في اللغة العربية «الأذان» كلمة جميلة وهي عنوان كبير لإعلام الناس بمواقيت الصلاة، وطريقة من طرق التواصل القديمة، عمرها أكثر من 14 قرنا، وهي كلمة تفيد بضرورة سماع الآخر التي غُرست فينا ونحن نردد: «كلي آذان صاغية»!
الحوار كلمة منتشرة جدا في الأدبيات الحزبية والنقابية في العالم، تخرج للعلن تارة باسم حوار الأديان وتارة باسم التفاوض، ومرة باسم حقوق الإنسان، ورابعة باسم الجيوبوليتيكا متى تناطحت فيلة العالم على ملعب غير محايد اسمه أوكرانيا..
الركون إلى الاستماع والاستفادة من الآخر، في كل الأوقات، صفة لصيقة بمن يريدون التغيير نحو الأحسن وتطوير القدرات، وهي تقنية صينية أثبتت نجاحها ونجاعتها، حتى وهي تصنع من كل شيء «صورة طبق الأصل»، وتحول الاستقطاب الصناعي والتجاري الى أداة لاكتساح أسواق دولية كبيرة، ولو بحبات أرز تحتكر مع الهند إنتاجها، فتفتح طريق عبور نحو قطبية تتعاظم في العلاقات الدولية وميزان القوى العالمي.
الحوار فضيلة من فضائل «كلي آذان صاغية» التي عملت بها اليابان وهي تَخفضُ جناح ذُلّها من أجل رحمة التكنولوجيا، التي رفعها إلى مقام الدول المتطورة، وسط حوار الحضارات، التي ترفع رايته بجدارة واستحقاق.
الاستماع إلى الآخر ضرورة، ينبغي زرعها في النصوص والهواء، في اليابسة والبحر، في الإدارة والتجارة، في السياحة والملاحة، في الحاضر والمستقبل..
هي مفتاح تفادي البيروقراطية، والفساد بنوعيه المادي والأخلاقي، تفادي تكرار تجارب فاشلة، تكرار ما سبق ومورس في بلدان أخرى وثبتت محدوديته، تفادي السقوط في متاهات تختصر من عمر التطور فصولا، أو تتسبب في بؤر توتر على شاكلة ما يحدث في مناطق كثيرة، تحول فيها الروحاني، في غياب الحوار والاستماع إلى الآخر، إلى شلالات دم لن تجف غدا..
الآذان المفتوحة على التطور مرحلة مهمة متى بلغناها، تختصرُ الطريق نحو التميز والخروج من التبعية للآخر، سواء كان إستعماريا، أو نيو-كولونياليا، وتطوي صفحة آذان وأفواه ترفض التغيير..