كلمة قوجيل تؤكد التوجهات الكبرى للدولة ومبادئهــا الثابتــة الرافضـة للاستعمــار
تواصل الجزائر دعمها اللامشروط لقضايا التحرر حول العالم، بهدف التخلص من نير الاستعمار، وخاصة قضية الصحراء الغربية التي تُعد آخر مستعمرة في إفريقيا وهذا ما أكد عليه رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل، مجددا دعم الجزائر للشعب الصحراوي وحقوقه المشروعة التي تقرها المواثيق الأممية وميثاق الاتحاد الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب، لاسيما وأن الجمهورية العربية الصحراوية عضو مؤسس لهذا الاتحاد سنة 2002.
أشاد قوجيل بنضال الشعب الصحراوي ضد الاستعمار المغربي وصموده البطولي أمام الاستبداد وجرائم الخداع والتزييف التي يمارسها المحتل المغربي، والذي يستمر في احتلال الصحراء الغربية منذ أكثر من 49 سنة، عقب اتفاق العار بين المغرب وإسبانيا المستعمِر السابق للإقليم في عام 1975.
صــوت الحــق
في هذا السياق، يرى الدكتور عبد القادر منصوري، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، في تصريح لـ «الشعب»، أن كلمة رئيس مجلس الأمة خلال افتتاح الدورة الثانية عشرة للجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو بجامعة بومرداس، تؤكد مرة أخرى على التوجهات الكبرى للدولة الجزائرية ومبادئها الثابتة الرافضة لمنطق الاستعمار.
كما أبرز الدكتور منصوري، أن البيان حمل رسائل رمزية عندما أشار إلى أن النضال نهايته الانتصار مهما كانت التحديات، مستشهداً بثورة نوفمبر المجيدة والتي دحضت إحدى أكبر القوى الاستعمارية في العصر الحديث والقوى الداعمة لها في حلف الناتو.
كما قدم رئيس مجلس الأمة رسائل مباشرة حول الدور الجزائري المستقبلي خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن، حيث أكد أن الجزائر ستواصل دعم إفريقيا والقضية الصحراوية والقضية الفلسطينية خلال فترة عضويتها والتي بدأت في شهر جانفي من العام الجاري. وشدد الدكتور منصوري على أهمية السيادة الوطنية واستقلالية القرار.
وأشار إلى أننا نعيش مرحلة تحول كبيرة في بنية النظام الدولي وما يصاحبها من تغير في موازين القوى وتضارب في المصالح بين القوى الكبرى والتي تسعى إلى إطالة عمر النزاع بما يخدم مصالحها والجزائر، بالرغم من أنها ليست عضوا في هذا النزاع، إلا أنها على تماس مباشر به ما يؤثر على الاستقرار في المنطقة، لاسيما بعد الخرق المغربي لوقف إطلاق النار المبرم في 1991.
وأضاف الدكتور منصوري، أن الجامعة الصيفية تعتبر ملتقى هامًّا لإعادة التذكير بجرائم الاستعمار وبشاعته، والرد على الأطروحات والأكاذيب التي يقدمها.وأشار إلى أن احتضان قسم العلوم السياسية لهذا الحدث يحمل رمزية خاصة، حيث يلعب الطلبة الصحراويون دورا رئيسيا ومهما في الحفاظ على زخم النضال والاستعداد للصراع الفكري الذي يحاول الاستعمار المغربي فرضه من خلال ادعاءاته المستمرة منذ احتلاله للإقليم، مثل مسألة التبعية والبيعة.وأكد أن هذه المصطلحات باتت بالية وأبطلها الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية في عام 1975، الذي أكد أنه لا سيادة سابقة لموريتانيا أو المغرب على إقليم الصحراء الغربية.
كما أشار الدكتور منصوري، إلى أهمية مثل هذه الملتقيات في فضح انتهاكات المغرب، خاصة فيما يتعلق باستغلاله الثروات الباطنية والبحرية في الصحراء الغربية بدون وجه حق.
وأضاف، أن هذا الفعل تدينه مواثيق الأمم المتحدة، وأن إبطال محكمة العدل الأوروبية لاتفاق الصيد البحري خير دليل على ذلك.
ويعد احتضان الجزائر لهذا الملتقى شكلاً من أشكال العمل التضامني مع الشعب الصحراوي في طريقه نحو الاستقلال، خاصة وأنه شمل نخبًا سياسية وأكاديمية لمناقشة القضية الصحراوية ومستجداتها.
كما يعبر هذا العمل عن استمرار الجزائر في دعم قضايا التحرر في القارة الإفريقية ورفضها المستمر لمنطق سياسة الأمر الواقع، وذلك وفق مبادئ السياسة الخارجية الجزائرية والمواثيق الدولية التي أقرت بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.