انطلقت الأيام الإعلامية الخاصة بمصالح الصحة العسكرية، أمس، بمركز الإعلام الجهوي «محمد مادي» بمدينة البليدة، والتي ستدوم حتى يوم الخميس المقبل، والهدف منها التعريف بمصالح الصحة العسكرية ومختلف هياكلها التكوينية وفرص الالتحاق بها.
قال اللواء نائب قائد المدرسة الوطنية للصحة العسكرية، لدى إشرافه على افتتاح التظاهرة إن الأخيرة تهدف إلى رسم الصورة الحقيقية للمؤسسة لدى مختلف أطياف المجتمع لتعزيز التلاحم بين الجيش والشعب.
وتعتبر مدرسة الصّحة في عين النعجة التي تحمل اسم الشهيد «قضي بن عيسى بن محمد» أهم المرافق التي تحوز عليها مصالح الصّحة العسكرية، فهي تكوّن الإطارات من الضباط في مختلف التخصّصات الطبية على غرار الطب، والصيدلة وطب الأسنان.
وتتوفر بالمدرسة قاعدة بيداغوجية صلبة حديثة ومتطورة تتمثل في قاعات الدروس، مخابر الفيزياء والكيمياء، مخبر ذكي للغات ومدرجات، وسائل للمحاكاة، أرضية إلكترونية للتعليم، مكتبة وقاعة للأنترنت.
وتضمن هذه المدرسة التي دخلت حيز الخدمة في 22 جوان 1987 تكوينات عسكرية – طبية وطبية إدارية متزامنة مع التكوينات العالية العامة والمتخصصة في العلوم الطبية في طور التعليم التدرجي (شهادة الدكتوراه) في الطب (8 سنوات)، طب الأسنان والصيدلة ( 7 سنوات).
يزاول بها أيضا التعليم ما بعد التدرج ( التكوين الإقامي) لمدة ما بين 4 أو 5 سنوات للحصول على شهادات الدراسات المتخصصة في العلوم الطبية، ويمكن الالتحاق بها بالتسجيل في موقع الانترنت لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي ثم إيداع ملف إداري على مستواها.
يضاف إليها مدرسة شبه الطبي التي يتكون بها ضباط الصف في تخصصات عدة مثل الإنعاش والتخدير والأشعة، وكذا المدرسة التطبيقية لمصالح الصحة العسكرية «يحي فارس» والتي تتولى تكوين تقنيين في مجال إدارة الصحة العسكرية، كما يوفر مركز التوثيق للصحة العسكرية الذي يقع داخل حرم مؤسسة عين النعجة للضباط المعلومات والوثائق والمطبوعات الطبية وشبه الطبية.
ويعتبر مركز التوثيق منهلا للعلم والمعرفة يقصده القراء بمختلف أصنافهم من طلبة، أساتذة، استشفائيين جامعيين نظرا لما يتوفر عليه من سندات علمية في شكلها الورقي والإلكتروني من قواعد معطيات طبية، مجلات علمية وموسوعات.
وللحفاظ على الجاهزية الدائمة لمصالح الصحة العسكرية تقوم مدرسة عين النعجة بتنفيذ تمارين بيانية دورية مثل تمرين الإمداد الطبي، إثر حادث كيميائي، تمارين البحث والإنقاذ « سار» ضمن نشاطات مبادرة 5+5 دفاع.
تستعمل المدرسة معدات ووسائل بيداغوجية متطورة يتم تحيينها بحسب الحاجة وغالبا ما تحاكي الواقع، مما تسهل عملية استيعاب المفاهيم النظرية لفائدة المتكونين، كما تسهم في الوقاية والتشخيص والاستقصاء والعلاجات والخبرة الطبية لفائدة المدنيين والعسكريين.
للإشارة، قامت مصالح الصحة العسكرية بنشر مستشفيات ميدانية مع إبقاء أطقم القطاع الصحي في حالة تأهب وجاهزية، إضافة إلى التحويل المؤقت لمؤسسات فندقية إلى هياكل صحية للتكفل بالمواطنين المصابين بفيروس «كوفيد 19» في عزّ الجائحة.
في حالة وقوع كارثة قد تؤدي إلى تدهور الوضع الصحي بالبلاد، أو اندلاع نزاع مسلح تتكفل مصالح الصحة العسكرية بمراقبة الإجلاء الصحي جوا وبرا، كما تقوم بنشر مستشفيات ميدانية ووضعها تحت تصرف المنظومة الصحية الوطنية.
وتشكلت النواة الأولى للصحة العسكرية خلال ثورة التحرير المجيدة من قبل ثلة من أطباء وممرضين كانوا يشتغلون في أرض المعركة، وبعد الاستقلال تعززّت بعدة مؤسسات استشفائية على غرار مستشفى «مايو» في باب الوادي، سنة 1964 بالعاصمة.
وعرفت الفترة الممتدة من 1966 إلى 1970 إعادة هيكلة وتنظيم مديرية الصحة العسكرية لتصبح مديرية مركزية لمصالح الصحة العسكرية تتوفر على مستشفيات ومستودعات جهوية للإسناد الصحي، كما كان افتتاح المستشفى المركزي للجيش يوم 22 جوان 1987.