تستعد عاصمة الغرب الجزائري، وهران، خلال موسم الاصطياف 2022، لتدفق أعداد كبيرة للسياح من داخل وخارج الوطن، بعد سنتين من الحصار الخانق الذي فرضته جائحة كرونا على العالم بأسره.
لكنّ الباهية هذه الصائفة، سترفع تحديين اثنين؛ الأول يتعلق باستقبال موسم الاصطياف، والثاني بإنجاح دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وتشريف صورة الولاية بالدرجة الأولى، والجزائر في الدرجة الثانية.
ضبطت الأجهزة الأمنية مخططات خاصة لضمان الأمن والسكينة، طيلة موسم الاصطياف، خاصة وأن صيف هذا العام سيحتضن حدثا متوسطا، يأتي بعد 47 سنة عن احتضان الجزائر لطبعة 1975، الأمر الذي يتطلب جهودا مضاعفة علي مختلف الأصعدة.
وفي هذا الشأن، صرح رئيس فصيلة أمن الطرقات بالمجموعة الإقليمية للدرك الوطني بوهران، يحياوي منور، في منتدى إذاعة وهران، أنّ «المخطط الأمني الخاص بموسم الاصطياف، يرتكز على التواجد الميداني الفعال للوحدات الفرعية، خاصة في المكان والزمان، من منطلق أنّ الدراسات التحليلية الدائمة لحالات الاعتداءات على مستوى الولاية، تسري في فترات جدّ محدّدة.»
وقد جنّدت المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بوهران، استنادا إلى نفس المصدر، كلّ الإمكانيات المادية والبشرية لضمان الأمن والسكينة، خصوصا بالأماكن التي ستشهد إقبالا كبيرا للمواطنين عبر الشواطئ والغابات والمعالم الأثرية والمركبات السياحية والمقاهي والمطاعم وأماكن الترفيه والساحات العمومية.
ويهدف المخطط أيضا لتأمين شبكة الطرقات بإقليم الولاية، وخاصة الطرقات المؤدية إلى داخل الولاية، ناهيك عن محطات النقل، وكذا المركبات السياحية للمواطنين على مستوى المرائب؛ وقد سجّلت الدراسات التي أعدّتها ذات المصالح، السنوات الماضية، عدة اعتداءات من طرف فئة قليلة، وفق ما أشير إليه.
وحسب ما أفاد به النقيب يحياوي، فقد تم اتخاذ جميع الإجراءات الأمنية اللازمة لضمان التواجد الدائم والمستمر في الميدان لمعاينة المخالفات والجرائر المرورية، وذلك من خلال وضع تشكيلات ثابتة ومتنقلة، مع تكثيف نشاط السرية الإقليمية لأمن الطرقات، بدعم وحدات أخرى.
كما كشف عن استعدادات المجموعة الأقليمية للدرك الوطني بوهران لإنجاز سدود أخرى ثابتة وشبه ثابتة، طيلة موسم الاصطياف، سيّما عبر الطرق ذات الكثافة المرورية الكبيرة، على غرار الطريق الوطني رقم 84 المؤدي إلى عيون الترك، ذلك بالإضافة إلى السدّ الدائم، المتواجد بالكرمة.
كما تطرق رئيس فصيلة أمن الطرقات، النقيب يحياوي منور، إلى الحملة التحسيسية التي أطلقها نفس الجهاز بالتنسيق ومحافظة الغابات، منتصف ماي المنصرم، وستتواصل إلى طوال شهر جوان الجاري، للتوعية والتحسيس من أخطار حرائق الغابات والمزارع.
وتأتي هذه الحملة التحسيسية التي تستهدف مختلف الغابات التي تعرف توافدا كبيرا، لتوعية المنتزهين والسكان المجاورين لها بأبرز الأسباب المؤدية إلى نشوب الحرائق وسبل الوقاية منها، وفقا لما صرح به المسؤول الأمني، لافتا إلى أنّ « 99% من الحرائق ناجمة عن خطأ لا إرادي، ويبقى 1% تحت المتابعة والرقابة الشديدة من خلال الانتشار الواسع لوحدات الدرك.»
إجراءات للتكيّف مع الظرف
بدورها، ضبطت مصالح أمن ولاية وهران، برنامج ومخطط وقائي وردعي، سخرت فيه كل الإمكانيات المادية والبشرية لأجل راحة وأمن المصطافين وحماية الممتلكات، حسبما أكدته الملازم الأول، كفيف أمينة، من خلية الاتصال والعلاقات العامة بنفس المديرية، في تصريح لـ «الشعب».
وأوضحت كفيف أنّ «التوقعات تشير لتسجيل إقبال كبير وكثيف من قبل المواطنين والعائلات لهذا الموسم لمدينة وهران؛ الأمر الذي يتطلب إجراءات أمنية خاصة للتكيف مع هذا الظرف، انطلاقا من تكثيف التشكيلات الأمنية المسخرة حسب متطلبات وخصوصية المنطقة، فضلا عن تعزيز سبل الشراكة الأمنية.»
ويرتكز المخطط الأمني أساسا على تأمين التظاهرات الرياضية والثقافية المبرمجة، إلى جانب العمل على مرافقة المواطنين وحمايتهم من خلال تحديد النقاط السوداء وأوقات الذروة، مع تنظيم سلسلة من المداهمات لأوكار الجريمة، ناهيك عن السهر على فرض احترام النظام العام وتكريس ضوابط السلامة المرورية، وغيرها من المهام الشرطية، حسب نفس المصدر.
وفي الختام، نوّهت الملازم الأول، كفيف أمينة إلى أنّه «لا يمكن تحقيق هذه الأهداف بدون تعاون المواطن والشركاء الاجتماعيين، باعتبارهم الركيزة الأساسية في المعادلة الأمنية»، مذكرة بالرقم الأخضر 1548 ورقم النجدة 17 للتبليغ والمساهمة بأقصى قدر من المعلومات، خدمة للمواطن وتعزيز الأمن والأمان.
جهاز أمني وصحي
ويتزامن موسم الاصطياف مع العديد من التهديدات والمخاطر المحتملة، سواء المتعلقة بالتسممات وأخطار السباحة أو المرتبطة بحرائق الغابات وحوادث المرور؛ وهو ما جعل المديرية العامة للحماية المدنية تطلق حملة وطنية تحسيسية وتوعية للوقاية من مخاطر الصيف بصفة عامة، انطلقت منتصف شهر ماي، وتستمر طيلة الموسم الصيفي، وذلك بالتنسيق والتعاون مع الأجهزة الأمنية ومختلف الشركاء، بما فيهم محافظة الغابات.
من هذا المنطلق، ارتأت المديرية المحلية للحماية المدنية، برمجة جهاز أمني خاص للحدّ من حوادث المرور ومساعدة المصابين، خاصة وأنّ أغلب شواطي وهران، تقع في دائرة عين الترك؛ أي بين بلدية عين الترك والعنصر وبوسفر، حسبما أفاد به المكلف بالأعلام بنفس المديرية، عبد القادر بلالة.
توظيف 460عون موسمي
كشف النقيب بلالة في تصريح لـ»الشعب» على تواجد ثلاث مراكز إسعاف على طول الطنف الوهراني، تم تدعيمها بوسائل مادية وبشرية هامة، ومنها الدراجين وسيارة إسعاف مجهزة، خاصة وأنّه خلال الفترة الصيفية، يشهد هذا الطريق ازدحاما مروريا كبيرا، يفرض التعامل بالدراج المسعف من أجل تقديم الإسعافات الأولية اللازمة حتى وصول سيارة الإسعاف، كما قال.
وعلى مستوى الشواطئ، تم تحضير جهاز أمني وصحي خاص، تمثل في تسخير مختلف الإمكانيات المادية والبشرية الثابتة والمتحركة، بما فيها الوسائل المادية المستعملة في البحر، ومنها الزوارق المطاطية ونصف الصلبة، مع توظيف ما يفوق 460 عون موسمي، يساهموا رفقة أعوان الحماية المدنية المهنيين في توفير الراحة والأمن للمصطافين.
ونوّه النقيب عبد القادر بلالة في الختام إلى الخرجات الميدانية المشتركة على مستوى مختلف الغابات والمحاور الطرقية، مع برمجة عديد المنوارات، كمقياس لقياس درجة الجاهزية والتأهب، تحسبا لأيّ طارئ، خاصة من ناحية حرائق الغابات وحوادث المرور، وغيرها من البرامج الأخرى التي تدخل في شق واحد؛ وهو حماية الموطن في أمنه وممتلكاته، وفق تعبيره.