أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، خلال إشرافه على افتتاح فعاليات الذكرى الستين للمظاهرات الشعبية 27 فبراير 1962، بدار الثقافة مفدي زكرياء بورقلة، أن هذه المظاهرات كانت ضربة شديدة للسياسة الاستعمارية وبمثابة الرد الفصيح والقول الفصل.
قال الوزير ربيقة، «إن خروج شعبنا في شهر فبراير من عام 1962 بورقلة، استجابة لنداء قيادة الثورة التحريرية والقوة التي تميزت بها حشود المتظاهرين من دقة التنظيم والإصرار على الجهر بالرأي والاستعداد للتضحية في سبيل الله والوطن، كانت ضربة شديدة للسياسة الاستعمارية، التي كانت ترمي إلى فرض سياسة الأمر الواقع، من خلال التضليل والمناورة المكشوفة ومحاولة تقسيم الوطن والاستئثار بالصحراء للاحتفاظ بها واستنزاف مكنوناتها ومواصلة تفجيراتها بها وإجراء التجارب داخلها، بما فيها تلك المحظورة على الصعيد العالمي».
واعتبر الوزير مظاهرات ورقلة، حلقة وضّاءة من حلقات النضال الشعبي الذي لم يتوقف منذ بداية الغزو الاستعماري. فقد كانت هذه الانتفاضة، كما صرح، «نعم المؤيد والنصير لواحد من أكبر التحديات التي واجهتها الثورة التحريرية في مسيرتها، كما كانت بمثابة التأكيد المتكرر لوقوف الشعب إلى جانب جيش التحرير الوطني وقيادة الثورة التي لم تقبل بأي بديل آخر غير استعادة السيادة الوطنية الموحدة شعبا وترابا».
في إحياء الذكرى الستين لتلك الملحمة الخالدة، ذكر وزير المجاهدين أن المواقف البطولية والتماهي المثالي بين أبناء الشعب والمجاهدين والمناضلين في كل الساحات وعلى مختلف المستويات والتطابق في الأهداف والاتفاق على الوسائل والانسجام والتناغم في المبادئ، هو الذي غذّى الثورة وأمدها بروح الإصرار والاستمرار، حتى ولو كانت تواجه عدوا مدججا بالعدد والمدد ومصمما على البقاء والمحافظة على وضعية المحتل إلى ما لا نهاية.
وأشار ربيقة، إلى أن مظاهرات ديسمبر 1960 شكلت الرد الشعبي المباشر على محاولة الالتفاف على ثورة التحرير والترويج لشعارات جديدة خاوية المضمون، ومظاهرات ورقلة سفّهت ظنون الاستعمار وآلاته الدعائية وكانت بمثابة الرد الفصيح والقول الفصل في موضوع الصحراء الذي كان سببا في إيقاف المفاوضات بين الحكومة المؤقتة والإدارة الاستعمارية.
وقال إن فوق رمال صحرائنا الكبرى ومن خلال أبناء الجنوب أهل العزة والنخوة، تحطمت كل المخططات الاستعمارية وهم اليوم يحققون وثبات نوعية في مسيرة التنمية والتجدد. كما ذكّر بالعناية الخاصة التي يوليها رئيس الجمهورية ضمن برنامجه والتزاماته الأربعة والخمسين لتنمية مناطق الجنوب الكبير والاستجابة إلى حاجاته الهيكلية والمادية والبشرية، إلى جانب المجهودات الكبيرة في ميدان تقريب الإدارة من المواطن وتحسين الخدمة العمومية.
وأضاف، أن الشعب الجزائري عامة وشبابه خاصة، قد أدرك بوعيه المتوقد وحسّه المدني الثمن الباهظ لمواجهة السياسات الاستعمارية والذي قدمه أسلافه ليعيش حرا وسيدا على أرضه. وأمام الشواهد الكثيرة الدالة على فداحة الثمن والمنتشرة في كامل ربوع الوطن، على شبابنا اليوم بناء الأمل والثقة في النفس والتطلع إلى المستقبل بتفاؤل لصون وديعة الشهداء وحفظ أمانة المجاهدين والحفاظ على تاريخنا المجيد وتبليغه للأجيال لاستلهام القيم والدروس منه.