محافظة الأمازيغية والمركز الدولي للصحافة

شراكة على ترقيــــة اللغـــــة الأمازيغيــــة كرصيد للجزائريين

أمينة جابالله/وأج

تزامنا والذكرى 27 لتأسيس المحافظة السامية للأمازيغية، تم التوقيع على اتفاقية تعاون وشراكة بين المحافظة السامية للأمازيغية والمركز الدولي للصحافة بإشراف وزير الاتصال محمد بوسليماني، كما تم على هامش الحدث انطلاق الدورة الثانية الخاصة بتكوين الصحفيين الممارسين في الإذاعة الوطنية، عبر تقنية الزوم للتدقيق في محتوى المنصة الرقمية « تاغسما «.

نوّه محمد بوسليماني بالاتفاقية الموقعة، مشيرا في ذات الصدد، إلى أنّها خطوة تهدف إلى ترقية الأمازيغية كلغة وطنية ورسمية وتوسيع توظيفها وحضورها الإعلامي باعتبارها مكونا جامعا للهوية الوطنية وأداة فعالة للاضطلاع برسالة الإعلام والاتصال التي تعرف تغيرات جوهرية وتنافسا حادا بفضل الرقمنة.
وأكد وزير الاتصال في كلمة له بالمناسبة أهمية «المساهمة الاحترافية» للإعلام الوطني في إنجاح المواعيد الكبرى التي تتأهب الجزائر لاحتضانها و»تفويت الفرصة على أعدائها الذين يوظفون الإعلام الافتراضي للإساءة إليها».
الاحترافية في إنجاح المواعيد الكبرى
كما أوضح بوسليماني، أنّ «هذا الإعلام الذي كان دوما وفيا لقضايا الوطن سيؤكد مساهمته الاحترافية في إنجاح المواعيد الكبرى التي تتأهب بلادنا لاحتضانها، على غرار الطبعة 19 للألعاب المتوسطية والذكرى الستين لعيدي الاستقلال والشباب والقمة العربية المقبلة».
وأضاف أنّ هذه المساهمة من شأنها «تفويت الفرصة على أعداء الجزائر الذين يوظفون الإعلام الافتراضي للإساءة إلى بلادنا، خاصة عن طريق بث المعلومات المغلوطة وترويج الأخبار الكاذبة والتعتيم على الإنجازات المحققة في مختلف المجالات».
وأكد الوزير أنّ «هذا الواقع والتحولات العميقة التي تعرفها بلادنا وسط بيئة إقليمية ودولية مضطربة وأحيانا معادية تؤكد ضرورة تعزيز العمل التشاركي وتنسيق الجهود، لاسيما في مجال الإعلام والاتصال».
ولدى تطرقه إلى الاتفاقية الموقعة بين المركز الدولي للصحافة والمحافظة السامية للأمازيغية، أبرز بوسليماني أنّ التكامل المؤسساتي أضحى «ضرورة تمليها التحديات التكنولوجية التي استحدثت واقعا إعلاميا يهدد خصوصيات الدول وعناصر تماسكها»، وهو ما يتطلب —مثلما قال— «مزيدا من اليقظة وتضافر الجهود من أجل ترقية دور وسائل الإعلام والاتصال في الدفاع عن مقوّمات هويتنا المشتركة ووحدتنا الوطنية، لاسيّما اللسان العربي والأمازيغي».
واعتبر هذه الاتفاقية بمثابة «إجراء عملي يكرّس مقاربة التنسيق والتشاور والتكامل المعتمدة في برنامج عمل وزارة الاتصال» وهي «لبنة جديدة تضاف إلى صرح التعاون المؤسساتي، تعزيزا لاستعمال اللغة الأمازيغية عبر فضاءات الإعلام ووسائل الاتصال المتنوّعة».
 ترجمة لمكتسبات جديدة
وفي ذات الصدد، صرح الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، سي الهاشمي عصاد، بأنّ هذا العمل المشترك  يهدف إلى تكريس الصفة الرسمية الدستورية للأمازيغية من خلال تحديد سبل إدماجها الناجح والتام في المنظومة الوطنية للاتصال ليكون متجانسا مع أحكام قانون الإعلام الجديد»، الذي يعدّ من بين المخرجات الملموسة لتلك الشراكة الجادة والمثمرة القائمة بين المحافظة السامية للأمازيغية ووزارة الاتصال.
فهذا المسعى ـ استطرد يقول ـ «عرف دينامكية مميزة منذ توقيع بروتوكول تعاون في 9 أفريل 2015 كخطوة أردنا من خلالها تجسيد أحكام المرسوم الرئاسي رقم 95-147، المؤرخ في 27 ماي 1995، المتضمن إنشاء المحافظة السامية للأمازيغية المكلفة برد الاعتبار للأمازيغية وترقيتها كإحدى مقومات الهوية الوطنية وإدراج اللغة الأمازيغية في منظومتي التعليم والاتصال «.
واستنادا، إلى توضيحات عصاد فإنّ مثل هذه المبادرات تعتبر ترجمة واضحة للمكتسبات الجديدة التي حققتها الأمازيغية كعنصر من عناصر الهوية الوطنية الجزائرية وفقا لديباجة وأحكام الدستور الذي يوضح بشكل صريح أنّ تمازيغت لغة وطنية ورسمية، تعمل الدولة على ترقيتها، وتطويرها بكل تنوّعاتها اللسانية المستعملة عبر التراب الوطني.
وفي تقديره، «يجدر بنا في هذا المقام أن نذكر بسلسلة من الاتفاقيات الموقعة مع أبرز الهيئات المنضوية تحت وصاية وزارة الاتصال على غرار التلفزيون الجزائري، يوم 12 جانفي 2020، المؤسسة العمومية للإذاعة المسموعة، يوم 19 أفريل 2021، دون أن ننسى ذلك التعاون الإيجابي والمثمر مع وكالة الأنباء الجزائرية منذ ماي 2015 ونأمل أن نجسّد خطوة ملموسة وهادفة أخرى مع الوكالة الوطنية للنشر والإشهار والمركز الوطني للوثائق والصحافة والصورة والإعلام».
وخلص إلى أنّ «كلّ هذه الدينامكية تؤكد ذلك الإلتزام الرائد لقطاع الاتصال العمومي في مسعى ترقية اللغة الأمازيغية في بلادنا في انتظار مواكبة هذه الخطوات من طرف المؤسسات الإعلامية في القطاع الخاص في المستقبل القريب».
كما أشار المتحدث، أنّ الاتفاقية التي تم توقيعها مع شريك فعال وذو خبرة مهنية عالية ألا وهو المركز الدولي للصحافة، تهدف إلى تبادل الخبرات في مجال تكوين الصحفيين، وكذلك تعزيز وتوسيع استعمال اللغة الأمازيغية في كل المنابر الإعلامية، لاسيما تلك القيمة المضافة التي تنتظرها في إطار تنفيذ البرنامج الرسمي للمحافظة السامية للأمازيغية.
في حين، أكد المدير العام للمركز الدولي للصحافة رؤوف معمري بأنّ الاتفاقية تعتبر مكسبا مؤسساتيا ستسمح بتعزيز مكانة اللغة الأمازيغية لاسيما تثمين دورها وتوظيفها عبر المحتوى الاعلامي، وهذا خدمة لارتقاء وصون صورة الجزائر وإنجازاتها، كما يتفتح من خلالها آفاق جديدة مع قطاع الاتصال لما له من دور هام في تثبيت مكانة اللغة الأمازيغية، ودورها في الحفاظ على أواصر الوحدة الوطنية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024