الاستشارة الطبية ضرورية أياما قبل شهر رمضان
حذّر أطباء ومختصّون من مخاطر الصوم لدى بعض مرضى السكري، وإمكانية اصابتهم بمضاعفات صحية خطيرة يكون ظهورها مؤجلا إلى ما بعد انقضاء شهر الصيام، مؤكدين بأن الطبيب المعالج هو وحده الذي يحدد حالة المريض وقدرته على الصوم من خلال تقييم الوضع الصحي قبل أيام من بداية شهر رمضان.
دعا أخصائيون في مرضى السكري إلى ضرورة مراجعة الطبيب والامتثال لنصائحه بخصوص امكانية الصوم، وعدم اتخاذ القرار دون الاستعانة برأي المختص نظرا للمخاطر الصحية التي يمكن أن يتعرض لها المريض بعد فترة تصل إلى 3 أشهر، ويصبح العلاج في مثل هذه الحالات صعبا، ويقلل من نسبة نجاح العمليات الجراحية التي يخضع لها المريض، وبالتالي فإنّ الأطباء ينصحون باتخاذ كافة الاحتياجات الوقائية لتجنّب المضاعفات الخطيرة.
وأشار الأخصائيون إلى أن الأعراض الخطيرة التي يعاني منها بعض مرضى السكري بسبب اصرارهم على الصيام رغم تحذيرات الأطباء تظهر متأخرة وصامتة، غالبا ما تتمثل في القدم السكرية واضطرابات على مستوى الكليتين، إلى جانب تأثير ذلك على العينين وقد تصل إلى حد الاصابة بالعمى، مبرزين بأن خطر الصيام لا يخص المصابين بالنوع الأول فقط، وإنما حتى مرضى السكري من النوع الثاني معرضين للمخاطر الصحية في حال عدم القدرة على السيطرة على مستويات السكر في الدم بصورة جيدة.
ونصحوا الفئات التي يسمح لهم الأطباء بالصوم بأهمية مراقبة مستوى السكر في الدم بصورة منتظمة، والحد من تناول الأطعمة المقلية والوجبات الغنية بالدهون والسكريات، خاصة وأن الصيام يؤدي إلى تغييرات مفاجئة ومهمة في أنظمة الراحة والنوم والدواء، وهذه التغييرات قد تسبب بدورها اختلالات وظيفية حقيقية في الجسم كاختلاف تركيز السكر والأملاح في الدم، في حين يحذّر المختصون فئات أخرى من مرضى السكري من بينها الأشخاص المسنين الذين يتناولون أكثر من جرعة من الأنسولين والأطفال والنساء الحوامل اللاتي يعتمدن على العلاج بالأنسولين ومرضى السكري المصابين ببعض الحالات المرضية الأخرى.
من جهته، يرى المختص في الطب الداخلي البروفيسور عمار طوبايبية، أنّ قرار صيام مرضى السكري يتم بالتشاور مع الطبيب الطي يعمل على تقييم نسبة الخطر باجراء الفحوصات اللازمة، وتتبع تطور وضعهم الصحي، وإذا كانت نسبة الخطر كبيرة ينصح بعدم الصيام لتجنب الاصابة بمضاعفات تعرض حياتهم للخطر.
وأضاف المختص أن مهام الطبيب تكمن في مرافقة وتوجيه مرضى السكري، واعطائهم النصائح والارشادات من أجل تمكينهم من الحفاظ على صحتهم، والتقليل من المخاطر الناتجة عن الصيام، والتي يتم اكتشافها بعد انقضاء شهر رمضان، ويكون علاجها أمرا صعبا، مشيرا إلى أن حالات الاصابة بمرضى السكري تختلف من شخص إلى آخر، ويتعامل معها الطبيب حسب الوضع الصحي لكل مريض، إذ يعمل على تقييم حالة السكر وتغيير نظام الأدوية والعلاج للمرضى المسموح لهم بالصيام حسب أوقات الإفطار والسحور.