تمتلك القارة الإفريقية قدرات هائلة لا يمكن اختصارها في الموارد الطبيعية فقط ولكن في الطاقات البشرية الهائلة في قارة تشهد انتعاشا مطردا للطبقة الوسطى في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى مساحتها المترامية وأراضيها الخصبة الصالحة للزراعة وخاصة المنتوجات الاستراتيجية منها، في ظل اشتداد أزمة الغذاء ولا أدل على ذلك من الندرة المخيفة في المواد الغذائية الأساسية بعد اشتعال النزاع في أوكرانيا.
كل هذه الإمكانيات التي تمتلكها القارة الإفريقية جعلتها محط أنظار قوى دولية، من بينها تركيا التي احتضنت، قبل سنة من الآن، القمة الإفريقية –التركية.
ويبدو أن أنقرة تعوّل كثيرا على الجزائر من أجل ولوج السوق الإفريقية وعقد شراكات مع دول القارة، خاصة وأن الجزائر تشكل بوابة للقارة ليس من خلال وجهتها البحرية الشمالية ولكن بفضل عمقها القاري وحدودها الممتدة التي تتقاسمها مع تشكل همزة وصل للوصول إلى غرب القارة ووسطها.
يشكل التقارب المتزايد بين الجزائر وتركيا حلقة مهمة في التعاون والشراكة الإفريقية التركية، خاصة بعد إنشاء منطقة التبادل الحر الإفريقية التي يمكنها أن تفتح أفقا أرحب للتعاون والشراكة الاقتصادية بين افريقيا وتركيا؛ تقارب ستلعب فيه الجزائر دورا محوريا.