رئيس مصلحة الطب العقلي بمستشفى فرانس فانون:

لا بديل عن التّكفّل النّفسي لمواجهة آثار كورونا

 شدّد رئيس مصلحة الطب العقلي بالمؤسّسة الاستشفائية الجامعية فرانس فانون بالبليدة البروفيسور محمد أمين بن شريف، الخميس بالجزائر العاصمة، على ضرورة ضمان متابعة نفسية وعقلية للأفراد على ضوء الآثار «الوخيمة» الصحية والاجتماعية والإقتصادية التي خلّفها فيروس كورونا الذي لم يتلاش بعد.
تطرّق الأخصائي خلال لقاء علمي إلى مختلف الجوانب التي خلّفتها الجائحة، وأثّرت «سلبا» على حياة المواطن اليومية سيما الناحية النفسية منها من خلال تخوفه من التعرض إلى الإصابة المؤدية إلى الوفاة، إلى جانب صدمته من هذا الفيروس.
ووصف البروفيسور بن شريف جائحة كورونا التي تفشّت منذ سنتين، ولازالت لم تتلاش بعد «بأكبر أزمة صحية مفاجئة» زعزعت العالم منذ الحرب العالمية الثانية دون ترك المجال للعلماء ولا للدول بصفة عامة تحضير نفسها لمواجهة الوضعية الوبائية، مشيرا إلى حالات الذعر والقلق والإضطرابات النفسية والعقلية الأخرى التي أثّرت خصوصا على الفئات التي كانت لها قابلية مسبقا.
وبعد أن عرج على تعريف وتحديد مفهوم الصحة العقلية والنّفسية للمنظمة العالمية للصحة، وعزل كل العوامل العضوية التي تتسبّب في تدهور الحالة النّفسية والعقلية للشخص كالتعرض إلى بعض الأمراض ، أشار بالمناسبة إلى الآثار المباشرة كالتعرض إلى الاصابة بالفيروس وغير المباشر المرتبطة بالحجر الصحي، فضلا عن الآثار الإجتماعية والإقتصادية ونتائجها على صحة الفرد والمجتمع والدولة.
فبخصوص الآثار النّفسية والعقلية، أفاد الأخصائي أن دراسة أمريكية شملت 69 ألف مواطن أمريكي أثبتت أن 62 ألف من بينهم عانوا من أعراض ضغط نفسي وقلق وكآبة أثّرت كثيرا على صحتهم العقلية.
وضاعفت العلاجات المدرجة في إطار التكفل بالإصابة بالفيروس - كما أضاف - في ظهور أعراض نفسية لم يكن يتوقّعها العلماء بعد، ناهيك عن الآثار والأعراض المترتبة بعد الشّفاء من الجائحة على المديين المتوسط والطويل على صحة الفرد، من بينها نقص التركيز والإدراك وفشل العضلات التي قد تؤثر - حسبه - على الحياة المهنية للشخص.
وفيما يتعلق بالآثار غير المباشرة، أشار البروفيسور بن شريف إلى مخلّفات الحجر الصحي، الذي كانت له «نتائج إيجابية «من ناحية التخفيض من انتشار الفيروس، و»نتائج سلبية» من ناحية توقّف وسائل النقل والحد من حرية الفرد وعزله عن المجتمع، ممّا أحدث لديه اضطرابات نفسية وعقلية جمّة، أهمها الإقبال المفرط على استعمال وسائل الاتصال الحديثة، ممّا تسبّب لدى البعض في اضطرابات في النوم، وتناول الأكل خارج أوقاته وظهور العنف العائلي في بعض الأحيان نتيجة الضغط المعاش كانت ضحيته بعض الفئات الهشة.
ولمواجهة هذه الوضعية الوبائية الصّعبة، دعا ذات المتحدّث إلى ضرورة تنظيم الاتصال لتهدئة السكان، وتقديم معلومات دقيقة واضحة ووافية، واللجوء إلى بعض المصالح إذا تطلّب الأمر ذلك، على سبيل المثال خلايا الاتصال والاستعانة بالأطباء النفسانيين والطب العقلي، مع استعمال اللغة التي يفهمها المواطن للتهدئة من ذعره من استمرار انتشار الوباء.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024