يفري بن زرقة من مواليد 1990 بوهران، من أب موظف وجد مجاهد، درس الابتدائي بوهران، وانتقل بعدها رفقة عائلته إلى فرنسا. اكمل دراسته الأساسية والثانوية هناك، وهو الآن طالب جامعي تخصص حقوق.
يذكر بن زرقة جده بفخر واعتزاز قائلا “جدي منذ الصغر كان يحدثني عن الثورة والثوار، وما معنى أن يعيش الفرد في بلده تحت نير استعمار لا يرحم يعاملك أجنبيا على أرضك، علمني احترام الشهداء والمجاهدين الذين حرروا البلاد”. وواصل بن زرقة حديثه “الجد كان له تأثير كبير في ميلي نحو السياسة منذ الصغر، فتربيته جعلتني أحلم بممارسة السياسة والدفاع عن الوطن وشيئا فشيئا الحلم في طريقه نحو التحقيق”.
وعاد بن زرقة إلى بدايته في النشاط الجمعوي، قائلا “اكتشفت العمل الجمعوي وسني لا يتجاوز 13 سنة عندما أصبحت عضوا فاعلا بجمعية الحي ثم جمعية المتوسطة وبعدها بجمعية الثانوية”. وأضاف بن زرقة “عُينت سفيرا للشباب بمنطقة شارونت ماريتيم من طرف اليونيسيف لمدة سنة، سمحت لي التقرب أكثر من الجالية الجزائرية هناك، فقررت تأسيس جمعية الجزائريين في شارونت ماريتيم التي أترأسها. أهدافها خدمة الجالية والدفاع عن سمعة الجزائر في المنطقة، والتقرب أكثر من إطارات القنصلية في بوردو لإيصال مختلف الانشغالات”.
يتولى يفري بن زرقة منصب نائب رئيس بلدية “لاروشال”، وعن ذلك يقول “ترشحت في الانتخابات البلدية الفرنسية الأخيرة في قائمة اليسار بهدف دعم الجالية والدفاع عنها في المجلس البلدي، أُنتخبت في مارس الماضي كنائب رئيس البلدية، كُلفت بحقوق الإنسان والقانون الدولي. وهذا سيسمح لي التعريف بقضيتين أناضل من أجلهما وهما الصحراوية والفلسطينية”.
يتحدث بن زرقة عن نضاله من أجل القضية الصحراوية قائلا “كان لي ميل لدراسة العلاقات الدولية وقرأت عن الاستعمار والامبريالية، وحدثني جدي عن القضية الصحراوية التي أثارت اهتمامي فتعمقت في دراستها فوجدتها شبيهة بالقضية الجزائرية إبان الاستعمار الفرنسي، فقلت جدي ناضل من أجل تحرير الجزائر وأنا اليوم من مسؤوليتي أن أساهم في الدفاع عن قضية عادلة لتصفية الاستعمار بالأراضي الصحراوية”. وواصل بن زرقة كلامه “زرت المناطق المحتلة ومخيمات اللاجئين العزة والكرامة وجدار العار، واطلعت على معاناة الإخوة الصحراويين. التقيت عدة مرات رئيس الجمهورية الصحراوية محمد عبد العزيز، وكنت مساهما في تنظيم قافلة المهجر للأراضي الصحراوية في 2013”.
يرى يفري بن زرقة أنه من المهم أن يقوم المنتخبون ورؤساء الجمعيات والمنظمات الأجنبية بزيارات إلى الأراضي الصحراوية، ليروا بعينهم أن الجمهورية العربية الصحراوية تمتلك مؤسسات وإطارات وإدارة قائمة بذاتها ومستعدة لتحقيق النصر والاستقلال”.