الجامعة والمؤسسات مدعوة لتطوير خبرة وطنية

مرافعات لإنشـاء صنـاعة صيدلانية ضمانا للأمن الصحي

سعاد بوعبوش

أكد المشاركون في الطبعة الثالثة لملتقى الهندسة الصيدلانية والصحة، بدار العلوم لجامعة هواري بومدين باب الزوار، ضرورة التحكم في التكنولوجيات الحديثة باعتبارها محرك التنمية والقادرة على تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للصحة والنهوض بالقطاع ككل، ومواجهة التحديات التي تفرضها الصحة العمومية خاصة وأن العالم دخل عهد الأوبئة، ما يتطلب استغلال كل الخبرات المتوصل إليها والذكاء البشري والاصطناعي وانخراط كل المؤسسات لاسيما الجامعة لتلبية الطلب الوطني.
أوضح مدير جامعة باب الزوار جمال الدين آكراتش، أن جامعة هواري بومدين تحاول بدورها مواكبة الطلب الوطني بإدراج بعض التخصصات المهنية لتخريج كفاءات تتوافق مع عروض العمل المطروحة، لاسيما من طرف شركائها على غرار “صيدال” ومخبر “بيوفارم”، مشيرا إلى أنه تم استحداث ماستر علوم وتكنولوجية الدواء لهذا الغرض عبر الجمع بين ثلاث كليات الكيمياء والبيولوجيا والهندسة الميكانيكية، وهندسة الطرائق وتوجيهها للكيمياء الصيدلانية.
في هذا السياق، كشف آكراتش عن اختيار 24 مرشحا بمعدل ثماني مرشحين من الكليات الثلاث لاجتياز هذا الماستر، والعمل على ضمان تكوين راقي وشامل من خلال برنامج أعد مسبقا بالتنسيق مع شركائهم حتى يكونوا إطارات امتياز، تساهم في تحقيق النموذج الاقتصادي المنشود، خاصة في مجال الصناعة الصيدلانية التي تمثل أولوية بالنسبة للجزائر من أجل تطوير خبرة وطنية في هذا المجال.
وأشار المتحدث إلى الصناعة الصيدلانية أصبحت مسألة تتعلق بالسيادة الوطنية باعتبارها عنصرا منها، وبالتالي لابد من التحكم في التكنولوجيات الحديثة والخبرات من أجل تجسيد صناعة وطنية في هذا المجال، بدءا بتخريج كفاءات متعددي التكوين والذين سيدمجون مباشرة في عالم الشغل في مجال تخصصهم.
من جهته، اعتبر البروفيسور كمال بوداود أن الصناعة الصيدلانية تعد محرك التنمية، لهذا فالتكوين يفرض تحديات كبيرة تفرض تخريج كفاءات مندمجة مع خيارات الاقتصاد الوطني، وتلبي احتياجات المؤسسات الوطنية الناشطة والرائدة في هذا المجال، داعيا إلى عدم التركيز فقط على التصنيع، بل ضرورة الالتزام بإنشاء مراكز بحث داخل هذه المصانع نظرا للدور الذي تلعبه في تطوير الاستراتجيات البحث والابتكار، والاستفادة من كفاءات طلبة الماستر والدكتوراه في هذا الإطار لتطوير نوعية الأدوية المنتجة بالجزائر.
وأوضح البروفيسور بوداود إلى أن وباء كورونا أعطى أحسن درس للدول التي تعتمد فقط على الاستيراد، لهذا بات من الضروري على الجزائر أن تكون مستقلة صحيا في هذا المجال لأن الأمر يتعلق بالأمن الصحي، خاصة وأن بلادنا تمتلك الكير من الكفاءات والإطارات والخبرات التي أثبت جدارتها المؤهلة ومنحهم الفرصة لإخراج كل طاقتهم والوصول إلى إمكانية صنع كل الأدوية بالجزائر والتقليل من التبعية للخارج، ما يحتّم على الجامعة والمؤسسة الصناعية أن يعملا معا لتحقيق هذه الغاية.
في المقابل، أشار المتحدث إلى أن الطب الحيوي والأدوية الحيوي تمثل تحديا آخر للجزائر والذي لم تدخل فيه لحد الآن ولم تتحكم به باعتباره يمثل احد البدائل الناجحة في معالجة بعض أمراض العصر المستعصية على غرار السرطان والذي سينتج لاحقا في ظرف سنة ونصف كبداية قبل تعميمه، آملا في أن تواكب الجامعة هذا المجال الجديد بإدراجه ضمن التخصصات المهنية المدرسة، وداعيا البيولوجيين إلى الاندماج في هذا الخيار مع الكيميائيين للاستفادة منهم للتأسيس لهذا النوع من الصناعات.
وعرف الملتقى تكريم بعض الأساتذة من درجة البروفيسور المتقاعدين الذين تركوا بصمتهم في التكوين الجامعي ومنهم من غادر الحياة، ويتعلق الأمر بكل من بالبروفيسور غنية نزال، زوبيدة بن جمعة ن والراحلة فتيحة بن طرحة، وحميد آيت عمر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024