أكد وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، أن استهلاك الكهرباء في الجزائر عرف زيادة ملحوظة، خاصة في مناطق جنوب في البلاد، حيث وصل إلى الذروة، مبرزا أن سقف استهلاك الطاقة الكهربائية يختلف من منطقة إلى أخرى، وأن مناطق الجنوب التي تشهد درجات حرارة قصوى، تستهلك الكهرباء أكثر من أي منطقة في البلاد.
شدد الوزير خلال إجابته على انشغالات نواب المجلس الشعبي الوطني في جلسة علنية، أنه وفي إطار سياستها لدعم سكان الجنوب، اتخذت السلطات العمومية قرارا يتمثل في دعم جزئي لفواتير استهلاك الكهرباء لفائدة الزبائن ذوي الاستهلاك المنخفض والمتوسط في 23 ولاية بالجنوب ويتعلق الأمر بأدرار، تيميمون، برج باجي مختار، بشار، بني عباس، بسكرة، اولاد جلال، الوادي، المغير، غرداية، إليزي، المنيعة، جانت، الاغواط، ورقلة، تقرت تمنراست، عين صالح، عين قزام وتندوف.
وكشف الوزير، أن تلك الولايات سالفة الذكر، استفادت من تخفيض بنسبة 65٪ للاستهلاك البالغ 12 ألف كيلواط ساعي في السنة للمشتركين في المنازل والمزارعين، و25٪ النسبة للأنشطة الاقتصادية، إضافة إلى ولايات الهضاب العليا الثلاث وهي الجلفة، البيض والنعامة، التي استفادت من تخفيض بنسبة 10٪ لمشتركي الضغط المنخفض والمتوسط.
في ذات السياق، أوضح الوزير أن مبلغ دعم الدولة لفواتير الكهرباء لسنة 2020، والذي يخص هذه الولايات بلغ 18,9 مليار دينار جزائري، مفيدا أن ولاية باتنة لا تسجل مقارنة مع الولايات المذكورة سالفا نفس المستوى من استهلاك الكهرباء، بالرغم من أنها والولايات الأخرى لا تستفيد من هذا الدعم.
وأكد الوزير في نفس الإطار، أن أسعار الكهرباء منخفضة، لا تعكس حقيقة تكاليف الإنتاج والتوزيع والجهود المبذولة من طرف الدولة في المنبع، للحفاظ على نفس الأسعار وامتصاص العجز الناتج عن هذا الفارق بين السعر وتكلفة الإنتاج.
وأشار ممثل الحكومة، ان الدراسات الأخيرة أظهرت أن متوسط تعريفة الكيلواط ساعي للكهرباء في الجزائر، سواء بالنسبة للتوتر العالي والمتوسط والمنخفض، هي أدنى مقارنة بالدول المجاورة وحتى في العالم، كما أظهرت هذه الدراسات أن أسعار الطاقة في الجزائر في متناول الأسر التي تستهلك كهرباء الضغط المنخفض.
وشدد الوزير، على أن السلطات العمومية، تولي أهمية قصوى لتوفير الطاقة للسكان وتحسين الظروف الإجتماعية والاقتصادية للمواطنين، وقال إن «الدولة بذلت جهودا مالية وبشرية معتبرة لربط أكبر عدد ممكن من الأسر بالكهرباء في جميع ولايات البلاد.
في موضوع آخر، أكد للوزير أن ولايات الجنوب استفادت من عدة برامج للربط بالغاز الطبيعي، منها ولاية تقرت التي استفادت من شبكة ربط لأكثر من 7000 منزل بالغاز الطبيعي، ومكنت الجهود المبذولة بتغطية بنسبة 84٪ بالغاز، مشددا على أن قطاعه لم يدخر أي جهد في تلك المناطق التي تعرف ظروفا مناخية صعبة، خاصة في فصل الصيف.
وأشار إلى أن مصالحه المختصة أنجزت دراسة من أجل تزويد مطار تقرت بالوقود «في أقرب الأجال»، حيث سيكون صالحا للاستعمال في «الأسابيع القليلة المقبلة».
وحول الانشغال الخاص بربط المستثمرات الفلاحية بالكهرباء، أكد الوزير أن مصالح سونلغاز لم تدخر أي جهد في مرافقة المصالح الفلاحية، مع منح الكثير من التسهيلات، من حيث دفع تكلفة الربط وفواتير الاستهلاك، كاشفا بالمناسبة انه تم خلال العشرة أيام الأخيرة ربط أكثر من 2000 مستثمرة فلاحية بالكهرباء في إطار تنفيذ مخطط عمل الحكومة.