في يوم إعلامي بوزارة الانتقال الطاقوي

بن عتــــو: رهان على الانتقال الطاقوي المواطناتي

حبيبة غريب

بــوسليمـــاني: برامج تكويـن الصحفيــين متواصلــة

لا يمكن كسب رهان الانتقال الطاقوي الذي تجعله الجزائر في صلب التنمية الاقتصادية، دون تحسيس المواطن بأهميته وإشراكه في المشاريع العملاقة التي سطرته للخروج من عصر استعمال الطاقات النافذة إلى عهد الطاقات المتجددة، كما لا يتم هذا الانتقال الطاقوي المواطناتي دون وسائل الإعلام، الشريك الذي يعول عليه في عمليات التحسيس والتعريف وتبليغ الرسالة والدفاع عن استراتيجية الحكومة في هذا المجال.

اعتبر بن عتو زيان وزير الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة، أمس، خلال افتتاح أشغال محور اللقاء الإعلامي التكويني الذي نظمته الوزارة، بالتنسيق مع وزارة الاتصال، «أن الانتقال الطاقوي هو تحول منظومي، يستدعي عدة «انتقالات وتحولات»، كالتحول الرقمي والصناعي وما يرتبط بهما من أنظمة التطور الاقتصادي والتكنولوجي ومن تحديات الموارد؛ وتحول مجتمعي»، الأمر الذي يؤدي، بحسبه، «إلى تغييرات عميقة وجوهرية في أنماط الاستهلاك الإيجابي والمسؤول، وتأسيس ممارسات جيدة في نمط حياتنا ورفاهنا الاجتماعي والاقتصادي».
وأشار بن عتو إلى أن هذا التحول ينبغي أن يضمن «ثلاثية الأمن الطاقوي والأمن الغذائي والأمن المائي،» هذه العناصر الثلاثة «التي تعني المواطن بشكل مباشر»، الذي لابد أن يكون في الصورة ومطّلعا على كل ما يحمله مشروع الانتقال الطاقوي من إيجابيات تعود عليه بالمنفعة بالدرجة الأولى.
ومن أجل هذا تم، بحسب وزير الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة، تنظيم اليوم التكويني وفتح النقاش مع ممثلي الصحافة الوطنية، إدراكا من قطاعه «بأهمية العملية الاتصالية المؤسساتية» من جهة و»حتى يتسنى أن يتقاسم مع الإعلاميين «الرؤية بخصوص الرهانات المستقبلية في عالم الطاقة، التي تجعل من قطاع الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة، رافعة محورية في تعزيز النشاطات في قلب منظومة القطاعات الإستراتيجية، خصوصا الفلاحة، والمياه، والنقل واللوجيستيك» من جهة أخرى.
هذا الاتصال المؤسساتي يتجلى من خلال «وضع كل الخبرات والكفاءات في خدمة قطاع الإعلام الوطني، وإمداده بالمعطيات التقنية بشكل مبسط، ليشكل الإعلام، بحسب الوزير، «حلقة الوصل بين الوزارة والمواطنين لتسهيل عمليات الاتصال لتشجيع استخدام الطاقات المتجددة على امتداد فضاءات المجتمع على الأمدين القصير والمتوسط وكذا البعيد، بما يخدم الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة».
وشدد بن عتو على ضرورة «انخراط الإعلاميين ومرافقتهم للمشروع للتعريف بالحقائق التقنية والعملية والواقعية التي تتأسس عليها برامج الانتقال الطاقوي والمشاريع والخطط الإستراتيجية في بيئة ذات بعد مواطناتي»، هذا عن قناعة منه «بأن الرسالة الإعلامية الهادفة والمسؤولة والمؤثرة بما يخدم مصالح المجتمع، هي التي تشتمل على العناصر الثلاثة الآتية: محتوى الرسالة والوسيلة الإعلامية والمواطنين، وهم الذين نستهدفهم اليوم، من خلالكم أنتم الكفاءات الإعلامية الوطنية، كونكم تشكلون المكون الأساس والرئيسي للوسيلة الإعلامية».
بوسليماني: نحو إنشاء شبكة تواصل الإعلاميين
من جهته ثمّن وزير الاتصال محمد بوسليماني، الدور الذي يمكن للإعلاميين القيام به في سبيل إنجاح مشروع الانتقال الطاقوي وتوسيع استعمال الطاقات المتجددة، من خلال تبليغ الرسالة إلى المواطن والسهر على إنجاح العمليات التحسيسية».
وأشار بوسليماني في كلمته، إلى «ما يبذله قطاع الاتصال مـن جهود معتبرة لتجسيد سياسة الدولة الطموحة لكسب رهان الانتقال الطاقوي والتي يوليها رئيس الجمهورية أهمية كبرى والتي «تقوم أساسا على مقاربة أفقية ونظرة استشرافية وعمل تشاركي - منسق متعدد الأطراف والفاعلين».
وأضاف، أن «المرافقة الإعلامية لهذه السياسة تحتاج إلى تكوين متخصص ومنتظم لأسرة الإعلام والصحافة عبر مختلف الوسائط»، كون «اكتساب المعارف والمهارات اللازمة في مختلف المجالات» تقوم أساسا على «تكوين العنصر البشري»، وهو الأمر الذي يشكل « محورا بارزا في برنامج عمل وزارة الاتصال».
لأجل هذا يقول، «نسعى إلى إقامة وتنفيذ شراكات متبادلة مع المؤسسات الوطنية ومختلف الفاعلين بهدف رفع كفاءة الإعلاميين وتحسين قدرات المهنيين عن طريق التكوين الذي يشمل عدة محاور، منها الاقتصاد الأخضر والطاقات المتجددة».
وذكر الوزير في هذا السياق، بـ»تكـوين قرابة 600 صحافي وإعلامي مـن القطاعين العمومي والخاص فـي المجال المتصل إجمالا بالبيئة وبالطاقات المتجددة». معلنا بالمناسبة عن «إنشاء شبكة تواصل للإعلاميين الجزائريين لحماية البيئة والطاقات المتجددة تساهم في توعية المواطن بحتمية واستبدال الطاقة النافذة» بمصادر الطاقة البديلة والمتجددة، وهو المشروع الذي يندرج في استثمارية البرنامج التكويني الذي انطلقت فيه وزارة الاتصال منذ 2020.
للإشارة، جاء هذا اليوم التكويني بهدف تحسين كافة وسائل الإعلام الوطنية حول أهمية الرهانات الخاصة بالانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة، من خلال المحاضرات التي تناول فيها رئيس ديوان وزارة الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة البروفيسور محمد حمودي موضوعا كالطاقات المتجددة في الجزائر.
في حين تطرق فوزي بن زايد مدير الطاقات المتصلة بالشبكة بوزارة الانتقال الطاقوي، البرنامج الوطني للنجاعة الطاقوية إلى مشروع «صولار-1000 ميغاوط».
 وتطرق مروان شعبان، مدير عام الوكالة الوطنية لتعزيز وترشيد استخدام الطاقة، إلى موضوع انتقال الطاقة في النظام البيئي للمواطن. كما تناولت محاضرة مصطفى هدام، مدير المركز الوطني للدراسات والتحليل للسكان والتنمية، موضوع «دور المواطن كشريك فعال في الانتقال الطاقوي».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024