19 قتيلا منذ بداية رمضان

الدرك الوطني يطلق حملة للوقاية من حوادث الطّرق

خالدة بن تركي

 أجمع الخبراء والمختصّون في السّلامة المرورية، أنّ تغيّر النمط المعيشي والسلوكي خلال شهر رمضان يؤدي إلى ارتفاع حوادث المرور والإعاقات، هو ما سجل خلال الأيام الأولى من الشهر الفضيل، حيث أحصت وحدات الدرك الوطني عبر إقليم الاختصاص 49 حادثا مروريا مميتا، أسفر عن وفاة 19 شخصا وإصابة 64 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
 يعتبر شهر رمضان حسب المختصين من بين الأشهر التي تسجل فيها أعلى حصيلة لحوادث المرور مقارنة بسائر الأيام العادية، ما يستدعي الحيطة والحذر خلال هذه الفترة، والتزام السائقين بالوعي وعدم الإفراط في السرعة، والتقيد بقواعد السلامة المرورية، والابتعاد عن المشاحنات التي عادة ما تودي بحياة الأشخاص، خاصة في أوقات الذروة، أي اللحظات التي تسبق الإفطار.
العامل البشري وراء الحوادث
 قال الرائد بمكتب الإعلام والاتصال بمركز الإعلام والتنسيق المروري، سمير بوشحيط، في تصريح لـ «الشعب»، إنّ الأيام الأولى من رمضان أسفرت عن تسجيل ضحايا كثر، مشيرا إلى أن العامل البشري السبب الرئيسي في ارتفاع الحوادث، من خلال الإفراط في السرعة، حيث تم تسجيل 6 حوادث بسبب عدم تخفيض السرعة في المنعرجات، و4 حوادث نتيجة الإفراط في السرعة عند رداءة الأحوال الجوية، حيث سجّل أخطر هذه الحوادث في ولاية البويرة، أين تدخّلت وحدات الدرك الوطني من أجل تقديم المساعدة للمواطنين وتسهيل حركة المرور، إثر وقوع الحادث بالطريق السيار شرق - غرب بعد محوّل احنيف بحوالي 2 كلم باتجاه.
الحادث وقع بين مركبة سياحية وشاحنة الوزن الثقيل من نوع جرار طريقي، خلّف ثلاث قتلى وجريح. كذلك حادث مرور مميت بولاية برج بوعريريج، حيث وقع لمركبة سياحية إثر انحرافها وانقلابها، ممّا أدّى إلى وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة شخص واحد، كما سجّل خلال نفس الفترة حادث آخر بالطريق الوطني رقم 88 الرباط بين باتنة وخنشلة على مستوى بلدية مسيغة خلّف وفاة شخص واحد.
أكّد أيضا، أنّ التنقل في الأوقات غير المناسبة يتسبّب في حوادث المرور، نتيجة دخول السواق في مناورات خطيرة، خاصة في الفترة المسائية المتزامنة مع خروج العمال من مقر عملهم، والازدحام المروري الذي يحدث القلق والتوتر ويفقد السيطرة على المركبة أحيانا، لذا يجب عليهم تجنب أوقات الذروة لتفادي المناوشات التي قد تؤدّي إلى ما لا يحمد عقباه.
مخطّط أمني للتّدخّل السّريع
 سطّرت قيادة الدرك الوطني بمناسبة حلول شهر رمضان مخطّطا أمنيا، حسب طبيعة كل منطقة وتأهّبا لأي طارئ، حيث تم برمجة عدة حملات تحسيسية وتكثيف انتشار الوحدات في الميدان لضمان مراقبة فعّالة على شبكة الطرقات، مع تكثيف ومضاعفة الدوريات بالمحاور الرئيسية، يقول الرائد سمير بوشحيط.
وتشمل الدوريات الراكبة أو الراجلة، الأسواق والأماكن العمومية لاسيما المناطق التي تشهد كثافة مرورية، بالإضافة إلى وضع سدود توجيهية لإعطاء الحلول المناسبة الميدانية لمستعملي الطريق في حال تسجيل اضطرابات في السير، حيث يهدف المخطط - بحسبه - إلى توفير الراحة والطمأنينة التي تضمن التخفيف من حوادث المرور، مع ضمان التدخل السريع أثناء الحوادث.
وتحدث أيضا، عن الخلية المكلفة بتوجيه الوحدات في الميدان في حال وقوع حوادث المرور أو في حال طلب النجدة من طرف مستعملي الطريق من أجل توجيه الأقرب إليهم لتقديم المساعدة، وتسهيل حركة المرور أمام المارة، حيث وضمانا للسلامة المرورية نظّمت مصالح الدرك الوطني حملة تحسيسية وطنية بالتنسيق مع مختلف الفاعلين في مجال أمن الطرقات تحت شعار «رمضان آمن سوقوا بحذر»، من أجل مرافقة مستعملي الطريق، والتقليل من حوادث المرور إلى أدنى حد ممكن.
قام أفراد الدرك الوطني بتحسيس مستعملي الطريق، لاسيما من مخاطر قلة النوم، التعب والإرهاق وتأثيراتها على السياقة والإفراط في السرعة وفقدان التركيز، خاصة قبيل الإفطار والمشاحنات أثناء السياقة، وكذا المناورات الخطيرة التي يرتكبها بعض السواق، والتي تؤدي إلى حوادث مرور مميتة في هذا الشهر الذي يتميز بطابع استثنائي، لما له من تأثيرات مباشرة على سائقي المركبات، وبروز سلوكيات سلبية منها الإفراط في السرعة، مواصلة السياقة بالرغم من التعب والإرهاق الذي من شأنه المساس بالسلامة المرورية، نتيجة تغير النمط المعيشي اليومي خلال هذه الفترة.
ترتكز الجهود على تحسيس مستعملي الطريق بعدم الإفراط في السرعة قبل الإفطار، خاصة وأن مختلف المناورات الأخيرة المرتكبة بهدف الوصول في وقت أسرع، فقدان التركيز في السياقة في الساعات الأخيرة التي تسبق موعد الإفطار، التعب، الإرهاق وتأثيره على قيادة المركبات، كذلك تأثير عامل السهر وقلة النوم، حيث أعطيت توجيهات للكف عن بعض السلوكيات الخاطئة المرتكبة، خاصة أوقات الإفطار.
ويشمل المخطط وبهدف التقليل من حوادث المرور، تقديم مساعدات أثناء الطريق بالسماح للسائقين الإفطار أمام النقاط الأمنية، كأسلوب وقائي من الحوادث خاصة سواق الحافلات والوزن الثقيل الذين يسلكون مسافات طويلة في المناطق الجنوبية وأقصى الجنوب، حيث يعد الإفطار وسيلة لبعث التركيز من أجل مواصلة السير إلى وجهتهم.
وعليه، شدّد المختصّون في السّلامة المرورية على سائقي المسافات الطويلة أخذ قسط من الراحة، حتى لا يتسبب لهم التعب في انخفاض مستوى الفعل ورد الفعل لديهم، خاصة وأن القيادة باتجاه المسافات الطويلة تحتاج لتركيز متواصل، لذا ينبغي التعقل وضبط النفس والابتعاد عن المشاحنات، خاصة خلال شهر رمضان، أين تشتد العصبية والتوتر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024