الإعلامي علاء الدين رقيق... وداعا أيها الأديب

نورالدين لعراجي

انتقل إلى رحمة الله الكاتب والإعلامي المتواضع والحشوم، والمدافع عن أفكاره... علاء الدين ذلك الإنسان الذي لا تسمع نبرات صوته عندما يتحدث إليك، رحل علاء الدين رقيق مكي عن عمر ناهز السبعين عاما، بعد صراع مع المرض ألزمه الفراش إلى أن أخذه إلى جوار ربه بعد أكثر من 40 سنة من العطاء الثقافي والأدبي والإبداعي، الذي خصص له الفقيد كل وقته من خلال مقالاته الثقافية والأدبية منها.
كان شاهدا على أهم المراحل التي مر بها الأدب الجزائري من خلال احتكاكه بكبار الأدباء الجزائريين الذين كتب عنهم من خلال حوارات ودراسات نقدية لأعمالهمو من أمثال الفقيد الدكتور القاص عبد الله ركيبي وأبو العيد ودودو وبن هدوقة والطاهر وطار، بوجدرة وواسيني، وغيرهم من الأسماء الأدبية التي ساهمت في بناء المشهد الثقافي وأثرت الساحة الثقافية في عز مراحلها نهاية ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، اللتين شهدتا طفرة نوعية من خلال الحضور الأدبي والإنساني.
اشتغل الزميل علاء الدين رقيق في المجاهد الأسبوعي رئيسا للقسم الثقافي، حيث كان من الصحفيين الأوائل الذين التحقوا بالصحافة العربية في الجزائر بعد عودته من الأردن مباشرة.
ولأنه اختار الكتابة الأدبية وعشق الحرف العربي، واصل شغفه بذلك حتى بعد تقاعده، أين وجد نفسه في حاجة ماسة إلى فضاء أسبوعي، يسجل من خلاله إفضاءاته المتناثرة، ووفق في ذلك بعد ما منح له الإعلامي نذير بولقرون مساحة سجل من خلالها حضوره الروحي والأدبي إلى أن عجز الجسد عن تحمل الآلام، أين انزوى هناك في بيته كغزال جريح يتقاسم الألم وحده إلى أن توارى عن الأنظار وصعقنا بموته المفاجئ.
علاء الكاتب واصل عهده مع الكتابة وأصدر مجموعة من الكتب، حيث صدر له العام الماضي عمل روائي تحت عنوان: «الدخول إلى الغابة المحترقة «، كما توجد لديه أعمال تنتظر الطبع وهي حلمه الذي ربما كان ينتظره بفارغ الصبر، لكنه غادر الدنيا قبل أن يراه إبداعا ماثلا أمامه.
الزميل علاء الدين رقيق احتفظ له بصورة في الذاكرة في بداية التسعينيات، أين كنت متعاونا صحفيا في مجلة الأثير التابعة للتلفزيون الجزائري، وكان المدير الفقيد محمد بوغرارة من عرفني به، رفقة الزميل الأديب الطاهر يحياوي، وفي هذا اللقاء ترسخت في مخيلتي صورته إلى الآن لا تغادرني رغم أننا كنا نلتقي قرب مقهى شارع خميستي وكانت هي مقر الصحفيين والأدباء  مجازا.
وداعا علاء... وداعا أيها الزميل، حيث لا يسعنا في هذا المصاب الجلل إلا أن نعزي أهلك والزملاء من أصدقائك الذين افتقدوك فعلا وأنت الذي ظللت تكتب حتى بعد تقاعدك نهاية التسعينيات مساهما بمقال أسبوعي في جريدة صوت الأحرار، لا لشيء سوى أن الكتابة هي هاجسك الأبدي الأزلي وداعا... وداعا.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024