مجموعـة واسعـة مــن الخدمـات وإقامـة راقيـة بأقــل التكاليـف
صنعت القرية المتوسطية لوهران، التميز، هذه الصائفة، من حيث أعداد السياح الوافدين الوطنيين والأجانب، وكذلك من ناحية الجهود المبذولة، التي تهدف إلى تطوير وتحسين خدماتها، وجعلها متاحة لجميع الشرائح السياحية، من خلال توفير عروض ومنتجات ملائمة لإمكانياتهم المادية وعاداتهم الاجتماعية والثقافية، وغير ذلك.
الصرح المتوسطي الهام، الذي تعزّزت به عاصمة الغرب الجزائري، استطاع خلال موسم الاصطياف الأول له لاحتضان العامة من السياح وزوار الولاية، أن يستقطب الآلاف، وذلك بعد سنتين فقط من تدشينه على يد السيد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لاحتضان الوفود الرياضية المشاركة في الطبعة الـ 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط2022، وبات منذ ذلك الحين، مقصدا لإيواء وإطعام المشاركين في مختلف المنافسات الوطنية والإقليمية والدولية.
إقامـة فاخـرة بأسعار مغـريــة
ويتضحّ أن المنتجع الجديد لوهران، الذي يضمّ 1820 غرفة بسعة 3464 سرير، قد أثبت دوره المحوري في تنشيط السياحة، والمساهمة الفاعلة في التسويق والترويج للمنطقة؛ حيث استقبل أكثر من 17000 زائر في ظرف شهرين من انطلاق موسم الإصطياف الجاري، فيما وصلت نسبة إشغال الغرف إلى 90 و95%، مع ذروة بلغت 100% في بداية الأسبوع الأخير من جويلية، حسبما أكده مدير المؤسسة العمومية التجارية لتسيير هذه المنشأة، دحومان محمد.
وأرجع السيد دحومان، في تصريح لـ«الشعب” هذا (الإقبال الكبير إلى مجموعة من العوامل، أبرزها الموقع الإستراتيجي للمشروع، والخدمات المقدمة، والأسعار التنافسية، وغيرها من العروض التشجيعية، إضافة إلى الحملات الإعلانية الواسعة، التي ساهمت في إبرازه، كوجهة سياحية جذابة).
يتموقع المرفق الرياضي والسياحي بالقطب الحضاري الجديد لبلقايد على بعد 20 كلم من المطار الدولي “أحمد بن بلة”، و10 كلم من محطة النقل بالسكة الحديدية، كما أنه يطل على أهم الطرق المؤدية إلى المدن الساحلية المجاورة، بالإضافة إلى أنه يتوسط شواطئ الجهتين الغربية والشرقية للولاية، وبمحاذاته مجموعة شاملة من المرافق والخدمات العمومية؛ وهو ما أضفى عليه جاذبية إضافية، خاصة مع توفير وسائل النقل والمواصلات لربطه بمركز المدينة، وفقما أشير إليه.
واعتبر المسؤول ذاته، أن (القرية المتوسطية لوهران، الخيار المثالي للزوار والسياح، الذين يبحثون عن تجربة إقامة راقية وبأقل التكاليف.)، مبرزا (مجموعة واسعة من الخدمات والمرافق التي تلبي احتياجات النزلاء على نحو شامل، منها ثلاثة مطاعم بسعة 500 مقعد خدماتي، محلات تجارية، مصلى للنساء وآخر للرجال، فضلا عن خاصية الأمن بتقنيات متطورة وعصرية).
كما تتوفر على عيادة طبية، وأربعة مغاسل، ومساحات خضراء تزيد عن 9 هكتارات، إضافة إلى ملعب كبير، أربعة ملاعب جوارية، أربعة قاعات رياضة، ساحات رياضية بالهواء الطلق، ناهبك عن مساحة حرة للنشاطات الثقافية والرياضية وقاعتين شرفيتين..)، كاشفا في الوقت نفسه عن فتح قاعة جديدة للإجتماعات والفعاليات وحفلات الزفاف، بسعة إجمالية، تناهز 700 شخص).
وأفاد المسؤول ذاته أن النجاح الباهرة الذي حققه القرية المتوسطية في استقطاب الزوار بوتيرة سريعة، قد شجّعهم على التخطيط لمرحلة التوسّع والإضافات المستقبلية؛ حيث يبحثون حاليا في إمكانية استغلال المساحات الشاغرة لإنجاز شاطئ اصطناعي، مسابح، منتزهات وملاهي للأطفال والكبار، وكذا قاعة اجتماعات كبيرة، وغيرها من العمليات الهامة، لتحويل هذا المنتج السياحي إلى قطب عالمي بامتياز، كما قال.
وبخصوص الأسعار المطبقة، أبرز المدير العام، دحومان محمد، أن (المؤسسة المسيرة، تسعى جاهدة لتحقيق ميزة التنافسية، من خلال توفير أسعار منخفضة، دون المساومة على جودة الخدمات وارتفاع الطلب.)، مبرزا أن (أسعار الغرف والباقات السياحية، ظلت ضمن المستويات المعقولة في حدود 1500 دج للسرير الواحد.).
طـموح والـتزام
وفي سياق متصل، قال رئيس دائرة الاستغلال بذات المؤسسة، بلعظم سليم: (لقد كان أداؤنا في الموسم الأول من افتتاح أبواب القرية أمام العامة، أفضل من توقعاتنا بكثير، ونحن سعداء جدا بهذا النجاح المبكر، وندرك أنه يضع علينا مسؤولية كبيرة للحفاظ على هذا المستوى المرتفع من الخدمات.).
وقال السيد بلعظم في تصريح لـ«الشعب”، إن (فريق العمل في المنتزه كان قد استعد بعناية، خلال الأشهر السابقة لافتتاح موسم الإصطياف، من خلال تدريب الموظفين، وتجهيز المرافق بالكامل لاستقبال الزوار، كما تمّ التنسيق مع مختلف الجهات المعنية، بما يراعي الإستراتيجية المحكمة في التسيير التي يطبقها الطاقم الإداري).
وعاد ليؤكد على (الجهود الكبيرة، التي تبذلها المؤسسة المكلفة بتسيير هذا المرفق على مختلف الأصعدة، من أجل التطوير المستمر، وتحسين الخدمات، بما يتماشى مع توقعات السياح والزوار المحليين والأجانب، المتزايدة والمتغيرة، بهدف ضمان تجربة إقامة متميزة، بدءا من عملية الحجز، وصولا إلى المغادرة.)
ونوّه بـ(السمعة الطيبة التي تحظى بها القرية المتوسطية على المستويين الداخلي والخارجي، كونها نجحت في بناء علاقات وثيقة مع الجهات السياحية والفعاليات المحلية، ناهيك عن الاتفاقيات المبرمجة مع المؤسسات والشركات الوطنية، وكذا وكالات السياحة والأسفار، ما عزّز من سمعتها في السوق، وجعلها وجهة مفضلة للمناسبات والفعاليات المختلفة على مدار العام).
كما أبرز رئيس دائرة الإستغلال، بلعظم سليم، مساعي جادة وحثيثة للإنفتاح على السياحة الخارجية ومشيرا في الوقت نفسه إلى استقبال وفود من دولة ليبيا الشقيقة، خلال هذه الصائفة، والذين وفرت لهم إدارة القرية كامل شروط الراحة، مع حفاوة الإستقبال على الطريقة الجزائرية التقليدية، التي أبهجتهم، وحتى المقيمين شاركوا هذا الاستقلال المميز، وفق تعبيره.
وهنا أشار إلى تسطير برنامج ثقافية وفني وترفيهي ثري لفائدة المقيمين، يشمل مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات اليومية لصالح الأطفال من جميع الأعمار، من مهرجين ومسابقات وسهرات بيداغوجية تربوية وترفيهية، وأخرى تتماشى مع احتياجات السياح التواقين إلى قضاء جزء من أوقاتهم في الخيمة الصحراوية، وفقا للتقاليد البدوية الأصيلة، المعروفة بمراسم تناول الشاي الصحراوي الجزائري والمكسرات و الحلويات التقليدية على نغم الموسيقى الفلكلورية والغناء الشعبي، فضلا عن الموسيقى الشبابية العصرية في الهواء الطلق، مع تخصيص فضاء لعرض مختلف المنتوجات التقليدية والترويج لها وتسويقها.
أعلــى مـستويات الخدمة والرعاية لتشجيع السياحة الداخلية
وقد أثنى السياح الذين زاروا القرية المتوسطية، خلال الموسم الصيفي، على الخدمات المتميزة والأنشطة الثقافية المتنوعة والبنية الحديثة، كما أشادوا بالجو العائلي والأنشطة المتنوعة وغيرها من الخدمات والخيارات التي تلبي احتياجات مختلف شرائح السياح.
قال شاب ثلاثين من أبناء الجالية الجزائرية بالمهجر: (لقد كان هذا المنتزه الفندقي بمثابة مفاجأة سارة لنا، فلم نكن نتوقّع أن نجد مثل هذه المرافق الراقية والخدمات المتميزة، حقا لقد أضاف هذا المكان، بعدا جديدا لتجربتنا السياحية في وهران والجزائر عامة.).
كما أشاد صاحب وكالة “أمزيان” للسياحة والأسفار، أمزيان عبد الغني، بمجموعة الخدمات التي تقدمها القرية لضيوفها، وتسهيلاتها الراقية، سيما الأسعار التنافسية، والعروض التشجيعية، التي جعلت هذا المرفق السياحي، خيارا جذابا للنزلاء، الذين يبحثون عن تجربة إقامة راقية بأسعار معقولة.
وأشار السيد أمزيان أن (وكالتهم المختصة في تنظيم الرحالات داخل الوطن وخارجه، الكائن مقرها بسطيف، تسعى للمساهمة الجادة في جعل السياحة الداخلية، خيارا سهلا وميسورا التكلفة أما المواطنين، من خلال مساعدة السياح على التخطيط لرحلاتهم وتنظيمها وتقديم عروض وحزم سياحية بأسعار جدا منخفضة).
واعتبر المتحدث ذاته أن (تطوير السياحة الداخلية في الجزائر، له انعكاسات إيجابية على المستوى الثقافية والإجتماعي، من خلال تعزيز الهوية الجزائرية والإنتماء الوطني، كما تساعد على نشر الوعي البيئي والحفاظ على الموارد الطبيعية للبلاد).
علاوة على ذلك، يقول صحاب وكالة أمزيان للسياحة والأسفار، أن (هذا النوع من السياحة، يعد فرصة لتقريب المواطنين من مختلف أنحاء البلاد وتعزيز التواصل بينهم وبناء علاقات جديدة، من خلال اكتشاف المناطق المختلفة، والتعرف على تنوع ثقافاتها).
كما نوّه السيد أمزيان عبد الغني بالجهود التي تبذلها الجزائر لتطوير صناعة السياحة، باعتبارها قطاعا اقتصاديا مهما ذات تأثير إيجابي على الإقتصاد والمجتمع، وأداة فعّالة لتحقيق التنمية المستدامة والرفاه الإجتماعي، وخصوصا تنمية وتطوير البنية التحتية لجذب السياح، وتوفير كل الظروف الملائمة لأصحاب الوكالات السياحية، وفق تعبيره.
وختاما، يعكس نجاح هذا المشروع السياحي الجديد في وهران، الإمكانات الهائلة التي تتمتع بها الجزائر في قطاع السياحة، ويؤكد على أهمية المشاريع الفندقية الحديثة والمتطورة في جذب السياح وتعزيز تنافسية الوجهات السياحية الجزائرية على المستوى الإقليمي والدولي.