يسابق العديد من المسؤولين على مستوى المؤسسات الجامعية، الزمن من أجل ضمان إنجاح امتحانات السداسي الأول المزمع انطلاقها في نهاية جانفي المقبل، حسب الرزنامة المسطّرة من طرف الوصاية، يأتي هذا في الوقت الذي استنفرت فيه التنظيمات الطلابية قواعدها للعودة إلى الاحتجاجات بعد التقارير التي رفعت من طرف مكاتبها الولائية عبر مختلف الجامعات.
كشف الأمين العام للمنظمة الوطنية لطلبة الأحرار رياض بوخبلة لـ “الشعب”، أنّه من خلال التقارير الميدانية للمكاتب الولائية، فإن الدخول الجامعي عرف بعض المشاكل من الجانب البيداغوجي، قابله استدراك الوزارة الوصية التي أرسلت لجان تفتيش، وقامت بتغييرات مست رؤساء بعض الجامعات وتنصيب مديرين جدد.
عدا ذلك - يواصل رياض بوخبلة حديثه - فإن بعض السلبيات مازالت تميز الجامعة الجزائرية، وبرزت ظواهر لابد من محاربتها بإشراك جميع الفواعل من أساتذة وطلبة وعمال، منظمات ونقابات في ذلك، منها ظاهرة غياب الأمن التي استفحلت في أغلب المدن الجامعية.
وتحدّث عن الصّعوبات الإدارية (تأخر في تسليم شهادات التخرج والشهادات المدرسية...)، التي لا زالت تقف وراء إعاقة المهام المنوطة بالجامعة لتحقيق كفاءات نخبوية، وما يصاحبها من تراكم للمشاكل نجمت عنها أضرار كبيرة حول جودة التعليم والقيمة المضافة لمؤسّسات التعليم العالي، وأنتجت حالة من عدم الانضباط في صفوف الطلبة الجامعيين.
أما على مستوى الجانب الخدماتي - يقول المتحدث - بالرغم من الجهود الكبيرة التي تقودها المكلفة بتسيير ديوان الخدمات الجامعية بمحاربة السلبيات التي عرفها الدخول الجامعي إلى غاية العطلة الشتوية، وقيامها في كثير من الأحيان بإرسال لجان تفتيش ميدانية، وفي أحيان أخرى تغيير مديري الخدمات الجامعية، إلا أن ذلك غير كاف ويحتاج إلى إصلاح جذري يشترك فيه كل من له صلة بقطاع التعليم العالي دون إقصاء خاصة الشركاء الاجتماعيين.
وأضاف الأمين العام للمنظمة، “أنّ مشاكل الخدمات الجامعية مازالت تؤثّر على الحياة المعيشية للطالب، بالرغم من الميزانية الضخمة المخصّصة للخدمات الجامعية فهي ضعيفة، لا تتماشى بصون كرامة الطالب.
وخلص إلى أنّ الجميع اليوم مجند لإنجاح السنة الجامعية الحالية، خاصة مع الظروف الصحية الحالية وتفشي فيروس كورونا في العالم بأسره، بما يضمن رقي وريادة الجامعة الجزائرية ،ويتماشى مع الدور النهضوي المنوط بها وإشراكها في مخطط الاقتصاد الوطني.
الرابطة الوطنية لطلبة الجزائريين، بدورها وعن طريق رئيس اللجنة الوطنية للدخول الجامعي ومسؤول التنظيم أحمد زياني، أوضحت أن الجانب البيداغوجي يمكن القول أنه شهد نوعا من الإستقرار نسبياً مع الظروف الصحية الراهنة.
وأقرّ زياني في اتصال مع “الشعب” بفشل التعليم عن بعد، في الجامعة للمرة الثانية على التوالي، مشيراً إلى أن الطالب لم يستفد من المادة العلمية بصفة مكتملة في هذا النمط، حيث اقترح بإلغاء نظام الدفعات في السداسي الثاني، إذ انخفضت نسبة الإصابات بالفيروس، عن طريق استشارة اللجنة العلمية لرصد هذا الوباء من أجل منح الطالب حقه الكامل في الحجم الساعي من التعليم لرفع تحصيله الدراسي الأكاديمي.
ومن الناحية الخدماتية، أردف محدثنا قائلاً “ندعو مديرة الديوان الوطني للخدمات الجامعية إلى النزول إلى الإقامات عبر زيارات ميدانية تفقدية، وسترى الظروف المزرية للطالب المقيم، خاصة في هذه الفترة تزامنا مع موجة البرد التي إجتاحت الولايات الشمالية والداخلية مثل بعض الإقامات بالجزائر العاصمة (ذكور).
وحذّر من تكرار سيناريو الإقامة الجامعية (أولاد فايت 2) بعد عودة السخان الكهربائي بقوة داخل الأحياء الجامعية بسبب نقص التدفئة، وتدني الوجبات المقدمة في بعض الإقامات.
وفي نفس السياق، أثارت التكتلات الطلابية المعتمدة في جامعة 8 ماي 1945 بڨالمة الواقع الحاصل بالحقل الجامعي هناك، عبر بيان استعجالي تحوز “الشعب” نسخة منه، حيث استنكرت غياب روح المسؤولية وغياب الجدية في تعاطي مع المشاكل القائمة نتيجة الأحادية، حسب ما جاء في البيان المرفوع لوزير التعليم العالي والبحث العلمي.