أشرفت، أمس، وزيرة الثقافة والفنون وفاء شعلال، بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، على افتتاح العرض الشرفي والإنساني المهدى إلى أطفال مرضى السرطان، لمسرحية «بوستيشة» التي كتبها وأخرجها وصممها أحمد رزاق، وشارك فيها حوالي 170 فنان من مختلف ولايات الوطن.
عاد، أمس، المخرج أحمد رزاق بعرض مسرحي جديد «بوستيشة»، الذي سيتواصل إلى يوم غد، على خشبة «المسرح الوطني الجزائري» محي الدين بشطارزي، حيث عرف العرض الشرفي حضورا لافتا للجمهور الذي غصّت به قاعة العرض والذي تعود على صبغة الأعمال المسرحية التي يتميز بها ذات المخرج عن غيره من زملاء المهنة، لاسيما تفاعلهم وتجاوبهم مع الهدف الإنساني منه، الذي سبق وأن أشار إليه رزاق في الندوة الخاصة بالعرض الشرفي بأن العمل يحمل رسالة تآزر جسدها بكل حب وتطوع فنانون جزائريون أو كما أسماهم «بالتراث البشري» الذين أجمعوا على أن تعود أرباح العمل إلى أطفال مرضى السرطان.
تدور أحداث المسرحية، التي كتب فصولها وأبدع في تصوير مشاهد القصة، المخرج ذاته، في حيّ صغير يُضيئه عمودٌ كهربائي وحيد؛ حيثُ لم تُنجَز أعمدة أُخرى بسبب نهب الأموال المخصّصة لإنجازها، يتعرّض المصباحُ الوحيد للتخريب، فيدخُل السكّان في خلافٍ يتبادلون خلاله الاتّهامات حول المسؤول عمّا حدث، وفي غياب أيّ قدرة على التحاوُر، سرعان ما يتفاقم الخلافُ ليُصبح نزاعاً يشمل أحياءَ ومدناً أُخرى.
و»بوستيشة»، كلمة عاميّة تعني المشكلةَ الصغيرة، والمشكلةُ الأساسية التي يتناولها العرض تكمن في تحطيم المصباح الوحيد، والذي يرمز إلى غياب الأفكار وانعدام التفكير، وما ينجم عن ذلك من استفحال لجميع أشكال الظلامية، كالعداوة والاستبداد بالرأي والخلاف والكراهية.
للإشارة، في مسرحية «بوستيشة» كل الممثلين أبطال، وهي تجربة رائدة وجريئة، جمعت بين فنانين مشهورين وهواة وبين عصاميين ومنتمين الى معاهد الفنون الدرامية، ومن بين أبرز الوجوه ليندة سلام، حميد عاشوري، سعاد سبكي، مصطفى عياد، صحراوي سميرة، كمال بوعكاز، رويني كمال، فضيلة حشماوي، حيمور لهاني محفوظ، مينة لشطر، إضافة إلى الفنان بن زينة..