة» لا سيما في ظرف يميّزه تلاشي بعض القيم كإحترام الغير والإختلاف وإحترام الطبيعة والبيئة وتقدير الذات... مبرزة مقابل ذلك بأنه بمساهمة الأولياء وكافة الفاعلين «سنتمكن من تكريسها (القيم) مجددا».
إن مثل هذه المهمة تتطلب العزيمة والمثابرة - كما أكدت الوزيرة - التي قالت في نفس المجال بأن تحقيق الأهداف المرجوة «يتطلب الوقت والثبات والصبر».
ودعت في الأخير أسرة التعليم إلى «عدم الاستسلام إلى الحملات التي يراد بها إفشالكم وإفقادكم الأمل الذي ندعوكم إلى بعثه في النفوس والتطلع إلى المستقبل بشغف..».