فتح مناصب مالية جديدة في التخصّصات الرياضية

رد الاعتبار للرياضة المدرسية استثمار وتحدّ حقيقي

خالدة بن تركي

 خبـــير تربـــوي: قـرار يحتـاج إلـى إرادة قوّيـة لتطبيقــه

 تعكف اللجنة المشتركة بين قطاع التربية ووزارة الشباب والرياضة التي ستباشر أشغالها ابتداء من الغد على دراسة موضوع التربية البدنية والرياضة المدرسية في مرحلة التعليم الابتدائي وسبل ترقيتها وما يلزمها من تأطير ومرافق وهياكل مناسبة للمادة، هذه الخطوة اعتبرها الفاعلون في قطاع التربية بالإيجابية لبعث الرياضية المدرسية، انطلاقا من الموسم الدراسي المقبل.
ثمنت تنسيقية التعليم الابتدائي فتح ورشات وزارية موسعة لبعث الرياضة المدرسية، فقد كان المطلب أولي للتنسيقية في الاجتماع الشهير سنة 2019 ، حيث أخذ الموضوع حيزا هاما في الاجتماع وخلص لضرورة فتح مناصب مالية لخريجي الجامعات في التخصصات الرياضية وإعفاء أستاذ اللغة العربية من هذه المادة،لأنه لا يمكنه تحقيق كفاءة في مادة هو أصلا ليس مختصا فيها ولا يملك التكوين اللازم، لأن المواهب وصقلها وتكوينها واستقطابها يكون في المرحلة الابتدائية.
أكد المتحدث باسم التنسيقية بلال تلمساني، أن نجاح هذه الخطوة مرهون بتوفير أخصائيين في المجال للاستفادة من المادة الخامة، و التي استطاعت الجزائر في وقت سابق اكتشاف وتكوين العديد من المواهب أصبحوا أبطالا ورفعوا الراية الوطنية في محافل دولية كبرى، فبعث الرياضة المدرسية بالاعتماد على خريجي الجامعات يعتبر تحديا واستثمارا حقيقيا من الوزارة الوصية، ونحن نثمنه و نعتبره مكسب للمدرسة، بشرط فتح مناصب مالية للمادة المذكورة.
واعتبرت التنسيقية، أن الخطوات الميدانية الأخيرة للوزارة من فتح مناصب مالية لمشرفين تربويين في الابتدائيات وأساتذة أخصائيين في التربية البدنية تفعيل لالتزاماتها المختومة مع ممثلي الأساتذة سنة 2019 بمحضر رسمي نشر عبر المواقع.
قال في سياق موصول، إن الوزارة أظهرت من خلال خطواتها في إصلاح الطور الابتدائي خطوات جديرة بالتثمين والتشجيع، خاصة وأن ضخ يد عاملة تساعد الأستاذ في أداء من مشرفين  وأساتذة التربية البدنية و تقديم الوسائل و الإمكانيات اللازمة ستنعكس على الأمدين المتوسط والبعيد على رفع مستوى التعليم، لأن المقاربة بالكفاءات تعتمد أساسا على الاحتكاك الدائم بالتلميذ وهذا يلزمنا إمكانيات بشرية ومادية.
وأكد أيضا، أن الاستثمار في العنصر البشري مهم لتحقيق تنمية مستدامة فأوروبا تعتمد على كشافي المواهب لمتابعتهم والاستفادة منهم في كل المجالات بما فيها الميول العلمية، الأدبية والرياضية و غيرها، وهذا لا يكون إلا بتخطيط واستشراف يوازي الهدف و البعد الوطني الحساس لقطاع التربية، كما أنه لا طالما رفع أساتذة التربية البدنية مطلب التوظيف وفتح باب في الطور الابتدائي، والذي سينعكس إيجابا على مستوى التلميذ، والذي يكون دائما متحمسا لهذه المادة التي يحبذ التفاعل معها كطفل.
من جهته، قال الخبير التربوي بن زهرير بلال في تصريح لـ “الشعب “، إن الخطوة إيجابية بحاجة إلى تجسيد على أرض الواقع، لأن الطفل يحتاج إلى ممارسة أنواع من الرياضة المناسبة لعمره وحالته الجسمانية وموافقة لاستعداده البدني والنفسي، حيث تحتل هذه الأخيرة مكانة متقدمة في حياة الشعوب والأمم وتلعب دورا هاما في الحياة اليومية للإنسان، حتى أصبحت من أقوى أسلحة الدولة لتربية أبنائها وإعدادهم لحياة سعيدة هادئة.
وتولي الدول المتقدمة هذا الجانب أهمية خاصة، لإدراكها هذه الحقائق واستيعابها لها بأفق جديد يهدف إلى تحقيق سعادة حقيقية للمواطنين ورعايتها في مراحل مبكرة وبناء الشخصية الناضجة المتكاملة للمواطن، إلا أن واقع التربية البدنية في منظومتنا التربوية لا يزال يعاني الكثير من النقائص.
ولتسهيل تجسيدها ميدانيا- يقول المتحدث-، الوزارة مطالبة بفتح الأماكن المخصصة لذلك، مع توفير مؤطرين مختصين في المجال، على اعتبار أن أغلب المدارس الابتدائية تعيش وضعا مزريا جراء انعدام أو صعوبة تأدية هذه المادة، الأمر الذي سينعكس سلبا على المجتمع كله.
وعليه، فقرار دراسة تجسيد التربية البدنية في المدارس الابتدائية و السهر على توفير كل الإمكانات المادية والمعنوية سيؤدي إلى نتائج إيجابية على جميع المستويات النفسية، الاجتماعية أو الفكرية لدى التلاميذ، خاصة إذا أسند تدريسها لخريجي معاهد التربية البدنية الذين ينتظرون فرصتهم .

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024