تطبيق التوصيات بدءا من الموسم الدراسي المقبل
كشف فريد بن رمضان، مفتش البيداغوجية ورئيس اللجنة العلمية للندوة الوطنية حول التقييم المرحلي لإصلاح المدرسة، مساء أول أمس، عن تقديم حوالي 454 اقتراح خلال المشاورات التي جرت بثانوية الرياضيات بالقبة يومي الأحد والاثنين الماضيين، مشيرا إلى أن 50 بالمئة منها كانت حول تحسين البرامج والمناهج في التعليم الإلزامي وعصرنة التسيير البيداغوجي والإداري. وذكر أنه سيتم تنظيم السنة المقبلة ندوة وطنية مماثلة حول إصلاح التعليم الثانوي العام والتكنولوجي، وأخرى حول الإشكالات العامة وتقييم النتائج
وأفاد بن رمضان، خلال ندوة صحفية عقدها بثانوية الرياضيات بالقبة بالعاصمة، نيابة عن وزيرة التربية نورية بن غبريط، بأن الندوة الوطنية حول التقييم المرحلي لإصلاح المدرسة التي أختتمت، أول أمس، عرفت حضور 300 مشارك ولم يتم إقصاء أي طرف، حيث استقطبت الندوة جميع المعنيين والمهتمين وحضرها مسؤولون مركزيون وولائيون ومفتشون وأساتذة من قطاعات التربية والتعليم العالي والتكوين المهني، قدموا اقتراحاتهم وملاحظاتهم في جو صريح وعلمي، وخرجوا بتوصيات ستطبق بالتدريج على مراحل حسب الأولويات ابتداء من الموسم الدراسي ٢٠١٥ / ٢٠١٦، وذكر بن رمضان أنه تم التركيز على النوعية واتفق الجميع على أن الإصلاحات السابقة لم تحقق الأهداف المنشودة على ضوء نتائج الامتحانات الأخيرة، لذلك وجب التسريع في وضع الآليات الناجعة التي تتجاوب مع التحولات والتطورات في مختلف المجالات لاسيما التكنولوجيا منها، لأن التغيير في الظرف الراهن أصبح ضرورة ملحة.
وأضاف بن رمضان، أن من بين أولويات الإصلاح تجسيد التوصيات المتعلقة بتكوين المكونين التي أخذت حيزا كبيرا في المشاورات، وهذا بإعداد مرجعية للكفاءات ومراجعة البرامج المطبقة في المدارس العليا للأساتذة لجعلها تتماشى ومتطلبات مهنة التدريس، أيضا ملف الحكامة الجيدة بتكوين المسؤولين والمدراء والمفتشين وعصرنة التسيير البيداغوجي، بالإضافة إلى التحوير البيداغوجي بتغيير المناهج والبرامج بصفة علمية وجزأرتها والذهاب إلى تطبيق الجيل الثاني من المناهج. ومن الأولويات أيضا تكافؤ الفرص بتوفير نفس الإمكانيات والوسائل في كل مدارس الوطن بهدف القضاء على الفوارق الموجودة بين الشمال والجنوب، وتنصيب المجلس الوطني للتربية والمرصد الوطني للتربية والتكوين والمجلس الوطني للمناهج لتحقيق القفزة النوعية وعصرنة المنظومة التربوية، موضحا أن تمديد الدراسة إلى 36 أسبوعا في السنة سيرفع المستوى ويحسن النتائج.
وذكر بن رمضان، أن المشاركين أثاروا نقاطا أخرى تتعلق بالمدارس الخاصة والدروس الخصوصية والتسرب المدرسي وتكوين الأساتذة في اللغتين الفرنسية والإنجليزية خاصة بالهضاب والجنوب. وشددوا على أهمية تعميم مرحلة التعليم التحضيري على المستوى الوطني، وإعداد ميثاق للأخلاق المهنية، والتخلي عن تحديد عتبة الدروس وحل مشكل الاكتظاظ في الأقسام وكثافة البرامج والامتحانات الرسمية.
من جهته اعتبر مسقم نجادي، مفتش عام بوزارة التربية وعضو اللجنة العلمية للندوة الوطنية حول التقييم المرحلي لإصلاح المدرسة، أن التوصيات التي خرج بها المجتمعون قابلة للتطبيق، بحيث هناك توصيات ستجسد على المدى القريب كبرامج الإعلام الآلي ومراجعة الكتب المدرسية وتحيينها وحذف كتب الأنشطة بهدف خفض وزن محفظة التلميذ، وتوصيات أخرى ستطبق على المديين المتوسط والطويل، معتبرا أن تعميم الاستشارة لمرحلة ما بعد الإلزامي تحتاج إلى مشاورات أوسع وأعمق..