إجماع على تثمين مسار أحد أعلام الجزائر

بوعمران الشيخ محور ملتقى بالبيض

نورالدين رحماني

أجمع الحاضرون في الملتقى الوطني الأول حول فكر ومسار الدكتور الشيخ بوعمران، العالم ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى - سابقا بالجزائر، والموسوم بـ «هموم مفكر واشتغالات موسوعي»، على أن الدكتور بوعمران يعد أنموذجا صادقا للمثقف العقلاني والمفكر الملتزم الهادئ المتشبع بالقيم العربية والإسلامية.

الملتقى احتضنه المركز الجامعي نور البشير بالبيض، أمس، كبادرة الأولى من نوعها، عرفانا بمسار أحد علماء الجزائر البارزين، أشرف عليه والي البيض بحضور رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بوعبد الله غلام الله، وبحضور أكثر من ثلاثين دكتورا وباحثا من مختلف مناطق وجامعات الجزائر.
استهله رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بكلمة أكد فيها، أن احتفاء الأمة بعلمائها ومفكريها دليل على أنها تسير على خط الاستقامة والصواب، وأنها تتلمّس بذلك طريق النهوض والصعود، علماء من طينة الشيخ بوعمران، يحق لكل جزائري أن يفخر بهم. قبل أن يضيف، أن الراحل قضى 70 سنة في طلب العلم ونشره وأطر مئات الدكاترة وعلى الجميع أن يتحمل المسؤولية ويبرز مآثر وتاريخ الرجل وسيرته.
 وتنوعت المداخلات التي قدمها الأساتذة المحاضرون، بين إبراز مسيرة ومسار المفكر الملتزم، الحديث عن المشروع الفكري لأبي عمران، قراءة نقدية في إسهامات بوعمران الفكرية والفلسفية، ومباحث في الهوية في فكر بوعمران وغيرها من المداخلات التي لقيت تجاوب الحضور وأبرزت القيمة والإسهام الفلسفي لشيخ في الحضارة العربية والإسلامية، وأخذت واقعية الخطاب الديني والفلسفي للدكتور الشيخ بوعمران وارتباطه بمصير وهوية الجزائريين، الحيز الأكبر من المداخلات.
 في حديثه عن الشيخ بوعمران، أبرز الدكتور بن سعيد محمد، الأستاذ بالمركز الجامعي البيض، دور الشيخ في بعث مشروع نهضة خاص بالجزائر مبدأه الهوية العربية الإسلامية، معتمدا على الأنموذج العقلاني الروحي المتشبع بالروح الأصيلة للإسلام. وصرح الأستاذ بن سعيد، أن الشيخ بوعمران لا يقل شأنا عن ابن رشد، بالنظر الى إسهاماته الكبيرة في بعث النهضة والعلوم الإسلامية واعتماده على الموروث الحقيقي الأصيل للأمة الإسلامية في استنباط النهضة.
 أبرز أستاذ التاريخ بوطاجين عبد القادر، أهم المحطات التي مر بها مسار الرجل الثوري المجاهد بمدينة البيض، بداية من إنشاء فوج الكشافة الإسلامية بمدينة البيض، رفقة رفيق دربه بوعلام باقي، والصعوبات التي واجهتهم مع المستعمر الفرنسي آنذاك وقيامهم بالعديد من الأعمال الوطنية لصالح الأمة الجزائرية تحت غطاء الكشافة الإسلامية، بالرغم من أن الفترة كانت تتميز بسطو وجبروت فرنسا وبمنطقة معزولة سياسيا أنذاك.
أكد المشاركون في توصيات، على أن عالم الجزائر عاش معلما مربيا ومات فيلسوفا زاهدا، والذي تم في ختامه تقديم جملة من التوصيات حول ضرورة الاهتمام بفكر ومؤلفات الشيخ بوعمران، مع ضرورة تعزيز الارتباط بمختلف الفاعلين في الحقل الثقافي والفكري، بغية التأسيس لخطاب نهضوي يعمل على تحريك الواقع العربي الإسلامي الراكد. بالاضافة الى ضرورة تسليط الضوء على المجهود الفكري للمفكر المرحوم، كما تم إبرام اتفاقية تبادل علمي بين المجلس الأعلى الإسلامي ومركز الجامعي نور البشير البيض.
 وبالمناسبة أكد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، ضرورة نشر مذكرات الدكتور الشيخ بوعمران بعد ترجمتها من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024