بسبب الوضعية المتدهورة لمصالح الاستعجالات

قطاع الصحة ببومرداس أمام تحدّي تحسين الخدمات

بومرداس: ز - كمال

 يواجه قطاع الصحة بولاية بومرداس تحديات كبيرة هذه الأيام للتعامل مع تعليمات الوزير المتعلقة بإعطاء مهلة لا تتعدى 15 يوما لتهيئة وإصلاح ما يمكن إصلاحه بمصالح الاستعجالات التي تعتبر واجهة المؤسسات الاستشفائية والعيادات متعددة الخدمات، بالنظر إلى حجم النقائص التي تعاني منها والضغوطات اليومية التي تستقبل فيها المرضى ويعمل فيها الطاقم الطبي وشبه الطبي.
 تراكمت النقائص وزادت الضغوطات اليومية بمصلحة الاستعجالات الرئيسية للمؤسسات الاستشفائية الثلاثة في كل من الثنية، برج منايل ودلس وبدرجة اقل بالنسبة للوحدات الثانوية المنتشرة عبر 20 عيادة متعددة الخدمات، أغلبها بالبلديات النائية التي تستقبل اقل عدد من المرضى خلال 24 ساعة، وتقدم أفضل خدمات وتكفل بالمريض بشهادة الكثير من المواطنين الذين تنقلوا إلى هذه المراكز، وهذا مقارنة مع ما تعاني منه باقي المصالح بالمدن الكبرى.
كما زادت جائحة كورونا التي هيمنت على أغلب المصالح والتخصصات داخل المستشفيات من عمق الأزمة طيلة سنتين، حسب تصريحات عدد من الأطباء والممارسين في قطاع الصحة، حيث أدّت هذه الوضعية الاستثنائية من ناحية الخدمات الصحية إلى إلغاء أو تجميد مختلف العمليات الجراحية غير المستعجلة، وتهميش بعض التخصصات الأخرى وتحويل أجنحة بأكملها إلى مصالح لعلاج ومتابعة المصابين بفيروس كورونا.
أما من حيث المشاريع والبنى التحتية، فقد تسببت الجائحة في تأخر إنجاز وتهيئة عدة مشاريع توسعة كانت مبرمجة لفائدة قطاع الصحة بولاية بومرداس، بما فيها قاعات علاج بالمناطق النائية كانت مبرمجة لاسترجاعها، وتفعيلها من أجل السهر على تقديم أدنى الخدمات للمواطن لفك الخناق على مصالح الاستعجالات بالمستشفيات الرئيسية.
وقد جاءت تعليمات الوزير لمديري الصحة عبر الولايات بناءً على معطيات ميدانية وشكاوى كثيرة من قبل المواطنين، الذين عبروا عن تذمرهم من طبيعة الخدمات المقدمة بمصالح الاستعجالات التي تعج يوميا بالمرضى مقابل ضعف طاقة الاستيعاب، وغياب وسائل العمل الضرورية في عدة مستشفيات أقلها الأشعة وأزمة التحاليل بمخابر المستشفيات، فمن النادر حسب تصريحات بعض المواطنين «أن يجد المريض كل أنواع التحاليل أو على الأقل أهمها بمخبر المستشفى حتى في الحالات المستعجلة بحجج متعددة، في حين من المستحيل أن يتم إجراء هذه التحاليل، وحتى كشف الأشعة في الحالات العادية، وهو ما شجّع المخابر الخاصة التي انتشرت كالفطريات في محيط المؤسسات الاستشفائية».
أزمة أخرى يعاني منها المريض بولاية بومرداس، وتتعلق بصعوبة إجراء أشعة سكانير واريام بمستشفيات الولاية التي تتواجد فيها كالثنية وبرج منايل أحيانا بحجة العطل أو مشكل تسيير وصيانة هذه الأجهزة الطبية الحديثة، وبالتالي شجع الأطباء الخواص على الاستثمار في المجال، في حين تبقى قضية النظافة داخل مصالح الاستعجالات متفاوتة من مؤسسة إلى أخرى بولاية بومرداس، ونفس الأمر بالنسبة لمسألة التعامل مع الحالات المعقدة التي توجه اغلبها للمستشفى الجامعي نذير محمد بتيزي وزو أو العاصمة لغياب مستشفى مرجعي، في انتظار تسليم مشروع 240 سرير بعاصمة الولاية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024