نريد من التعليم الجامعي كفاءات مؤهلة بمقاييس دولية

بقلم: الأستاذ عبد القادر حمداوي

أعلن عن نتائج شهادة البكالوريا بعد حرقة انتظار من المترشحين، الكل انتظر نتائج الامتحانات لتجاوز مرحلة دراسية إلى أخرى، والكثير ينظر المرحلة الجامعية، والبعض قد يرحل بعيدا في أعماق البحث عن العمل، والأخر يبحث عن جامعات في أرجاء الوطن للتخصص.

إنها بداية مرحلة الإعداد للمستقبل والكل يبحث عن تخصصات أكاديمية تضمن له الوظيفة بعد التخرج وما عليهم سوى ركوب قطار المستقبل المملوء بالالتواء والعراقيل ومحطات تطول في البحث عن العلم والمعرفة.
والذين يبحثون عن إيجاد مجال لإكمال تعليمهم قد يشكل طريقهم قلقا غير عادي لهم.
ربما تكون أزمة تبرز في طريقهم وتحديدا في عدم وجود إمكانيات قبول أعداد كبيرة من الناجحين .
ومن المؤكد أن التعليم والاهتمام به من قبل الدولة الجزائرية قد قطع أشواطا لا يستهان بها فتلك المبادئ التي أكدت على أهمية التعليم من خلال ما ورد في أمرية 76 حول أهمية التربية والتعليم.
هل من المعقول أن نجد في بلادنا تزايد كبير من الطلبة سنويا؟ ونجد البعض يحرمون من حق إكمال التعليم العالي وبسبب عدم توفير مبالغ مالية لتغطية مصاريفه إنها مأساة الطبقة الضعيفة، ومن جديد أن يكون السبب الرئيسي لعدم استيعاب الطلاب في الجامعات أو التعليم العالي هو السبب المالي.
لقد حسم هذا الأمر من قبل الدولة، أعطت لهم منح الدخول إلى الجامعات لمواصلة الدراسة لا نجد هذا الأمر في كثير من الدول في العالم.
لقد اهتمت الجزائر بالتعليم منذ المرحلة الأولى للاستقلال، وتم إطلاق سير التعليم التي شملت كل أفراد الشعب الجزائري، ووضع المرأة على خطوات التقدم نحو مستقبل زاهر عندما أفسح لها الطريق للتعليم، والجميع يعرف أن عدد الجامعات في الوطن التي أسست من أجل مواصلة التعليم العالي للطلبة وأعطت الأولوية لهذا الميدان، وفي الوقت نفسه لا زالت تبذل الجهود لتطوير مناهج التعليم وعصرنتها، واليوم كثرت مواجهات التحديات التي تتطلب تعليما يعزز الفكر العلمي والبحث والتوجيه، فالدول لم تتقدم إلى بتطوير تعليمها، فكل دولة تواجه مشاكل تعود إلى تقييم التعليم والارتقاء به، وهذا ما عمدت إليه الدول المتقدمة.
اعتقد أن هذا الموضوع يحتاج إلى إعادة النظر ومناقشته بكل جوانبه، فالجميع يقر بأهمية التعليم، ولكن هل الجامعة مستعدة للدخول الجامعي اليوم بهذا العدد الهائل من الطلبة والأساتذة الوافدين إليها من فج عميق لينهلوا العلم والمعرفة.
فالجامعة تحمل اليوم مشروعا نهضويا، والجهد الذي تستثمره الدولة في بناء الإنسان هو أفضل وأكثر تأثيرا من التعليم من خلال مؤسسات تعليمية رفيعة تملك جميع مقومات المؤسسة العلمية العالمية فكانت جامعة الجزائر وهنا تعود بالذاكرة إلى الوراء حينما كانت أعداد الطلبة في التعليم العالي سنة 1970 سجلت الجامعة تخرج حوالي 3000 طالب بينما خلال سنة 1989 وصل العدد إلى 44 ألف أما خلال سنة 2012 فقد بلغ عدد خريجي الجامعات قرابة مليوني طالب.
 من بإمكانه ومن صلاحياته وقدراته تقييم الجامعة ؟
ربما تكون الجامعة اليوم قد فقدت بعض سلطاتها ونفوذها والسيطرة على مجرى الأحداث داخل الحرم الجامعي.
لقد انطلقت مرحلة التغيير عام 1994، كان الإجراء الأول في هذا المجال حول حل هيئة التعاون العلمي الجزائرية الفرنسية التي كانت تدير البحث العلمي واستبدالها بالهيئة الوطنية التي كانت تحضر في وجود جامعة الجزائر و03 مراكز للبحث العلمي المورثة عن المستعمر، فكان عدد الأساتذة الموجودين فيها آنذاك لا يتعدى 83 مدرسا للتعليم العالي.
لقد حرصت الدولة على تسخير الإمكانيات من اجل تطوير الجامعة الجزائرية ما تم إقراره من برامج وما يجرى انجازه من إصلاحات على أن تتواصل الجهود وتسخر الإمكانات من اجل تطوير الجامعة، وإعلاء مكانتها وإذكاء إشعاعها في المجتمع.
لماذا بعض الجامعات العالمية لا تعترف بالشهادات الجامعية الجزائرية ؟
إن الاهتمام الكبير الذي أولته الدولة الجزائرية لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي قد ساهم في ارتفاع عدد الطلبة المتخرجين من الجامعة الجزائرية وهم الذين يمثلون إطارات البلاد حاليا، وبالإضافة إلى سياسة الدولة من خلال جعل التعليم مجاني وحق لكل فرد وتطبيق مبدأ ديمقراطية التعليم.
إننا نريد أن تكون الجامعة ذلك المصنع الذي ينتج إطارات وكوادر كفاءة ومؤهلة بالإمكان تعيينها مباشرة في المناصب العليا، ويتماشى مع المقاييس الدولية في جامعة عصرية متطورة، متفتحة على الاقتصاد الوطني، تعتني بالجودة والنوعية، وتشجيع الابتكار والإبداع.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024