ما يزال التّخوّف من أخذ اللقاحات يطرح إشكالا كبيرا، في الوقت الذي ينتشر فيه الفيروس الغادر بسرعة كبيرة، ويزداد الوضع خطورة بعد تسجيل حالتين من المتحوّر “أوميكون”، لكن الأمر المثير للتساؤل والاستغراب هو أنّ هناك أطباء يرفضون التّطعيم، والأخطر أنّهم ينصحون مرضاهم بالاكتفاء بتوخي الحذر والتقيد بالإجراءات وتناول الفيتامينات.
هي حملة مضادة غير مباشرة يطلقها البعض من الأطباء والعاملين في شبه الطبي، يرفضون التلقيح ضد كورونا ويعرفون ذلك بأنّهم غير مقتنعين بفعالية اللقاح، كما يرونه غير مجد، ويقولون إنّ مناعة الجسم كافية للقضاء عليه.
هذا غير معقول تماما، إذا كان الطبيب أو الممرض غير ملقّح ولا يهمه الأمر، فكيف بالمواطن البسيط، وإن كان هذا الأخير يمكن أن نلتمس له عذر عدم الوعي، لأنّه لا يدرك درجة الخطر كما يراها صاحب البذلة البيضاء، الذي يستقبل يوميا حالات كثيرة من كورونا باختلاف درجات الاصابة.
عندما يبلغ الأمر هذا الحد، لابد من إعادة النظر في مسألة التلقيح ليصبح إجباريا على الأقل لدى بعض الأسلاك منها الطبية وشبه الطبية، وكل العاملين في المؤسسات الاستشفائية، إضافة إلى أعوان الحماية المدنية، الذين هم على اتصال مباشر بالأشخاص، من خلال تدخّلاتهم في إطار عملية الإنقاذ، حتى أعوان الجمارك لا بد أن يأخذوا جرعات اللقاح بصفة إجبارية، لأنهم هم الذين يستقبلون الوافدين للبلد والمغادرين منه، كل هؤلاء يمكن أن يكونوا حاملين للفيروس وينقلونه بدون أن يشعروا بذلك.
الظاهر أن التحسيس لم يعد يجدي نفعا، وبالتالي التفكير في المرور إلى إجراءات أخرى أكثر فعالية، وتساهم في كسر سلسلة تفشي العدوى لإضعافه حتى لا يخلف ضحايا أكثر، وتكون الاصابة به أقل خطورة، وبالتالي لا بد من التحرك سريعا وعدم انتظار وقوع الكارثة، وقد تكون الأمور منها أسوأ وتخرج حينها عن السيطرة كما حذّر منه المختصّون في علم الأوبئة والفيروسات.