انطلاق الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو ببومرداس:

المقاومة السلمية لإقرار حق تقرير المصير للشعب الصحراوي

بومرداس: حمزة محصول

أكد إطارات جبهة البوليساريو، مواصلة المقاومة السلمية لإقرار حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره واسترجاع سيادته الوطنية والترابية المغتصبة من طرف الاحتلال المغربي. وجددوا شجبهم الشديد لانتهاكات المخزن لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة وكل الممارسات الاستعمارية التعسفية، مشيدين في ذات الوقت بموقف الجزائر الثابت من قضيتهم العادلة وكل القضايا التحريرية عبر العالم.
توسطت، أمس، أعلام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، الأعلام الجزائرية من أمام المدخل الرئيسي لجامعة امحمد بوڤرة، إلى غاية قاعة المحاضرات المحاذية لدار الثقافة رشيد ميموني، أين أقيمت الطبعة الخامسة للجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو، التي أضحت تقليدا سنويا وملتقى معرفيا تنقاش فيه مختلف المستجدات الفكرية والسياسية والثقافية التي ترتبط من قريب أو من بعيد بالقضية الصحراوية وكفاح الشعب الصحراوي من أجل تقرير مصيره والاستقلال عن المحتل المغربي.
تشكل المبادرة التي أطلق عليها تسمية «جامعة أكديم أزيك» تخليدا للملحمة التاريخية بمخيم اكديم ازيك الشهير، عملا فكريا ونضاليا يضاف إلى الأنشطة الأخرى واللقاءات التي لا تتوقف جبهة البوليساريو ونخبة الشعب الصحراوي في تنظيمها لتعرية الخروقات المغربية لحقوق الإنسان وسلب الثروات الطبيعية، ناهيك عن التوقيف التعسفي والاعتقالات السياسية والمحاكمات غير العادلة الموثقة بالصوت والصورة، كما تعتبر نقطة تلاقي الطلبة والشباب مع أساتذة وباحثين للمساهمة في تكوين وتأطير فئة تحمل همّ وطموحات شعب الصحراء الغربية المستقبلية.
بعد عزف النشيد الوطني للجمهورية العربية الصحراوية، أعلن بلاهي السيد، رئيس الجامعة الصيفية، عن الافتتاح الرسمي للأشغال التي ستدوم إلى غاية 23 أوت الجاري، تحت شعار «سياسة التوسع وتصدير المخدرات المغربية عائق أمام تحقيق حلم الشعوب المغاربية».
وقال بلاهي السيد، إن الجامعة «تتزامن مع الحملة الوطنية والدولية من أجل إطلاق سراح جميع المعتقلين الصحراويين في سجون الاحتلال المغربي». وأوضح بشأن أهمية المبادرة، أنها «تهدف للاستثمار في العنصر البشري وتنمية مقدراته ومؤهلاته، وفرصة ثمينة لتبادل الآراء والأفكار واستخلاص العبر والاستفادة من التجارب».
وأكد أن الثورة التحريرية الجزائرية، تعد الملهم الأول للشعب الصحراوي الذي يرى فيها دروسا كثيرة في الصمود والمقاومة والتحدي. واعتبر أن تنظيم الجامعة الصيفية بأرض المليون ونصف المليون شهيد، «تؤكد من جديد على التحالف الاستراتيجي بين الدولتين وعمق الروابط والمصير المشترك بين الشعبين الصحراوي والجزائري».
من جهته، رأى الأمين العام لولاية بومرداس، في الروح الوطنية والحماس الذي يطبع الشباب الصحراوي، مدعاة للتفاؤل بالنصر القريب، واطمئنانا على مستقبل الجمهورية المغتصبة، وأكد على الاستمرار في الكفاح إلى غاية إقرار حق تقرير المصير وإقامة الدولة الصحراوية المستقلة، داعيا إلى توسيع دائرة النقاش لدعم وتعزيز اللقاءات السابقة.
واعتبر أن المخدرات المغربية التي تنتج وتروّج عبر حدود دول الجوار، خطرا داهما يفتك بالعقول ويهدد استقرار المنطقة.
سفير الجمهورية العربية الصحراوية بالجزائر، إبراهيم غالي، قال إن «الجامعة الصفية تكتسي أهمية بالغة، لما فيها من قيم علمية معرفية يتشبع بها من كفاح الآخرين خدمة لكفاح الشعب الصحراوي»، مضيفا أنه «منبر إعلامي وثقافي محترم ينجم عنها في كل مرة نتائج ملموسة تساهم في تأهيل وتكوين الإطارات الصحراوية».
ولفت غالي إلى معاناة الصحراويين، بالقول: «لقد تحملت جماهير الأرض المحتلة كل أساليب القمع من طرف الاحتلال المغربي، ونعبر عن تضامننا العميق مع المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية والمناضلين الذين يواجهون بصدور عارية بطش الاحتلال».
وأدان إبرهيم غالي، كل السياسات الاستعمارية والممارسات الشنيعة، وطالب بالإفراج الفوري عن كافة المعتقلين. وقال في تصريح صحفي، إن «المغرب لازال في غيّه وينتهج سياسة فاشلة لم تأت بجديد ولم يبد إرادة سياسية للتعاون مع المجتمع الدولي للتقدم في المفاوضات».
وأكد بدوره د.سعيد العياشي، رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، ثبات الجزائر على موقفها المساند للقضية الصحراوية العادلة، موضحا أن ذلك نابع من قيم ثورتها النبيلة وحرصها على مساندة حركات التحرر عبر العالم.
وأشار إلى أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قدم مساندة ودعما للشعب الصحراوي باقتناع عميق ووفاءً للثورة المجيدة.
وتهدف الجامعة للحوار حول مواضيع شتى، كما تعد مبادرة للتضامن مع شعب يطالب بحقه في تقرير المصير، مكرس في لوائح الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوربي وأزيد من 80 دولة تساند الشعب الصحراوي وتدعمه لاسترجاع سيادته.
واختتم عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو، سالم لبصير، مراسم الافتتاح، بالتأكيد على مواصلة النضال والمقاومة السلمية حتى ينال الشعب الصحراوي استقلاله، مشددا على أن مراوغات المغرب والتفافه المتواصل حول الشرعية الدولية لن يثبط عزيمة الصحراويين، خاصة وأن المجموعة الدولية كلها تجمع على الحق في تقرير المصير ولا توجد أية دولة تعترف بسيادته على أراضي الجمهورية العربية الصحراوية.
وحضرت وجوه جزائرية معروفة افتتاح الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو، على غرار موسى تواتي، الصادق بوقطاية ومحرز العماري. وتولى مدير المدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية البروفيسور محند برقوق، والدكتور إسماعيل دبش، التحضير البيداغوجي لورشات الجامعة التي ستنطلق، غدا الثلاثاء.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024