أكدت نائب الرئيس التنفيذي للبنك الإفريقي للتصدير والاستيراد (أفريكسيم بنك) والمسؤولة عن بنك التجارة البينية الإفريقية وتنمية الصادرات، السيدة كانايو أواني، أمس السبت، بالجزائر العاصمة، أن النتائج الأولوية التي توصل إليها المشاركون في الأيام الإبداعية الإفريقية “كانكس ويكاند 2024” كانت “مثمرة”، وخصوصا فيما تعلق بالاتفاقيات التي تم عقدها وربط الاتصالات وتحديد سبل التعاون والعمل المشترك.
وتحدثت أواني، لدى تقديمها حصيلة “كانكس ويكاند 2024” التي اختتمت فعالياتها، أمس، بحضور ممثلين عن وزيرة الثقافة والفنون، مدير التعاون والتبادل نسيم محند اعمر، ومدير تنظيم توزيع الإنتاج الثقافي والفني، إسماعيل إنزارن، عن أهمية هذا الحدث في تطوير وتعزيز الصناعات الإبداعية، بالقول إن “النتائج الأولوية لهذه اللقاءات كانت مثمرة”.
وأوضحت، في هذا السياق، بأنه قد “تم التوصل إلى عقد اتفاقيات وربط اتصالات وتفاهم بين الأطراف المعنية بالإبداع الثقافي والفني الإفريقي”، وكذا “تحديد سبل التعاون والعمل المشترك فيما بيننا”، وهي “قابلة للتطبيق والتفعيل على أرض الواقع كبداية، في انتظار المزيد من الاتفاقيات مع منتجين آخرين، من أجل تدعيم مشاريعنا الاستثمارية في هذا المجال الحيوي”.
وقالت المسؤولة بـ«أفريكسيم بنك”، إن قطاع الصناعات الإبداعية في إفريقيا “يواجه تحديات كثيرة، وهو بحاجة إلى المساعدة والرعاية لتعزيز قدرات المهنيين والمبدعين الأفارقة، وتحفيزهم على التحكم في المزيد من المهارات، وضمان حصولهم على المساعدات والموارد اللازمة لنجاح مشاريعهم الإبداعية، وحتى تتضح الطريق أمامهم للوصول إلى فرص تسويقية متاحة عبر العالم”.
ولهذا الغرض، دعت أواني إلى ضرورة انخراط كل المبدعين الأفارقة في الأرضية الرقمية “كانكس أفريكا”، التي سوف يطلقها بنك إفريقيا للتصدير والاستيراد، والتي ستشكل “أهمية كبرى” بالنسبة لهم، في إطار “مساعي دعم وتنمية المواهب الإبداعية وحثها على أن تصبح قيمة مضافة في الناتج المحلي الإجمالي”.
وبخصوص النسخة الجزائرية لـ “كانكس 2024”، أكدت المتحدثة أنها كانت “فرصة للمشاركين من مختلف الدول الإفريقية للتعرف على الجزائر والمقومات الثقافية والاقتصادية التي تملكها”، حيث “ساهم المشاركون المحليون في إثراء الحوار والتواصل فيما بيننا، من أجل تقريب الصورة والكشف عن عمق الثقافة الجزائرية وتنوعها”.
وأضافت بأنها شكلت أيضا “تجربة ميدانية للوقوف على الإمكانات التي تملكها الجزائر، وما يجب أن نقوم به للتحضير الجيد والمناسب للمعرض الإفريقي البيني في سبتمبر 2025، الذي نتوقع أن يشهد مشاركة 200 عارض وأزيد من 5 آلاف زائر وكثير من الفعاليات واللقاءات متعددة القطاعات”.
وقدم من جهته المشرف على تنظيم هذه التظاهرة تيموا غوندوي، حصيلة أولوية لطبعة “كانكس 2024” بالجزائر، مشيرا بالخصوص إلى تنظيم ندوة وزارية بحضور 18 دولة وممثلين لدول إفريقية ومن الكاريبي، وتسجيل حضور أزيد من 300 عضو مشارك في مختلف البرامج والفعاليات، و108 عارض وحرفي، و10 دورات تكوينية (ماستر كلاس) في مجال الذكاء الاصطناعي والموسيقى والأزياء والرياضة، وتكوين 100 موسيقي، وتخصيص أزيد من 140 مليون أورو لاقتناء أجهزة عرض عبر مختلف الدول الإفريقية وغيرها من المساعدات لإنجاز أفلام سينمائية واستثمارات في مجال الأزياء والموسيقى وغيرها.
من ناحيته، أبرز نسيم محند اعمر، أهمية “مساعدة الإبداع الإفريقي على الانتشار وبشكل فعال عبر القارة الإفريقية، وتسهيل الوصول إلى مختلف الأسواق المحلية والعالمية، والعمل على تحقيق ذلك من خلال تعزيز التعاون الإفريقي- الإفريقي، وتشجيع الاستهلاك لكل ما هو صناعة إبداعية إفريقية”.
كما دعا إلى “إرساء مناخ مؤسساتي إفريقي، من شأنه تذليل المصاعب والوصول إلى الدعم المالي، حيث أن تحقيق ذلك فعليا يكون بمضاعفة اللقاءات وإنعاش حركة الفنانين وفرص التلاقي والتحاور والتشاور والتعاون، ودون أيضا إهمال جانب الحماية القانونية لكل منتج إبداعي إفريقي، وهو ما تحاول الجزائر تحقيقه عن طريق الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، بمرافقة الفنانين والمبدعين، وهذا للانخراط في استراتيجية حماية شاملة ومنظمة”.
بدوره، ركز إسماعيل إنزارن، على أهمية هذا الحدث في تثمين الصناعات الإبداعية الإفريقية وبعث المحادثات الثنائية في مجال الشراكات الثقافية والفنية الإفريقية، معتبرا أنه يعكس الانفتاح الذي توليه الدولة الجزائرية على الآخر، وتعزيز العمل المشترك ضمن رؤية مستقبلية موحدة.
وعرف اليوم الأخير من تظاهرة “كانكس 2024”، المنعقدة منذ 16 أكتوبر بقصر المعارض بالصنوبر البحري، تنظيم مجموعة من النشاطات التفاعلية الشبابية والتثقيفية والرياضية، ولقاءات مهنية في مجال السينما والمسرح والنشر وحقوق المؤلف.