في جنازة حضرتها عائلة الفقيد ورفقاء الكفاح

جثمان المجاهد محمد مشاطي يوارى الثرى بمقبرة سيدي عبد الرحمان

نورالدين لعراجي

إبن الراحــل: الجـــزائـر كـــانـت دوما حـــديثه معنا

شيع، أمس الثلاثاء، بمقبرة سيدي عبد الرحمان بالعاصمة، جثمان الفقيد المجاهد محمد مشاطي. وقد أوصى الفقيد أحد قادة مجموعة 22 الذين فجروا ثورة نوفمبر المجيدة، بأنْ يدفن بهذه المقبرة إلى جانب توفيق المدني وهي تضم كذلك ضريح سيدي عبد الرحمان الثعالبي الرجل الولي الصالح.

 وقد حضر الجنازة كل من وزيري المجاهدين الطيب زيتوني والتجارة عمارة بن يونس، إلى جانب أسرة الفقيد ممثلة في أبنائه وزوجه، إلى جانب مولود حمروش وعلي بن فليس.
 وحضر الجنازة أيضا، وزير المجاهدين السابق محمد الشريف عباس ووزير الإعلام الأسبق عبد العزيز رحابي والكثير من الوجوه السياسية والتاريخية ومجاهدون من الرعيل الأول للحركة الوطنية وثورة الفاتح نوفمبر وجموع المواطنين الذين لم تسعهم المقبرة التي لا يدفن فيها إلا نادرا ومنذ سنوات طويلة.
 وذكر المجاهد مصطفى زرقاوي، عضو المجلس الوطني للمنظمة للمجاهدين في كلمته التأبينية، وسط جو جنائزي، بأن الفقيد محمد مشاطي كان رائدا في الكفاح السياسي وجيش التحرير وعاش كل مراحل حركة انتصار الحريات الديمقراطية رفقة رفيقه محمد بلوزداد مؤسسا معه خلية سرية تطورت إلى «المنظمة السرية». وهو تنظيم سياسي أحيط بالسرية والانضباط الى غاية انكشاف أمره وسجنه من طرف العدو الفرنسي.
 لكن هذا لم يثنه على مواصلة الكفاح وتعلقه بالقضية الوطنية والدفاع عنها رفقة إخوانه محمد بوضياف، ديدوش مراد ورابح بيطاط ومصطفى بن بولعيد، وهو ما مكنهم من التفكير ضمن مجموعة 22 بتغيير المسار السياسي في استرجاع الحق المسلوب بعد تأسيس اللجنة الثورية للوحدة والعمل التي مهدت للعمل المسلح وأخرجت الثورة من رحم الشعب.
وأضاف المجاهد زرقاوي في الكلمة التأبينية وهو متأثر بفقدان مشاطي الذي كان قريبا منه: «واصل الفقيد نضاله السياسي مكرسا حياته لخدمة القضية الوطنية بعد أن شغل الفقيد عدة مناصب هامة منها سفير الجزائر في ألمانيا ونائب رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان».
وقد خيّم الحزن على الوجوه التي حضرت الجنازة وبدت علامات التأثر على الجميع من الرفاق والمجاهدين والأهل، حتى أن زوجة الفقيد لم تستطع إكمال كلمتها أمام إلحاح الصحافيين ومؤازرة وزير المجاهدين الذي كان بجانبها.
وعند تقربنا من أحد أبناء الفقيد لمعرفة وصية والده، ذكر لنا وهو تحت الصدمة، أن والده مشاطي كان دوما يقول لهم إن الجزائر عرفت ويلات الاستعمار وذاقت جرائمه البشعة.
 وأضاف تحت دموع سبقته أن حديث والده كان دوما عن الجزائر وتراب الجزائر وهو نفس التأثر الذي شاهدناه على الوجوه جميعها.
للتذكير، الفقيد من مواليد 21 مارس 1921 بقسنطينة ويعتبر من بين آخر الخمسة الذين مازالوا على قيد الحياة وهم زوبير بوعجاج وعثمان بلوزداد وعمار بن عودة وعبد القادر العمودي

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024