أكدت مجلة «الجيش» في عددها لشهر نوفمبر الجاري، أن التمسك بمبادئ الثورة التحريرية يعد بمثابة خارطة الطريق المثلى والمأمونة في الحفاظ على جزائر اليوم ولضمان مستقبلها غدا، مبرزة حجم التضحيات التي قدمها شهداء الوطن والمجاهدين في سبيل الحرية وإعادة بناء الدولة الجزائرية المستقلة.
استعرضت مجلة الجيش في الذكرى 67 لثورة نوفمبر المعارك الحاسمة والبطولية لجيش التحرير الوطني، نماذج من بعض الملاحم البطولية التي كانت مختلف الولايات التاريخية مسرحا لوقائعها وهي معركة جبل العصفور وجبل مرمورة وأماسين وجبل بوزقزة والشوابير ومعركة جبل بوكحيل، بالرغم من عدم تكافؤ موازين القوى.
وأشارت إلى الجرائم التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في حق الجزائريين، ستبقى السجون والمعتقلات ومراكز التعذيب شاهدة على وحشية المستعمر الذي كان التعذيب جزءاً لا يتجزأ من سياسته الإجرامية، والذي استعمله كورقة للحصول على المعلومات الخاصة بالتنظيم الثوري، مضيفة أن النساء المناضلات والمقربات من المعتقلين لم تسلمن من التعذيب بأساليب بشعة بهدف إحباط أسرار الثورة.
وتطرقت المجلة في ريبورتاج حول همجية الاستعمار خلال الثورة التحريرية، إلى الأساليب البشعة في تعذيب المناضلين والمناضلات في معتقل الكاريار لولاية مستغانم، بالإضافة إلى الممارسات الوحشية والقمعية منذ احتلال الجزائر سنة 1830، إذ تعرض الجزائريون لشتى أنواع العنف والتقتيل الذي بلغ ذروته عام 1845 بقتل 500 جزائري من الشهداء حرقا داخل الكهوف، فضلا عن المجازر والحرائق والاعتقالات العشوائية.
وتابعت المجلة بأن التفجيرات النووية بالجنوب الجزائري تبقى إحدى أبشع الجرائم التي ارتكبها المستعمر الفرنسي طيلة 132 سنة من الاحتلال والتي تعكس أساليب شيطانية وإبادة جماعية في حق الشعب الجزائري، مشيرة إلى أن فرنسا ترفض اليوم وتحمل المسؤولية والاعتراف بجرائمها الموثقة من قبل العديد من المؤرخين والخبراء وأقوال وشهادات لكتاب فرنسيين.
ونقلت شهادات مجاهدين، بينهم المجاهد والمناضل أحمد دوم، الذي استعرض سجلات ذاكرته كعضو مؤسس لفدرالية جبهة التحرير الوطني في فرنسا إلى جانب رفاقه، مشيرا أنه ساهم في تأسيس أول قسمة لجبهة التحرير الوطني بفرنسا وألقي عليه القبض بتاريخ 17 نوفمبر 1956 بتهمة المساس بالأمن الداخلي للدولة.
كما ذكرت أهم النقاط التي تطرق لها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في آخر لقاء مع وسائل الإعلام الوطنية والذي حمل رسائل كبيرة عن مواقف الدولة الجزائرية، لاسيما إزاء المتربصين والمتآمرين، مبرزة أن إجابات رئيس الجمهورية تميزت بالدقة والشفافية في قالب يتماشى وحجم التحديات الداخلية والتهديدات الخارجية.
وتابعت، أن التوجيهات الجديدة عكست آمال وطموحات الشعب الجزائري، بعيدا عن الشعارات واللغة المعقدة، مستعرضة بعض المحاور والتي أثارت حساسية واضحة لارتباطها الوثيق بالتوجيهات الإستراتيجية للدولة، خاصة ما تعلق بالأزمة التي تعيشها العلاقات الجزائرية - الفرنسية، بالإضافة إلى آثار المخططات العدائية لنظام المخزن.